قرر الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس إرسال ما بين 5600 و6900 عنصر وأن يتم ذلك عبر ثلاث مراحل، تبدأ المرحلة الأولى
«خلال بضعة أيام»، وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن فرنسا ستستمر في قيادة القوة حتى فبراير/ شباط المقبل
ثم تتسلمها إيطاليا، وأن القوة لن تنشر على الحدود مع سورية إلا بطلب الحكومة اللبنانية ومسألة نزع سلاح حزب الله يجب
أن تكون نتيجة لاتفاق لبناني داخلي سياسي. بينما نفت وزارة الكهرباء السورية خبر وقف تزويد لبنان بالكهرباء،
موضحة أن قطع الخطوط ناجم عن «عطل فني» في شبكة الربط.
بروكسل، بيروت - أ ش أ، أ ف ب
صرح وزير الخارجية الفنلندي اركي توميويا أمس بأن حكومات الاتحاد الأوروبي سترسل نحو 7000 جندي للعمل في إطار قوة حفظ السلام الدولية المعززة في جنوب لبنان والتي تضم 15 ألف جندي. بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن القرار 1701 لا ينص على نشر قوات دولية على الحدود مع سورية أو نزع سلاح حزب الله وأضاف أن نزع سلاحه يجب أن يكون نتيجة لاتفاق لبناني داخلي سياسي، إلا بناء على طلب الحكومة اللبنانية. بينما أكدت لبنان رفضها نشر قوة دولية على حدودها مع سورية.
وقال توميويا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إن الاتحاد سيمد الحكومة اللبنانية بالدعم البحري والجوي في إطار الجهود الدولية لمراقبة وقف إطلاق النار الهش بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله في جنوب لبنان.
من جانبه، وصف عنان الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ببروكسل بأنه ناجح، إذ نجح في حشد نصف العدد المطلوب للقوات الدولية في لبنان.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقد في نهاية الاجتماع إن المشاورات لاتزال جارية مع كل من ماليزيا وبنغلاديش واندونيسيا وتركيا لتحديد مشاركتها في هذه القوات، داعياً الأطراف العربية والأطراف المعنية بالصراع إلى التعاون من أجل تنفيذ القرار الدولي والتوصل إلى وقف إطلاق نار قابل للاستمرار في المنطقة.
وقال عنان إن فرنسا ستستمر في قيادة بعثة الأمم المتحدة «اليونيفيل» حتى فبراير/ شباط 2007 عندما تتولى إيطاليا القيادة. وأضاف أنه علاوة على ذلك فسيتولى جنرال إيطالي مسئولية «خلية استراتيجية» جديدة يتم تشكيلها في نيويورك لتوفير الإرشادات العسكرية للبعثة. وشدد على أنه «صار بمقدورنا الآن البدء في تكوين قوة يعتمد عليها» مضيفاً أنه يتوقع نشر نحو 4000 جندي خلال «الأيام القليلة المقبلة». وأضاف أن الكثير من الجنود سيتم نشرهم على ثلاث مراحل خلال الأشهر المقبلة.
وأشار عنان إلى أنه سيتوجه إلى «إسرائيل» ولبنان وغيرها من دول المنطقة لحثها على الالتزام للوصول إلى تحقيق هذا الهدف.
أما فيما يتعلق بنزع سلاح حزب الله، فأجاب عنان بالتذكير بأن القرار 1559 ينص على نزع أسلحة جميع الميليشيات المسلحة في لبنان، ومنها حزب الله، و شدد القرار 1701 على هذا الأمر، غير أنه أوضح أن نزع سلاح الحزب يجب أن يكون مسئولية لبنانية بحتة. وأضاف أن نزع سلاحه يجب أن يكون نتيجة لاتفاق لبناني داخلي سياسي، إذ لا يجوز نزع سلاحه بالقوة، داعياً اللبنانيين إلى العودة إلى الحوار لحسم الأمر.
أما بشأن الاتصالات مع سورية وإيران، فأكد عنان أنه سيزور هذين البلدين خلال جولته الشرق أوسطية التي ستبدأ اليوم لبحث كيفية تحقيق التقدم.
من جانب آخر، أكد وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي أن نشر قوة دولية على طول الحدود اللبنانية السورية أمر «غير وارد». وقال: «الجيش اللبناني هو الذي سيتولى مراقبة الحدود» بين البلدين، موضحاً أن الحكومة اختارت بنفسها عدم الخوض في هذه المسألة، و«ليس لأن الرئيس السوري بشار الأسد العظيم هدد بإغلاق الحدود» مع لبنان.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت بعض الدول تطالب لبنان بنشر مثل هذه القوة، قال العريضي «(إسرائيل) والولايات المتحدة تتداولان هذا الموضوع لكننا لسنا موظفين لديهما»، مشددا على أن الحكومة «لا تلبي مطالب أي طرف خارجي».
وأعلن الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية أن «إسرائيل» ستبقي حصارها الجوي والبحري على لبنان مادام الجيش اللبناني وقوة تابعة للأمم المتحدة لا يمنعان «تهريب الاسلحة» إلى حزب الله.
من جهته، قال وزير الإعلام السوري محسن بلال في مقابلة نشرتها صحيفة «بوبليكو» البرتغالية إن نشر قوة للأمم المتحدة على الحدود مع بلده «غير مقبول على الإطلاق». واعتبر أن «طرح هذا الموضوع ليس صحيحاً» وأن «هناك محاولة خارجية لفرض قرارات على لبنان». وشدد على أن «لبنان ليس في نزاع مع سورية، وبالتالي ما من سبب لنشر قوة دولية بين هذين البلدين الجارين»، وخصوصاً أن القرار 1701 الدولي «لا يأتي على ذكر هذا الموضوع». وكان مصدر عسكري قال إن الجيش اللبناني انتشر عند طول الحدود الشرقية والشمالية مع سورية. وتعليقا على هذا الانتشار قال حزب الله إن «هذا جيش لبنان» ومراقبة الحدود «من أبسط واجباته، ونحن نرحب ونشجع قيامه بذلك». أما في ما يتعلق بالمساعدات التقنية التي طلبها لبنان، فقال: «لا مشكلة في ذلك مادام الجيش هو الذي يراقب الحدود»
العدد 1450 - الجمعة 25 أغسطس 2006م الموافق 30 رجب 1427هـ