العدد 3486 - الجمعة 23 مارس 2012م الموافق 30 ربيع الثاني 1433هـ

الأعمال العائلية في الهند تدمج الإدارة مع الحوكمة المهنية

في دراسة لـ «باركليز ويلث»

أصدرت مؤسسة إدارة الثروات العالمية «باركليز ويلث»، مؤخراً دراسة تتطرق إلى الرؤى المتعلقة بالطريقة التي يفكر بها أصحاب الأعمال العائلية في الهند لتطوير أعمالهم وضمان استدامتها على المدى الطويل.

شملت الدراسة، التي تحمل عنوان «ضمان استمرار الأعمال: تفكير جديد في بناء القيادة المستدامة للأعمال العائلية في الهند»، أكثر من 200 من أصحاب الثروات الذين يعملون بصفة مالكين أو شركاء في مؤسساتهم المعنية؛ كما غطت الدراسة، التي أعدتها «دان أند برادستريت» (D&B) بالتعاون مع «باركليز ويلث»، خمس مدن هي: مومباي ونيودلهي وبنغالور وكلكتا وتشيناي.

وفي انحراف كبير عن تخطيط الخلافة التقليدي الذي شهدناه حتى الآن، يكشف التقرير

أن الأعمال العائلية في الهند تعمل بشكل مستمر على دمج الإدارة العائلية مع الحوكمة المهنية لضمان استدامة المؤسسة على المدى البعيد.

وعلى عكس المفهوم العام للقول المأثور: «الولد سر أبيه» تكشف الدراسة أن هذا القول يتلاشى مع أصحاب الثروات والمؤسسات؛ إذ تظهر الدراسة أن الرواد ينظرون بشكل متزايد الى أبعد من إطار الأسرة ورواد الأعمال من الجيل الأول لتقديم الرعاية اللازمة للمواهب الجديدة التي ستقوم بقيادة أعمالهم. وفي الوقت الذي يقوم فيه مشجعو هذا المنهج بالحفاظ على ملكيتهم المالية، فإن نحو 70 في المئة ممن شملتهم الدراسة يفضلون تعيين مديرين مهنيين مستقلين ليؤدوا كافة أو معظم أعمال الادارة الخاصة بهم. وأظهرت الدراسة أن مدينتي مومباي وبنغالور تفضلان، وبشكل متقارب، وجود مهنيين في مؤسساتها ومن القطاع نفسه. أما دلهي وتشاناي وكلكتا فأصحاب الأعمال العائلية فيها يفضلون مهنيين من داخل المؤسسة. وبذلك، أصبح تفضيل العائلة لشغل المناصب القيادية في الأعمال العائلية من آخر الأولويات مع العلم أن كلكتا كانت أقل حماساً لوجود مهنيين من خارج الأسرة في المناصب القيادة (12 في المئة). وكشفت الدراسة، أن أصحاب الأعمال العائلية الذين شملهم الاستبيان يجدون أن القدرة على صنع القرار هي أهم السمات المرتبطة بالقيادة ذات النوعية العالية، وتأتي مباشرة في المرتبة الثانية سمة التخطيط والتنفيذ.

يذكر، أن كل من مومباي وكلكتا يجدون بأن «صنع القرار» و«التخطيط» هما أكثر سمتين من حيث الأولوية. أما المشتركون من تشيناي فهم يفضلون القدرة على «صنع القرار» و»التنفيذ» في الوقت الذي اختار المشمولون بالدراسة من دلهي كلاً من «التخطيط» و»آداب المهنة» على أنهما السمتان الرئيستان للقيادة. وفي بنغالور فقد كانت «القيم» و»آداب المهنة» متساوية الأهمية لصنع القرار.

وبالنسبة إلى تصورات الأعمال العائلية بشأن القيادة، فقد كشفت الدراسة عن اختلاف في التصور في مختلف المدن؛ إذ يشعر المشتركون في الاستطلاع من دلهي وبنغالور وتشيناي أن صفات القيادة متوارثة ولا يمكن غرسها. ويشكل هذا التفكير نقيض ما يعتقده من شملهم الاستطلاع من مومباي والذين يعتقدون أن الصفات القيادية يمكن أن تتطور مع التدريب والإرشاد.

ويعتبر معظم أصحاب الأعمال العائلية في الهند أن القدرة على صنع القرار هي الأكثر أهمية للقيادة الناجحة، كما تشكل هذه السمة المعيار الأكثر أهمية في عملية اختيار قائد لبناء بيئة عمل مستدامة. واحتلت القدرة على تعزيز الأعمال المرتبة الثانية من حيث الصفات الأكثر أهمية التي يجب الاهتمام بها أثناء اختيار قائد محتمل.

يذكر، أن أصحاب الأعمال العائلية في الهند صنفوا «القيم» و»آداب المهنة» في مرتبة أعلى من «تعزيز مقترح الأعمال» وهو ما يعكس الثقافة الهندية التي تفضل الفضائل على مكتسبات العمل. كما تطرقت الدراسة إلى بيئة العمل؛ إذ وجدت أن الأنظمة الفعالة والمجتهدة مرفقة بالقيادة القوية يبرزان كمكونين مهمين لبناء بيئة عمل مستدامة على المدى الطويل. فأكثر من 90 في المئة ممن شملتهم الدراسة يجدون بأن الحوكمة تشكل أيضاً عاملاً أساساً لاستدامة الأعمال في المدى البعيد. بالإضافة إلى أهمية الحوكمة في الحفاظ على العلامة التجارية واستقرار شهرة الشركة والأعمال. هذا، وقد اعتبرت الحوكمة مهمة أيضاً في بناء سمعة الشركة وايجاد القنوات للاستثمارات الاستراتيجية. وربط أكثر من 80 ف يالمئة ممن شملتهم الدراسة هذا الأمر، كونه يمثل عنصراً مهماً، في بناء السمعة في مجال الأعمال والمقدرة على زيادة رأس مال المؤسسة. وقد كان هذا التفكير واضحاً لدى أصحاب الأعمال العائلية الذين كانت لديهم خطط لزيادة رأس المال من خلال اكتتاب عام. وأبدى 63 في المئة من هؤلاء أن الحوكمة تشكل الأهمية القصوى في نجاح الاكتتاب.

وقال المدير التنفيذي لـ «باركليز ويلث» في الهند، ساتيا بانسال: «تعكس هذه الدراسة نقلة نوعية في عملية تفكير أصحاب الأعمال العائلية بشأن رغبتهم في التعامل مع توارث الأعمال. ومن الاكتشافات المهمة لهذه الدراسة أن الأعمال العائلية في الهند أصبحت تفرق بين خلافة الأعمال والعائلة وهم يرغبون في تعيين مهنيين قادرين يقومون بالتركيز على استمرارية أعمالهم؛ الأمر الذي يوفر لهم منفعة مزدوجة تضم تجهيز العمل بشكل مهني للنمو على المدى الطويل وإيجاد فرص استراتيجية للتنويع ضمن مجموعتهم. وهذا التفكير الجديد يلقي الضوء على نظرة أصحاب الأعمال العائلية تجاه الخلافة وبشكل أكثر انفتاحاً وإدراكاً».

العدد 3486 - الجمعة 23 مارس 2012م الموافق 30 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً