استهدف قناصة مجهولون أمس الحشود المتوجهة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع) في مناطق متفرقة ببغداد ما أدى إلى مقتل 20 شخصاً وجرح 302 آخرين. وقال مدير عمليات وزارة الصحة جاسب لطيف إن جروح غالبية المصابين «خطيرة»، ولم يستبعد ارتفاع حصيلة القتلى بسبب ذلك. وأعلن مصدر أمني اعتقال 21 شخصاً مشتبهاً فيهم في العملية. وكانت الحكومة فرضت تدابير أمنية صارمة في أنحاء العاصمة منذ الجمعة.
من جانب آخر، تبدأ اليوم (الاثنين) في بغداد محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من أعوانه بتهمة قتل عشرات الآلاف من سكان القرى الأكراد خلال حملة إبادة جماعية اجتاحت شمال العراق فيما عرف بـ «قضية الأنفال» قبل 18 عاماً.
بغداد - أ ف ب، أ ش أ
هاجم مسلحون بالأسلحة الخفيفة أمس المواكب المتجهة لمرقد الإمام موسى الكاظم (ع) في مناطق متفرقة من بغداد ما أدى إلى مقتل 20 من الزوار وإصابة 300 آخرين بجروح على رغم الإجراءات الأمنية المشددة. وأفاد الجيش الأميركي في بيان أن جنوده عثروا على مخبأ كبير للأسلحة في حي في بغداد. كما أعلن مقتل أحد جنوده في الأنبار. ومن المزمع أن يعقد اليوم في العاصمة الأردنية (عمان) مؤتمر لتأسيس حركة عراقية جديدة تجمع جميع الأطياف العراقية.
وقال مدير الإدارة في وزارة الصحة العراقية حاكم الزاملي إن «عشرين من الزوار المتوجهين إلى مرقد الإمام الكاظم (ع) قتلوا وأصيب نحو 300 آخرون في هجوم مسلح من قبل إرهابيين تكفيريين على مواكبهم في منطقة الفضل (وسط) وحيفا (شمال) والصليخ (شمال بغداد) بالإضافة إلى مقبرة الشيخ عمر»، وهي مناطق ذات غالبية سنية. وأضاف ان «المسلحين قاموا بإحراق معهد الطبي الواقع في منطقة الباب المعظم بالقرب من وزارة الصحة».
وكان مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان «مسلحين مجهولين هاجموا موكبا للزوار في حي الغزالية ما أسفر عن مقتل أحد الزوار وإصابة ثلاثة آخرين بجروح». وفي منطقة الخلاني التي تشكل امتدادا لحي الفضل، قال رجل شرطة إن «قناصا أطلق النار على الزوار وقوات الشرطة الموجودة هناك من احد المباني القريبة».
وقال شاهد عيان إن «قوات الأمن وشرطة المرور أخذت مواقع قتالية وتبادلوا إطلاق النار مع المسلحين لنصف ساعة»، موضحا أن الزوار انتابهم الخوف والهلع وانتقلوا للسير على الخط السريع محمد القاسم بدلا من طريق الشورجة الموازي له في وسط بغداد.
ونقلت قناة «العراقية» الحكومية عن قوات الشرطة الوطنية قولها انها اعتقلت ثلاثة من المسلحين الذين أطلقوا النار على الزوار في منطقة الدولعي (شمال بغداد).
من جهته، أكد مدير غرفة العمليات المشتركة في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي قاسم الموسوي أن «الأمور مسيطر عليها الآن واتخذنا سلسلة من الإجراءات لتغيير مسير الزائرين من جهة الرصافة». وسعى الموسوي إلى طمأنة «المواطنين بأن الأمور تسير على ما يرام»، مؤكدا أن عناصر وزارة الداخلية «تمكنوا من القبض على عصابة مجرمة حاولت الاعتداء على مواكب الزوار في منطقة الزعفرانية» جنوب بغداد من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
أما الكاظمية، فقد أكد قائد شرطتها العقيد فاضل عبدالكاظم لقناة «العراقية» أنها تشهد «هدوءا وإقبالا مستمرا للزوار من دون وقوع حادثة واحدة تذكر ضمن القاطع». لكنه أضاف ان «بعض الحوادث وقعت في المناطق المتفرقة المؤدية» إليها. وتابع ان «بعض الإرهابيين يستغلون بين آونة وأخرى الفرصة لمهاجمة الزوار في محاولات يائسة وفاشلة وقوات الشرطة تواجههم بقوة». وتحدث عن اعتقال «ثلاثة مشتبه بهم وهم كويتيون قدموا من سورية»، موضحا أنهم «مازالوا في التحقيق».
وكانت السلطات العراقية منعت سير جميع المركبات في بغداد منذ مساء الجمعة كما أقامت نقاطا للتفتيش وسعت إلى تجنب مرور الزوار في المناطق السنية، وأغلقت خصوصا جسر الأئمة الذي يربط بين حي الأعظمية ذي الغالبية السنية في الرصافة وحي الكاظمية في الكرخ. والذي شهد تدافعا تسبب بمقتل نحو ألف شخص غرقا أو دهسا أو خنقا وإصابة نحو 815 آخرين بجروح. وحدث التدافع بعد هجوم بقذائف الهاون على مرقد الإمام الكاظم (ع) أسفر عن مقتل سبعة عراقيين تلته موجة من الذعر والهلع نجمت عن شائعة بشأن وجود انتحاريين يرمون القيام بهجمات أخرى وسط الزوار.
