العدد 3475 - الإثنين 12 مارس 2012م الموافق 19 ربيع الثاني 1433هـ

«طالبان» تتوعد بالانتقام... والمستشارة الألمانية تقوم بزيارة مفاجئة إلى كابول

البرلمان الأفغاني يطالب واشنطن بإجراء محاكمة علنية لمنفذ المجزرة

ميركل في زيارة مفاجئة للجنود الألمان في قاعدة بمزار الشريف
ميركل في زيارة مفاجئة للجنود الألمان في قاعدة بمزار الشريف

توعدت حركة طالبان أمس الإثنين (12 مارس/ آذار 2012) بالانتقام للمجزرة التي راح ضحيتها 16 مدنياً أفغانياً بينهم نساء وأطفال بيد جندي أميركي في جنوب أفغانستان، وأدت إلى توتر جديد في العلاقات الهشة بين أفغانستان والولايات المتحدة.

وكان جندي أميركي مدجج بالسلاح أقدم في ساعة مبكرة من صباح الأحد على قتل 16 مدنياً أفغانياً بينهم أطفال ونساء ومسنون في ولاية قندهار، معقل طالبان في جنوب أفغانستان، بحسب مصادر غربية وأفغانية.

وأفاد مراسل لـ «فرانس برس» أن بعض الجثث كان عليها علامات سوداء نتيجة احتراق، بعد أن عاينها في محافظة قندهار بجنوب البلاد.

وتعتبر المجزرة الأخيرة ضمن سلسلة أعمال لجنود أميركيين أثارت استنكاراً واسعاً في أفغانستان، وتأتي بعد أسابيع على إحراق مصاحف في قاعدة أميركية أدت إلى أعمال عنف نتج عنها أربعون قتيلاً وتراجعت العلاقات بين البلدين إثرها إلى أدنى مستوى. وتعهدت حركة طالبان التي تقود تمرداً مسلحاً منذ عشر سنوات ضد النظام في كابول وضد التحالف بقيادة الولايات المتحدة بالانتقام «لكل شهيد ... ضد الأميركيين الهمجيين المختلين عقلياً». وكانت السفارة الاميركية في كابول حثت مواطنيها على اتخاذ احتياطات إضافية وحذرت من «مشاعر معادية للأميركيين ومن تنظيم تظاهرات في الأيام المقبلة خصوصاً في ولايات بشرق وجنوب البلاد». وتم توقيف جندي مشتبه به وقدمت الولايات المتحدة تعازيها لأسر الضحايا وتعهدت باتخاذ إجراءات ضد أي شخص تتم إدانته. واتصل الرئيس الأميركي، باراك أوباما هاتفياً بنظيره الأفغاني، حامد قرضاي الأحد وعبر عن «حزنه العميق» للمذبحة التي وصفها بأنها «مفجعة ومروعة» متعهداً بإجراء «تحقيق شامل» من أجل «محاسبة المسئولين».

وتشكل مجزرة الأحد اختباراً صعباً للتحالف بين الولايات المتحدة وأفغانستان إذ لا يزال البلدان يخوضان محادثات صعبة للتوصل إلى معاهدة تحدد الشراكة بينهما بعد انسحاب القوات القتالية الأجنبية من أفغانستان في 2014.

ومن المفترض أن تنظم المعاهدة الاستراتيجية المقترحة الوضع القانوني لأي قوات أميركية ستظل في أفغانستان للمساعدة في شئون الاستخبارات والسلاح الجوي واللوجستية لمحاربة متمردي حركة طالبان.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «إيه بي سي نيوز» و «وواشنطن بوست» أن 60 في المئة من الأميركيين يرون أن الحرب في أفغانستان لا تستحق الخسائر التي تتسبب بها، فيما تؤيد نسبه مماثلة تقريباً انسحاباً مبكراً للقوات الأميركية من هذا البلد. وكان الرئيس الأفغاني، حامد قرضاي صرح الأحد في بيان أن «الحكومة سبق ودانت مراراً العمليات التي تجرى تحت اسم الحرب على الإرهاب والتي توقع خسائر في صفوف المدنيين. إلا أنه عندما يقتل أفغان عن عمد من قبل قوات أميركية، فهذا يعني جريمة قتل وعملاً لا يغتفر».

واتصل هاتفياً باسر الضحايا بمن فيهم، رفيق الله وهو فتى في الـ 15 أصيب بجروح في الساق، وقال للرئيس إن الجندي مزق ثياب النساء في المنزل وقام بإهانتهن. وروى رفيق الله في تسجيل هاتفي أطلعت عليه «فرانس برس»: «لقد أتى إلى منزل عمي وكان يلاحق النساء ويمزق ثيابهن ويقوم بإهانتهن».

وسارعت حركة طالبان إلى إرسال مقاتلين إلى المساجد في منطقة بنجاوي في ولاية قندهار لحضور تشييع الضحايا وحث السكان على التمرد.

وروى عبد الخالق وهو أحد السكان المحليين لـ «فرانس برس»: «كانوا يقولون للناس (لقد أتى المحتلون الأميركيون الكفار إلى منازلكم وأهانوا نساءكم وقتلوا أطفالكم، فماذا تنتظرون؟ عليكم الخروج والتظاهر)». وقالت حركة طالبان في بيان إن «القسم الأكبر من الضحايا أطفال أبرياء ونساء وشيوخ قتلهم الأميركيون الهمجيون الذين سلبوا حياتهم الثمينة بلا رحمة وتلطخت أيديهم بدمائهم».

وتعتبر المجزرة وهي الأولى من نوعها ضد مدنيين أفغان الأحد كارثة بالنسبة إلى الحلف الأطلسي وقواته التي باتت تتعرض بشكل أكبر لإطلاق نيران «صديقة» من جنود أفغان تقوم بتدريبهم، ما أدى إلى انهيار الثقة بين الجانبين.

وفي السياق نفسه، طالب البرلمان الأفغاني أمس (الإثنين) بأن تتم محاكمة الأميركي المسئول عن المجزرة التي أودت بحياة 16 مدنياً الأحد في جنوب البلاد في محاكمة علنية في أفغانستان. وأعلن مجلس النواب الأفغاني في بيان «نطالب بحزم وننتظر أن تعاقب الحكومة الأميركية المذنبين وأن تحاكمهم في محاكمة علنية أمام الشعب الأفغاني». وبعدما ندد بمجزرة «وحشية وغير إنسانية» اعتبر أن «الشعب يفقد صبره أمام جهل القوات الأجنبية».

العدد 3475 - الإثنين 12 مارس 2012م الموافق 19 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً