العدد 3464 - الخميس 01 مارس 2012م الموافق 08 ربيع الثاني 1433هـ

كوريا الجنوبية... من محو «أمية الحرف» إلى «أمية الحاسب»

حلت كوريا الجنوبية ضيفة شرف في المعرض والمنتدى الدولي للتعليم 2012، الذي أقيم في العاصمة السعودية الرياض، خلال الفترة ما بين 13 فبراير/ شباط 2012 لغاية 17 فبراير/ شباط. وتعتبر كوريا إحدى الدول الرائدة في مجال التعليم على مستوى دول العالم، فهي احتلت القمة في البرنامج الدولي لتقييم الطلبة في العام 2010، ويمزج التعليم في كوريا الدقة والموضوعية والابتكار في الأدوات التعليمية.

وتعد كوريا الجنوبية من ضمن الدول الأكثر اهتماماً بالتعليم عالمياً، وتسعى دائماً لتطويره، وتضع لها موازنة كبيرة، وتهتم بتربية النشء وفق أسس عملية ما يعود عليها بالمنفعة ويجعلها من بين الدول المتقدمة اقتصادياً وفكرياً.

ورغم أن خبراء التعليم يصفون نظام التعليم في كوريا بالصرامة الشديدة، والاعتماد على الحفظ، ودخول الدروس الخصوصية فيه، والواجبات المدرسية التي تستمر لغاية وقت متأخر من اليوم، ما يؤدي إلى حرمان الطالب من الاستمتاع بهواياته لوقت كافٍ، والطفل من الاستمتاع بطفولته، لكن بعض خبراء التعليم يرون أن هذه «الصرامة» من التربية والتعليم رغم عدم ملاءمتها مع المفاهيم الغربية، لكنها تساهم في تحقيق نتائج دراسية متميزة للطالب.

وبدأ الإصلاح الجذري للتعليم في كوريا العام 1968، عندما أجروا عدداً من الإصلاحات التربوية أكدت على الجانب الفلسفي للتعليم وغرس الهوية القومية لدى أفراد الشعب، وتنمية احترامهم لعاداتهم وتاريخهم وتقاليدهم، وتنمية الابتكار والريادة لإحياء الوطنية في الطلبة، والتوازن بين التنمية والتقاليد، وحاجات الفرد وحاجات الوطن، والقضاء على الأمية سوى أمية الفرد أو أمية الحاسوب.

وركزت الدولة على محو الأمية والقضاء عليها بين أفراد الشعب الكوري، وقامت بحملات لمحو الأمية في جميع أنحاء البلاد كافة، وبعد أن كانت نسبة الأمية 30 في المئة قبل أربعينات القرن الماضي، أصبح نسبة المتعلمين 99.3 في المئة بين الذكور و96.7 في المئة من الإناث في العام 1995، وارتفعت النسبة بعدها، لتصل الحكومة بعدها إلى مرحلة عدم إعطاء مسألة الأمية أي اهتمام، لتركز بعدها على محو «أمية الحاسب» من «أمية الحرف».

وتولي كوريا أولوية قصوى للإنفاق على التعليم، خصوصاً في التعليم العالي، وذلك لاستقرار الوضع في مرحلة التعليم الابتدائي. وتخصص موازنة كبيرة في مجال تعليم الحاسوب، وذلك لمواكبة التغييرات المتسارعة في تكنولوجيا المعلومات، ولإيمانها بأن المهارة في استخدام تكنولوجيا المعلومات في مجالات الحياة، وخصوصاً في التعليم، سيحدد القوة التنافسية لكوريا على جميع المستويات

العدد 3464 - الخميس 01 مارس 2012م الموافق 08 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً