دعا ممثل المرجع الديني آية الله السيدعلي السيستاني أعضاء الحكومة إلى الخروج من مقراتهم «المحصنة» للتعرف على معاناة العراقيين وظروفهم المعيشية الصعبة. فيما أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ أن المؤتمر الأول للعشائر سيعقد اليوم (السبت) بالعاصمة (بغداد) في إطار مشروع المصالحة الوطنية الذي طرحه رئيس الوزراء نوري المالكي. وذكرت تقارير أن هيئة النزاهة العراقية تمكنت من وضع يدها على أملاك تعود إلى نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين خارج العراق. بينما استهدف قناصة من الجيش الأميركي أربعة مواطنين وأردتهم قتلى في الرمادي.
وخاطب ممثل السيستاني الشيخ عبدالمهدي الكربلائي المسئولين في خطبة الجمعة من الصحن الحسيني وسط كربلاء أمام مئات المصلين «أقول لكم انه لا يمكن تحقيق الأهداف التي ضحى من أجلها هذا الشعب بالجلوس في قاعات محصنة والخوض في نقاشات لساعات متأخرة من الليل». وأضاف «اخرجوا إلى الناس وعايشوا الظروف التي يمرون بها، عايشوا معاناتهم وقسوة الحياة وآهات المرضى وانين الجرحى وحسرات اليتامى وتفجع الأرامل». وتساءل «ممن تخافون؟ من الموت الذي يتلقاه الآن أبناء هذا الشعب الجريح كل يوم وكل ساعة بصدورهم وأجسادهم؟ هل أرواحكم ودماؤكم هي أغلى واعز من أرواح المواطنين؟». ورأى الكربلائي ان «من الضروري أن يقوم الوزراء وكبار المسئولين بزيارات ميدانية للمحافظات (...) والانفتاح على جميع شرائح المجتمع وطبقاته للاطلاع على معاناته لأنه يعيش الآن ظروفا قاسية». ودعا الكربلائي إلى «تفعيل دور المراقبة والإشراف على أداء الوزارات من أجل كشف التقصير المالي والإداري».
من جانبه، قال الدباغ في مؤتمر صحافي إن ذلك المؤتمر سيشهد نشاطات وجهوداً ترسي ركائز المصالحة الوطنية وتظهر ثمرة العمل الذي قامت به لجان المصالحة الوطنية.
وأعرب عن أمله في نجاح الجهود المبذولة كافة من جانب القوى السياسية كافة لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية بما يسهم في دفع عجلة التقدم والتنمية والقضاء على العنف وتحقيق الأمن والاستقرار لكل العراقيين.
من جهة أخرى، نقل تلفزيون العراقية عن المتحدث باسم هيئة النزاهة العراقية علي الشبوط القول «إن الهيئة تمكنت من وضع يدها على أملاك تعود إلى النظام السابق في كل من بغداد ولندن وباريس بأسماء وهمية». وأوضح أن الهيئة تدرس ملفات أخرى وستكشف قريبا عن أسماء متورطين في قضايا فساد من النظام السابق. وأشار إلى أن الهيئة تتابع قضايا الفساد المالي والإداري وليس القضايا السياسية وهي مخولة بمتابعة القضايا منذ العام 1968 حتى الآن وبأثر رجعي.
وميدانياً، استيقظت بغداد على أصوات عدد من قذائف الهاون سقطت على مناطق الكرادة والزعفرانية والمدائن من دون أن توقع ضحايا.
وفي الجنوب، قتل مدنيان عراقيان وجرح آخر في مواجهات مسلحة بين عناصر من «جيش المهدي» وأفراد حماية مسجد البطحاء الكبير الواقع غرب الناصرية. وأوضح المصدر أن «النزاع يدور بين الطرفين منذ يومين للاستيلاء على المسجد»، مشيرا إلى أن «الشرطة فرضت حظرا للتجوال في عموم المحافظة خوفا من تفاقم الأمور».
وفي بعقوبة، قالت مصادر أمنية إن مدنيين قتلا وجرح ثالث على يد مسلحين في ناحية كنعان شرق المدينة. كما قتل مدني وأصيب اثنان آخران على يد مسلحين في حي المعلمين في قضاء المقدادية. وقتل مدني وأصيب آخر في سوق حي المفرق غرب بعقوبة. وفي ناحية أبوصيدا قتل مدني على يد مسلحين عندما كان يقف على مقربة من داره. بينما أعلنت الشرطة القبض على زعيم خلية تابعة لتنظيم التوحيد والجهاد مسئول عن عدد من الانفجارات في منطقة بلدروز.
وفي تكريت، هاجم مسلحون عمال أحد المخابز في شارع الأربعين وسط المدينة ما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة ثلاثة آخرين.
وفي الرمادي، ذكرت الشرطة العراقية أن أربعة مدنيين عراقيين قتلوا بنيران القناصة الأميركيين المنتشرين على سطوح البنايات وسط المدينة. وقال مفوض الشرطة بالمدينة جمال حاتم إن «القناصة قتلوا مدنيين اثنين عندما كانا يسيران وسط الشارع الرئيسي». وأضاف أن «مدنيا آخر قتل في منطقة الجمهورية بوسط المدينة بينما قتل الرابع في منطقة القطان شمالي المدينة».
من جهة أخرى، قتل ضابط في الجيش العراقي وأصيب عدد من الجنود بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة عند مرور دوريتهم التابعة لبلدة خان بني سعد شمال شرق بغداد. إلى ذلك عثرت الشرطة على أربع جثث مجهولة الهوية، ثلاث منها في كركوك وأخرى في بغداد تعود إليعضو سابق في حزب البعث المنحل
العدد 1450 - الجمعة 25 أغسطس 2006م الموافق 30 رجب 1427هـ