العدد 1450 - الجمعة 25 أغسطس 2006م الموافق 30 رجب 1427هـ

القنابل الانشطارية غير المنفجرة ترفع عدد الضحايا

لاتزال القنابل الانشطارية غير المنفجرة توقع كل يوم مزيدا من الضحايا المدنيين في لبنان الجنوبي، لاسيما من الأطفال، على رغم حملة التوعية الكثيفة التي قام بها الجيش اللبناني والأمم المتحدة للتنبيه من مخاطرها.

وقالت الناطقة باسم مركز تنسيق نشاط الأمم المتحدة في مجال نزع الألغام (ماك) داليا فران في صور: «نبلغ كل يوم عن وقوع ضحايا جدد والعدد كبير». أضافت «نحن في حال طوارئ».

ومنذ وقف المعارك في 14 أغسطس/ آب، أوقعت القنابل الانشطارية غير المنفجرة 11 قتيلا و43 جريحا، منهم عدة أطفال، وفق آخر أرقام الجيش اللبناني. ولقي ثلاثة لبنانيين اختصاصيين بتفكيك القنابل حتفهم الأربعاء الماضي عندما حاولوا تعطيل قنبلة إسرائيلية غير منفجرة قرب قرية تبنين على بعد 15 كم من الحدود مع «إسرائيل».

وبحسب الخبراء في «ماك»، فإن آلاف القنابل لاتزال متناثرة فوق الأراضي اللبنانية. وتنشر بعض القنابل الانشطارية التي أطلقها الإسرائيليون من طراز «بلو-63» و«م-77» عدة مئات من الأجسام الصغيرة التي لا تنفجر كلها لدى ارتطامها بالأرض وتشكل خطرا على حياة المدنيين، ولاسيما في الفترة التي تلي انتهاء النزاع.

وعثر الخبراء الذين يحاولون تفكيك القنابل الانشطارية على 185 منها حتى الساعة، علما أن الأهالي عادوا إلى قراهم بعد انتهاء المعارك.

وتوضح داليا فران أن «غالبية القنابل لم تنفجر»، مشيرة إلى صعوبة العثور عليها بين الأنقاض. وتقول إنه حتى عندما يتم اكتشاف الأجسام المتفجرة «يعتقد الناس أنها ليست خطيرة بسبب صغر حجمها».

واعتبر المحلل العسكري لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» مارك غارلسكو أن استعمال هذا النوع من الأسلحة «حوّل منازل الناس إلى حقول ألغام فعلية». ويعطي مثلا عن ذلك المنازل قرب الناقورة حيث تم إطلاق القنابل الانشطارية.

وقال غارلسكو بعد جولة لمدة أسبوع في الجنوب - حيث انتشرت الأجسام المتفجرة فوق أراضي قرى بأكملها - إن الإسرائيليين استعلموا «ذخائر تعود إلى عهد حرب فيتنام مع معدل عال جدا من القنابل التي لم تنفجر. عثرنا على قنبلة تعود إلى مارس/ آذار 1973». وأضاف «هذه الذخائر من القذائف غير المنفجرة تطرح مشكلة كبيرة»، مشيرا إلى أن «الأطفال يلهون بها ويصابون بجروح، أو يقتلون».

وأصدرت الأمم المتحدة منشورات لتحذير الأهالي وتنبيههم بشكل خاص إلى الخطر الناجم عن هذه المشكلة. ووزع الجيش اللبناني نحو مئة ألف بيان وعشرة آلاف منشور على حواجز التفتيش. كما نظمت حملة توعية على الإذاعة وشاشات التلفزة. بيد أن الأمم المتحدة لاتزال تشير إلى أن «حصيلة الضحايا تتزايد باستمرار».

وتقول فران «يتعلق الأمر بالدرجة الأولى بالقنابل الانشطارية التي عثر عليها داخل المنازل والحقول والحدائق وعلى سطوح المستشفيات، وعلى الطرقات الرئيسية». وتلفت إلى النقص القائم على مستوى الناشطين والمعدات الضرورية لمعالجة مشكلة هذه القنابل غير المنفجرة. وتقول «لم يتم تنظيف الأرض تماما. لا نملك الوقت ولا المعدات. يجب أن يتم تقديم مزيد من المساعدات لنا».

وتأتي هذه المشكلة المستجدة لتضاف إلى مشكلة 450 ألف لغم زرعتها «إسرائيل» قبل انسحابها من لبنان العام 2000 على طول «الخط الأزرق» الذي رسمته الأمم المتحدة بين الناقورة وشبعا، من الغرب إلى الشرق. وفي هذه المنطقة الحدودية التي يعيش فيها نصف مليون مواطن، هناك لغم لكل 133 مترا.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» على موقعها على شبكة الانترنت أن الولايات المتحدة فتحت تحقيقا لتحديد ما إذا كانت «إسرائيل» خالفت اتفاقات سرية باستخدامها قنابل انشطارية أميركية الصنع في حربها في لبنان.

ونقلت الصحيفة عن مسئولين في الحكومتين طلبا عدم كشف هويتيهما أن الإدارة الأميركية فتحت تحقيقا خلال الأسبوع الجاري على أساس معلومات تتحدث عن استخدام «إسرائيل» قنابل انشطارية مضادة للأفراد بما يخالف اتفاقات مبرمة مع الولايات المتحدة تحدد شروط استخدام مثل هذه الأسلحة.

أ ف ب

العدد 1450 - الجمعة 25 أغسطس 2006م الموافق 30 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً