تشهد مدن إقليم كردستان العراق استعدادات وتحضيرات غير مسبوقة على المستويين الرسمي والشعبي تمهيدا لاستقبال عيد نوروز القومي ورأس السنة الكردية الجديدة الذي يصادف الحادي والعشرين من شهر آذار/مارس الجاري.

وسجلت الأسواق الشعبية المتخصصة ببيع الأزياء الكردية الرجالية والنسائية في عموم مدن الإقليم إقبالا منقطع النظير وغير مسبوق على شراء الزي الكردي الشعبي الذي يرتديه الكرد رجالا ونساء، صغارا وكبارا في اليوم الأول من عيد نوروز تعبيرا عن اعتزازهم بهذا العيد القومي الذي يعني لهم الكثير ويختزل مقاطع ومراحل تاريخية مختلفة في حياة الشعب الكردي في أجزاء كردستان. أما شوارع المدن الكبرى، فقد اتشحت بمظاهر الزينة فيما عمدت الجهات الرسمية إلى إعداد الساحات التي يتم فيها إحياء مراسم رأس السنة الكردية الجديدة في عموم مناطق الإقليم عبر تهيئة المواقد الخاصة التي تنطلق منها المشاعل التي تلخص معاني هذا العيد القومي بانتصار الخير على الشر والإيذان بانتهاء الشتاء وقدوم الربيع والعام الكردي الجديد.

وتتوقع الجهات المعنية بقطاع السياحة أن يبلغ عدد السياح الذين يقصدون مدن كردستان في عيد نوروز من مدن وسط وجنوب العراق ودول الجوار نحو مليوني سائح. وقال سمير عبد الله وزير بلدية وسياحة في حكومة إقليم كردستان لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) "نتوقع أن تشهد أعياد نوروز لهذه السنة إقبالا من قبل السياح بأكثر من مليوني سائح من وسط وجنوب العراق وإيران وتركيا". وتابع "لقد قمنا بإجراءات منها تخفيض الضرائب على الفنادق والمطاعم وأماكن السياحة لخفض أجورها على السياح وسوف نقوم بوضع الخيام في بعض مناطق الإقليم خوفا من عدم اكتفاء الفنادق لاستيعاب السياح حيث بلغ عدد السياح العام الماضي أكثر من مليون ونصف مليون سائح" .وأضاف "سوف نقوم بتزيين الشوارع والأماكن العامة بمباهج الفرح والإنارة الملونة".وقد اكتظت الأسواق في إقليم كردستان بالمتسوقين للتحضير لهذا الاحتفال السنوي .وقالت راز خورشيد /23 عاما / "اشتريت قطع قماش وسأقوم بتفصيلها بنفسي لأن محال الخياطين مكتظة ولا يوجد هناك متسع من الوقت للانتظار وقد أتأخر في تهيئة ملابس الاحتفال التي تحتاج لبعض الوقت كونها ملابس مستمدة من تقاليد وعادات الكرد". فيما قال أبو حسين /42 عاما/ وهو عربي من وسط العراق "لأول مرة اشتري الزي الكردي وسوف ارتديه مع عائلتي في أعياد نوروز". وأضاف "الوضع الأمني في العراق ليس على ما يرام عكس الحال في الإقليم وجئنا إلى السليمانية للاحتفال ولدينا شعور رائع حول أجواء الاحتفالات في المدينة".