خلال اجتماعهم في الدوحة ضمن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الاونكتاد) في دورته الثالثة عشرة، سيبحث الحكام ورؤساء الدول والحكومات في السياسات الاقتصادية المطلوبة لضمان النمو العادل، وإيجاد فرص العمل أكثر عدداً وأفضل نوعية والحد من الفقر، مستفيدين من الدروس التي أملتها حالات الاستياء الاجتماعي التي عرفها العالم غداة الأزمة الاقتصادية العالمية، والثورات التي شهدها العالم العربي.
ويمكن قول الكثير حول الحجة القائلة إن التطورات الأخيرة في المنطقة العربية أثبتت وجود مطالبات تتجاوز تلك المتصلة بالحوكمة الرشيدة. وفي الواقع، أن النمو الاقتصادي فشل في العديد من الدول العربية على مدى السنوات العشر الماضية في تحسين مستويات المعيشة للفئات المتوسطة الدخل والفقيرة.
فالانكماش العالمي الذي بدأ في العام 2008 أدى إلى تفش عالمي للبطالة، ليس فقط في البلدان المتقدمة اقتصادياً، وخصوصاً بين الشباب، بل إنه أدى أيضاً إلى زيادة حدة عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها. ومع انتشار تداعيات الأزمة، فقد تجاوز الاستياء المنطقة العربية، كما بدا جلياً في حركات المطالبة الاجتماعية التي شهدتها البلدان المتقدمة اقتصادياً مثل حركة الدعوة إلى احتلال وول ستريت في الولايات المتحدة الأميركية.
فجلسات مؤتمر الأونكتاد الثالث عشر المخصصة لرؤساء الدول والحكومات ستناقش السياسات الاقتصادية التي من شأنها أن تؤدي إلى النمو العادل والحد من الفقر وإيجاد مزيد من فرص العمل وتطوير نظام الحماية الاجتماعية، مستفيدة من دروس الأزمة الاقتصادية العالمية.
فقد تمت دعوة قادة العالم العربي وآسيا، وأميركا اللاتينية، وإفريقيا لتبادل وجهات النظر والخبرات مع ممثلي الأونكتاد في جلسة ستعقد بين الساعة الخامسة والنصف مساءً وتمتد حتى الساعة الثامنة من مساء اليوم الأول لمؤتمر الأونكتاد، الذي يلتئم مرة كل أربع سنوات، وسيكون اللقاء تحت عنوان «في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية: فرص جديدة للنمو والإنصاف الاجتماعي».
وانتقد الرأي العام حول العالم حكوماته بسبب إخفاقها في الوفاء بالتطلعات التنموية لشعوبها بينما علت أصوات المتسائلين عن جدوى الأفكار التقليدية في إعادة تحريك الاقتصاد.
ويرى الأمين العام للاونكتاد سوباتشاي بانيتشباكدي أن هذه اللحظة مؤاتية لتجديد العقد الاجتماعي بين الدول ومواطنيها، كما أن الوقت مناسب لإعادة تقييم العولمة المبنية على أسس مالية بهدف تلافي خسارة عقد كامل من التنمية .
وينعقد مؤتمر الأونكتاد في دورته الثالثة عشرة تحت عنوان «العولمة المرتكزة إلى التنمية»، ما يدعو إلى التركيز على التجارة، والاستثمار، ونقل التكنولوجيا، وريادة الأعمال وإدارتها بشكل جيد.
العدد 3488 - الأحد 25 مارس 2012م الموافق 03 جمادى الأولى 1433هـ