العدد 1445 - الأحد 20 أغسطس 2006م الموافق 25 رجب 1427هـ

كفر كلا: قصة قرية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية

عندما دخلت قوات الجيش اللبناني قرية كفر كلا وسارت فيها وصولا إلى ممر بوابة فاطمة وقف أهالي القرية يرقبون في صمت دون أن تعلو وجوههم ملامح الفرح. وكفر كلا واحدة من معاقل حزب الله ويشعر المواطنون بشيء من الغرابة وهم يرون الجيش اللبناني في قريتهم يحل محل مقاتلي الحزب الذين تولوا المسئولية عن الأمن في المنطقة الحدودية. واتخذت القوات اللبنانية مواقع لها منذ الساعات الأولى ليوم أمس الأول في هذه القرية وفي ممر بوابة فاطمة في أول انتشار للجيش على الحدود مع «إسرائيل »منذ عقود من الزمان.

يقف أبوعبدالله أحد سكان القرية أمام محله الصغير يرقب آليات الجيش تتحرك صوب الممر غير المستخدم بين لبنان و«إسرائيل» ويهز رأسه.

يقول أبوعبدالله وهو واحد من إتباع حزب الله كما يبدو واضحا والذي يعلق صورة كبيرة لامين عام حزب الله السيدحسن نصرالله داخل محله «أتمنى أن ينجحوا في مهمتهم». كيلومتر واحد من بساتين أشجار الزيتون تفصل هذه القرية الجبلية الفقيرة عن المنازل ذات الأسطح الحمراء لبلدة المطلة أقرب البلدات الإسرائيلية من الحدود. ومن أماكنهم داخل كفر كلا يستطيع سكانها رؤية سيارات الإسرائيليين تقف بجوار منازلهم أو يشاهدون أناساً يتحركون في الشوارع. المسافة شديدة القرب إلى حد أن الحدود عند أحد النقاط في بوابة فاطمة تشكل الحدود الشرقية للقرية.

الآثار الدامية للعدوان الإسرائيلي على كفر كلا شديدة الوضوح. أشجار الزيتون بالقرية احترقت بفعل القنابل الفوسفورية التي استخدمها الجنود الإسرائيليون الأسبوع الماضي في إضرام النار بها. المباني تحطمت أو تدمرت أو أضرمت فيها النيران.

وصرح أبوعبدالله الذي رفض الإفصاح عن بقية اسمه قائلا «معارك ضارية وقعت هنا ومقاتلو حزب الله وهم أساسا من كفر كلا خاضوا معارك بطولية ضد المعتدين». في البداية كان الرجل البالغ من العمر 60 عاما متحفظا في حديثه مع الصحافيين لكنه قادهم بعد ذلك في جولة عبر المنطقة التي دارت فيها معارك حامية ويقول أبوعبدالله إن أعدادا كبيرة من الجنود الإسرائيليين قتلوا أو أصيبوا.

وقال أبوعبدالله مزهوا «أنظر لبقع الدماء على هذا الحائط هنا قتل مجاهدو (حزب الله) جنديا إسرائيليا».وتحدث وشعور النصر يملؤه و روى بالتفصيل كيف خاض مقاتلو حزب الله معارك بلا هوادة عندما حاول الإسرائيليون احتلال القرية بثلاث دبابات وقوات من المشاة تقدمت في اتجاهين.وقال «مجاهدونا أوقفوهم واحترقت دبابتان أو ثلاث». وأضاف قائلا «إن الإسرائيليين قبل انسحابهم من كفر كلا عبر السياج قبل يومين أحرقوا أشجار الزيتون» التي تفصل القرية عن منطقتهم.ويقول حسام والذي يبدو واضحا انه واحد من مقاتلي حزب الله «لقد سمعنا الإسرائيليين يصرخون ويجرون مثل الأرانب عند مواجهتهم لمقاتلينا على الأرض إنهم جبناء».ويضيف «لقد انتصرنا في هذه الحرب لأننا تمكنا من مواجهة الجيش الإسرائيلي رابع أقوى جيش في العالم بقنابله الأميركية باهظة الثمن». وقال «إننا أصحاب قضية وهي الدفاع عن أرضنا». وبالنسبة لسكان هذه البلدة فإن مقاتلي حزب الله هم الذين حمونا ودافعوا عن الأرض والجيش اللبناني لم يأت إلا بعد أن «تحقق النصر».

د ب أ

العدد 1445 - الأحد 20 أغسطس 2006م الموافق 25 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً