ومن «غير المرجح أن يعود المستثمرون الأجانب على الفور بسبب استمرار حالة عدم الاستقرار».
ويرى خدوري أيضاً أنه حتى في البلدان التي تملك المال، كالعراق (التي من المتوقع أن تصل عائداتها النفطية إلى 100 مليار دولار في 2012) وليبيا (التي من المتوقع أن تستعيد مستويات ما قبل الحرب من إنتاج النفط بحلول شهر يونيو/حزيران) قد لا تصل تلك الثروات إلى عامة الشعب بسبب الفساد أو عدم وجود حكومة قادرة على الاضطلاع بمهامها. أما في مصر، فسيؤدي زيادة عجز الموازنة (150 مليار جنيه أو ما يقرب من 25 مليار دولار) وفقا للدكتورة يمن الحماقي، أستاذة الاقتصاد في جامعة عين شمس، إلى الحد من قدرة الحكومة على دعم السلع الأساسية هذا العام، مما سيسهم في زيادة الفقر وسوء التغذية،يضاف إلى ذلك بالطبع تراجع المداخيل الحكومية والاستثمارات. وقبل شهر أشار تقرير التنمية البشرية لعام 2011 إلى أن المنطقة العربية هي الأكثر جفافاً في العالم، وأن ربع سكانها يعيشون على أرض لا يمكن زراعتها بشكل مُنتج، أي أنها أسوأ حالاً من دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وأضاف التقرير أن مشاكل المياه تؤثر على أكثر من 60 بالمائة من سكان المنطقة الذين يعانون من فقر مدقع. كما تعاني الدول العربية من أعلى نسبة تلوث في المناطق الحضرية في العالم، وأعلى معدلات اعتماد على الوقود الأحفوري في العالم أيضاً، وأعلى معدلات بطالة بين الشباب في العالم. وأخيرا ففي العام الماضي، المنتهي قبل 4 أسابيع، أنفق أغنياء العالم 47 مليار دولار لشراء منتجات التجميل و66 ملياراً لتناول الآيس كريم و81 ملياراً لشراء العطور و93 ملياراً لأغذية الحيوانات الأليفة و154 ملياراً لشراء السجائر و212 ملياراً لتعاطي المشروبات الكحولية و400 مليار لشراء المخدرات. في المقابل ما زالت الشعوب الفقيرة تحتاج إلى 6 مليارات دولار لتوفير التعليم الأساسي و9 مليارات للصرف الصحي و12 ملياراً لتوفير الرعاية الصحية و13 ملياراً للحصول على الغذاء الضروري.يكفي هذا، أليس كذلك؟.
أنيس ديوب
أرابيان بزنس
العدد 3458 - الجمعة 24 فبراير 2012م الموافق 02 ربيع الثاني 1433هـ