العدد 1455 - الأربعاء 30 أغسطس 2006م الموافق 05 شعبان 1427هـ

يستغل حاجة صديق شقيقه ليورطه في استيراد «الهيروين»!

روى لـ «النيابة» قصة إدمانه التي عاشها منذ 1989

استغل أحد مروجي المخدرات الحاجة المادية لصديق شقيقه وهو للتو في بداية العقد الثاني من عمره، إذ اتخذه وسيلة لجلب المواد المخدرة (الهيروين) من إحدى الدول الخليجية الشقيقة، من دون أن يعلم ذلك الشخص بالأمر، ليبعد المروج بذلك عن نفسه خطورة الأمر وقبضة رجال الأمن، إلا أنه لم يمكث أياماً حتى انكشفت حقيقة أمره للقضاء والمجتمع.

المروج لتلك السموم أقر واعترف أمام وكيل النيابة العامة أسامة العصفور يوم أمس (الأربعاء) بقصته المأسوية ومشواره في التعاطي الذي بدأ منذ العام 1989، إذ قال في اعترافاته انه كان يكرر زيارة إحدى الدول الخليجية، لتوافر المواد المخدرة (الحشيش) فيها، وبعد علمه بمصادر توافرها في المملكة أخذ يشتري تلك المواد من البلاد في حين ان زوجته وأبناءه لم يكونوا على علم أو دراية بالأمر.

وأوضح المتهم أنه في حال عدم توافر مادة (الحشيش) في أسواق بيعها كان يتعاطى (الترياق)، وفي حال عدم توافره أيضاً فإنه يضطر لاستخدام (الهيروين) على رغم علمه بمساوئها الكثيرة عن طريق اطلاعه على برامج بخصوص ذلك في جهاز التلفاز ومن زملائه. وأوضح أنه كان يشعر بآلام وكان يتعاطى الإبر ليوقف تلك الآلام فحسب، نافياً أن يكون في ذلك التعاطي أي نوعٍ من الشعور بالسعادة أو النشوة كما يشاع.

وقال: «في أحد الأيام توجهت لإحدى الدول الخليجية المجاورة وكنت جالساً في أحد المرافق العامة أدخن، بينما كان أحد الأشخاص الآسيويين يتابعني ويدقق النظر في طريقة تدخيني، فتوجه إلى ذلك الآسيوي، وسألني عما إذا كنت أتعاطى المواد المخدرة من عدمه، في البداية تخوفت منه ولكنه طمأنني وطلب مني الحقيقة، مبدياً استعداده لمساعدتي، فأجبته نعم، فعرض علي بودرة للمادة المخدرة (الهيروين)، موضحا أنه يبيع تلك المادة بمبلغ 200 دينار لكل 7 غرامات، وعليه اتفقت معه على شراء كمية من تلك المواد بعد أسبوع من اللقاء».

وبعد عودة المتهم للبحرين فكر ذلك في كيفية إدخال تلك المواد المخدرة إلى البحرين ليتعاطاها ويبيع منها من دون أن يوقع نفسه في الشبهات أو في قبضة رجال الأمن، فما كان منه إلا أن استغل حاجة صديق أخيه وهو في الصف الثالث الثانوي في ذلك الأمر، وطلب منه رفقته إلى تلك الدولة بواسطة سيارته الكبيرة لمساعدته على جلب كميات من ألعاب الأطفال لبيعها في البحرين، واشترط أن يكون كل منهما في سيارته حيطةً منه.

وفعلاً، قبل صديق أخ المتهم بعرض الأخير له مقابل مبلغ من المال، وتوجه مع المتهم كل منهما منفردا في سيارته إلى تلك الدولة الخليجية، وهناك قام المتهم بشراء كميات كبيرة من ألعاب الأطفال، وبمجرد أن اتصل به الآسيوي حتى استأذن صديق شقيقه، وذهب إلى بائع المواد المخدرة واشترى منه 3 حبيبات (كبسولات) كل حبيبة تزن 7 إلى 8 غرامات بمبلغ 600 دينار.

وبعد أن عاد المتهم إلى مكان شراء الألعاب قام بوضع المواد المخدرة (الحبيبات) محل بطاريات الألعاب ووضع تلك الألعاب في سيارة صديق أخيه.

المتهم وزميله الآسيوي في الرحلة عادا إلى البحرين وكررا عملية استيراد المواد المخدرة من دون علم الأخير 8 مرات، ولم يتم اكتشاف أمرهما من قبل رجال الأمن، وما ان وصلت الألعاب والمواد المخدرة إلى منزل المتهم حتى قام بنزع الحبيبات المخدرة من الألعاب وتوجه إلى إحدى الغرف الموجودة في أعلى سطح منزله وهي غرفة مهجورة، وخبأ تلك المواد هناك.

وفيما كانت زوجته وأبناؤه نائمين كان المتهم يتوجه إلى تلك الغرفة ويقوم بطحن تلك الحبيبات ووزنها وتغليفها في أكياس صغيرة من النايلون ليبيع بعضها ويستخدم الآخر، وقام بتخبئة تلك المواد في الغرفة.

زوجة المتهم اكتشفت أمره وأصبحت على دراية بموضوع تعاطيه المواد المخدرة، وهنا نشبت الخلافات الزوجية بينهما، حتى أودع المتهم مستشفى الطب النفسي، وحكم عليه بالحبس مدة عام واحد في إحدى السنوات.

وفي التحقيق اعترف المتهم بأنه كان يحوز تلك المواد المخدرة في بادئ الأمر من منطقة (الجامع) الواقعة في العاصمة المنامة، وفي تلك المنطقة قام بترويج تلك المادة التي أدخلها المملكة عن طريق أناس يثق بهم.

وبعد أن قبض رجال الأمن على أحد أولئك الأشخاص الذين يعملون لحساب المتهم اعترف الأول بمصدر حصوله على تلك المواد، فتم إعداد كمين للمتهم والقبض عليه، وبمساءلة الشرطة له، أقر لهم بكامل قصته، ووجههم إلى منزله ودلهم على الغرفة التي يخبئ فيها المواد المخدرة أمام مرأى زوجته وابنه الصغير ذي الـ 3 سنوات، ما أثر في نفسية المتهم.

وبتحويله إلى النيابة العامة اعترف المتهم لوكيل النيابة العامة أسامة العصفور بقصته كاملة، فأمر العصفور بحبسه أسبوعاً على ذمة القضية، وأرسل المضبوطات إلى المختبر الجنائي، وذلك تمهيداً لتقديم المتهم إلى المحاكمة بتهمة حيازة المواد المخدرة بقصد البيع التعاطي

العدد 1455 - الأربعاء 30 أغسطس 2006م الموافق 05 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً