فجأة وجدت نفسي أدخل لعبة مقارنة عميقة بين العامين 2011 و 2012. وفجأة استنتجت، وعلى عجل طبعاً، أن العام الجاري (2012)، قد لا يكون أفضل من سابقه (2011).
أعترف أني أميل أكثر للتشاؤم، لكن في الواقع، وفي جردة سريعة لما يمكن أن يحمله العام، لم أجد ما يبعث على التفاؤل، من أية ناحية، سواء اقتصادياً أو سياسياً أو حتى أمنياً. فهنا، وعلى مرمى حجر منا، أي في مضيق هرمز، ومنذ مطلع العام 2012 بدأنا نسمع طبول الحرب وهي تقرع كل صباح. تارة يأتي قرع تلك الطبول من جانب «إسرائيل» التي تهدِّد بضرب إيران بسبب برنامجها النووي، وتارة أخرى من أميركا والدول الغربية، وتارة ثالثة من إيران، إذا هوجمت أو إذا منعت من تصدير النفط. وفي مطلع كل صباح، تزداد المنطقة سخونة في التصريحات والمواقف؛ الأمر الذي ينبئ بأن العام 2012 قد يكون أكثر سخونة من كل الأعوام التي سبقته.
هذا على صعيد منطقة الخليج، أما على صعيد كامل منطقة الشرق الأوسط، فالأمر ليس أفضل حالاً، وخاصة أن هناك ترابطاً حيوياً ليس فقط بين قضايا المنطقتين؛ بل بين شعوبهما ودولهما وتاريخهما وجغرافيتهما واقتصادهما. طلقة واحدة كافية لقلبها كلها رأساً على عقب. بالأمس قرأت تحليلاً توقع فيه واضعوه أن تصبح منطقة الشرق الأوسط أكثر سخونة في الأشهر المقبلة، نظراً إلى احتمال حدوث عواقب وخيمة لتلك الأحداث من حيث الأمن وسبل العيش والنزوح وفرص الحصول على الماء والغذاء. وفي هذا السياق، تنبأ المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (INEGMA) التي تتخذ من دبي مقراً لها، رياض قهوجي، بأن «العام 2012 سيكون عام الأزمات». أما الكاتب والمحلل وليد خدوري فقد قال، إن من غير المرجَّح أن يتعافى الاقتصاد في مختلف البلدان التي تضرَّرت بشدة بآثار «الربيع العربي» سواء في مصر أو ليبيا أو اليمن أو تونس، ولاسيما أن «الكثير من الأموال التي تعهَّدت جهات عربية ودولية بتقديمها لهذه الدول لم تصل بعد».
أنيس ديوب
أرابيان بزنس
العدد 3457 - الخميس 23 فبراير 2012م الموافق 01 ربيع الثاني 1433هـ