واصل الجيش السوري عملياته ضد معاقل المنشقين عن النظام في عدد من المناطق أمس الإثنين (5 مارس/ آذار 2012)، مشدداً الضغط على مدينة الرستن في محافظة حمص (وسط)، في وقت أعلن عن زيارة لموفد الأمم المتحدة الخاص كوفي عنان لدمشق في نهاية الأسبوع تتزامن مع اجتماع روسي مع ممثلين للجامعة العربية بشأن الأزمة السورية.
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية سيتوجه إلى دمشق في العاشر من مارس الجاري.
وسيرافق عنان الذي عين الأسبوع الماضي مبعوثاً خاصاً لسورية، وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة الذي أعلن العربي تعيينه نائباً لموفد الأمم المتحدة. وأعلنت سورية ترحيبها بزيارة عنان. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن من موسكو عن لقاء سيعقد بين روسيا ووزراء الخارجية العرب في القاهرة في اليوم نفسه، للبحث في الأزمة السورية.
وعبرت وزارة الخارجية الأميركية أمس عن أملها في أن تتبنى موسكو «نظرة جديدة» حيال الوضع في سورية بعد انتهاء الانتخابات. ويأتي ذلك بعدما عبرت دول عربية عدة عن استيائها من الموقف الروسي الداعم للنظام السوري والرافض لإصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يدين قمع الحركة الاحتجاجية الذي أوقع أكثر من 7500 قتيل، بحسب الأمم المتحدة.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الرئيس الروسي المنتخب، فلاديمير بوتين إلى «مراجعة السياسة الروسية حيال سورية»، وقال إن روسيا «عزلت نفسها بالكامل عن بقية المجتمع الدولي» و «الصين بدأت تطرح بضعة أسئلة على نفسها» بشأن «مدى صحة موقفها».
وأضاف «إذا تمكنا سريعاً من إصدار قرار في مجلس الأمن يعطي أمراً دولياً لنظام دمشق بوقف العنف والسماح بإيصال المساعدة الإنسانية وتطبيق خطة الجامعة العربية، فهذا سيكون تقدماً ملحوظاً. الأمر ليس مستحيلاً، سنعمل عليه في الأيام المقبلة».
ولم يتمكن الصليب الأحمر الدولي بعد من دخول حي بابا عمرو في حمص الذي دخلته قوات النظام الأسبوع الماضي وانسحب منه «الجيش السوري الحر». وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة لوكالة «فرانس برس» أن «المفاوضات مستمرة» لإدخال المساعدات إلى الحي المنكوب الذي كان تعرض لقصف على مدى شهر تقريباً تسبب بدمار كبير وبمئات القتلى.
وبدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس توزيع مساعدات إنسانية على سكان حي الإنشاءات المتاخم لحي بابا عمرو. ووافقت سورية أمس على استقبال مسئولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس التي ستصل إلى دمشق مساء اليوم (الثلثاء) وتلتقي مسئولين سوريين وتزور بعض المناطق. وتستمر زيارة أموس حتى التاسع من مارس الجاري.
في هذا الوقت، تجدد الضغط على مدينة الرستن في محافظة حمص التي انسحبت منها قوات النظام قبل أسابيع والتي تتعرض منذ ذلك الوقت لقصف مدفعي وصاروخي شبه يومي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مصدر القصف قوات النظام التي تحاصر المدينة.
ورأى مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا إن «النظام سيحاول تكثيف الضغط على الرستن»، مشيراً إلى «تحضير لمحاولة اقتحام المدينة لأنه من الواضح أنها خارج سيطرة النظام».
ورأى عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال من حمص مع وكالة «فرانس برس» إن «ما يجري في الرستن هو نفس ما جرى في بابا عمرو: حصار وقصف مدفعي ومن راجمات الصواريخ». وقال العبدالله إن «عناصر الجيش السوري الحر مازالوا في الرستن، لن يستسلموا بسهولة، لأن أحداً لا يريد أن يكرر ما جرى في بابا عمرو»، مؤكداً حصول عمليات «قتل للشبان واغتصاب لفتيات ونساء، ونهب بيوت».
وأفاد ناشطون أن القوات النظامية السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حيي جوبر والسلطانية المجاورين لبابا عمرو.
وقتل أمس ستة أشخاص في أعمال عنف في سورية، بينهم فتاة في الثالثة عشرة في محافظة حمص «على إثر إصابتها برصاص قناصة»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في الأثناء أكد رئيس البرلمان العربي الانتقالي علي الدقباسي أمس ضرورة أن يتخذ المؤتمر الـ 18 للاتحاد البرلماني العربي قرارات تتناسب مع حجم المأساة والكارثة التي يعيشها الشعب السوري. وقال الدقباسي، في افتتاح أعمال المؤتمر أمس في الكويت، إن البرلمان العربي بادر في الدعوة إلى ضرورة «وقف المجازر التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه» وطالب الدول العربية بسحب السفراء من سورية وقطع العلاقات كافة.
ودعا المشاركون في المؤتمر إلى «اتخاذ مواقف وقرارات تتناسب مع حجم المأساة والكارثة التي يعيشها الشعب السوري بما يمكنه من أن يشهد عصراً جديداً يقوم على الحرية والعدالة والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان»
العدد 3468 - الإثنين 05 مارس 2012م الموافق 12 ربيع الثاني 1433هـ