وإلى ذلك، عثر أعضاء في لواء المشاة البحرية الأميركية (سترايكر رقم 172) على مخبأ كبير للأسلحة خلال عملية مداهمة في أحياء ذي غالبية سنية في الغزالية ونور غرب العاصمة. وتم ضبط ترسانة تضم خصوصا نحو 580 قذيفة هاوون و100 قاذفة للصواريخ و270 صاروخا و39 ألف رصاصة وكذلك معدات لصنع قنابل.
وأعلن الجيش الأميركي أن جنديا أميركيا توفي متأثرا بجروح أصيب بها خلال اشتباكات جرت أمس الأول في الأنبار. ما يرفع عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا منذ اجتياح العراق في مارس/ آذار 2003 إلى 2608 جنود أميركيين.
وسياسيا، قالت مصادر عراقية في عمان إن مؤتمرا عراقيا سيعقد اليوم في العاصمة الأردنية للإعلان عن تأسيس حركة جديدة باسم حركة القوى الوطنية والقومية تضم عددا كبيرا من الشخصيات العراقية. وأشارت هذه المصادر إلى أنه سيمثل المؤتمر التأسيسي جميع أطياف الشعب العراقي من من دون تمييز أو تفريق.
يذكر أن زيارات ومشاورات جرت خلال الفترة الماضية بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته لعمان نهاية الشهر الماضي ولقائه مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أعقبها زيارة لرئيس الوزراء الأردني لبغداد جرى خلالها الحديث عن موضوعات كثيرة من أهمها استضافة الأردن لمؤتمر للقيادات والتيارات الدينية العراقية الذي أجل في وقت سابق والمقرر أن يعقد خلال شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.
السليمانية، أربيل - د ب أ
منعت قوات الأمن والشرطة الكردية عشرات المتظاهرين أمس من الوصول إلى مبنى البرلمان الكردستاني في مدينة أربيل للتعبير عن احتجاجهم على اعتقال العشرات من المتظاهرين الذين شاركوا في موجة المظاهرات التي اجتاحت مدن إقليم كردستان العراق الأسبوع الماضي.
وطالب المتظاهرون ومعظمهم من طلاب الجامعة والمثقفين بعد أن تجمعوا أمام مبنى المحافظة بإطلاق سراح المعتقلين وتلبية مطالبهم بتوفير الخدمات الأساسية من الوقود والكهرباء. كما وجه المتظاهرون بيانا إلى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود برزاني يطالبون فيه بمنع اعتقال المتظاهرين والسماح بممارسة الحريات الديمقراطية في الإقليم.
من جهة أخرى، أعلن نحو 150 محامياً الإضراب عن العمل داخل حرم محكمة السليمانية احتجاجاً على قيام قوات الأمن باعتقال المحامي بختيار حمة سعيد أثناء مظاهرة نظمها شبان غاضبون في 13 أغسطس/ آب في مدينة السليمانية. وعطل الإضراب جميع الإجراءات القانونية وسير المحاكمات في المحكمة ما أجبر السلطات على تلبية مطالب المحامين وإطلاق سراح المحامي المعتقل.
عمان - يو بي آي
من المقرر أن تبدأ اليوم (الاثنين) في بغداد محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من أعوانه بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية بحق عشرات الآلاف من الأكراد عندما قصفت مدينة حلبجة في شمال العراق بالسلاح الكيماوي وتهجير سكانها، فيما عرف بـ «قضية الأنفال» قبل 18 عاماً.
وقال المحامي الأردني في هيئة الدفاع عصام الغزاوي: «منذ بدء محاكمة صدام فيما عرف بقضية الدجيل ونحن نلمس أن المحاكمة مهزلة ومسرحية وضعها الأميركيون وينفذها العراقيون».
ويحاكم مع صدام في هذه القضية ستة من معاونيه السابقين أبرزهم علي حسن المجيد المتهم بقصف المدينة بالسلاح الكيماوي، والملقب بـ «علي الكيماوي»، صابر عبدالعزيز الدوري المتهم بأنه أبرز المحرضين على قصف الأكراد بالسلاح الكيماوي، طاهر توفيق العاني، وكان يشغل منصب محافظ الموصل خلال العملية، القائد الميداني للعملية سلطان هاشم، حسين رشيد التكريتي المتهم بالمشاركة في تنفيذ العملية، ومدير الاستخبارات العسكرية فرحان الجبوري.
ورفض الغزاوي الاتهامات الموجهة لصدام وقال: «إن ما جرى في حلبجة عملية عادية جدا تحدث في أية دولة تريد إبعاد الخطر عن أراضيها»، مشيرا إلى أن «السلطات العراقية كانت تريد إبعاد الخطر الإيراني عن المنطقة لذلك قامت بإبعاد السكان عن المنطقة وأسكنتهم في منازل أخرى وقدمت إليهم تعويضات عن منازلهم». وتابع «في حال الحرب هناك الكثير من الأمور المسموح بها». وأكد الغزاوي أن هيئة الدفاع بكامل أعضائها ستحضر جلسة المحاكمة.
ورفض الغزاوي ما صدر عن مسئول أميركي مقرب من المحكمة الجنائية التي تحاكم صدام، ويتوقع فيه إعدام الرئيس المخلوع قبل انتهاء محاكمته في قضية الأنفال. وقال: «لا يمكن لمحكمة حقيقية أن تصدر حكما قبل انتهاء المحاكمة وما يعلنه الأميركيون دعاية وليس أكثر. وإذا كان الأميركيون يصدرون الأحكام نيابة عن المحكمة وقبل أن تنعقد فهذا أكبر دليل على هزلية ما يجري»
العدد 1445 - الأحد 20 أغسطس 2006م الموافق 25 رجب 1427هـ