أعلن وزير الخارجية السويدي يان الياسون أن مؤتمر الدول المانحة الذي عقد في ستوكهولم أمس سمح بجمع 940 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان، موضحاً أنه واستناداً إلى المساهمات السابقة، يرتفع المبلغ المخصص إلى 1,2 مليار دولار. وأضاف أن «المؤتمر حقق أهدافه مع هامش واسع».
وصرح رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على هامش المؤتمر بأن هناك محادثات تجرى بشأن إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين. ومن جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري النواب إلى الاعتصام غداً السبت بصورة دائمة في المجلس حتى رفع الحصار الجوي والبحري الإسرائيلي المفروض على لبنان. وطالب الحكومة بتحدي الحصار «وتسيير الرحلات الجوية» عبر المطار.
من جانبه، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في عمان «إسرائيل» بسبب استخدامها القنابل العنقودية في حربها مع حزب الله، مؤكداً أنه طالبها بتسليم خرائط عن أماكن القنابل لإبطال مفعولها.
ستوكهولم، عمّان - أ ف ب
تعهد المجتمع الدولي أمس في العاصمة السويدية ستوكهولم بدعم لبنان، في أول مؤتمر للدول المانحة انعقد بصورة عاجلة لتوفير أموال تساعد لبنان على مواجهة أضرار الحرب التي شنتها «إسرائيل» على حزب الله وأسفرت عن دمار كبير شمل البنى التحتية.
وقال رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر «نحن هنا لنشهد على شجاعة الشعب اللبناني وتصميمه على النهوض مجدداً ولنستمد القوة من تضامنكم».
ويشارك نحو خمسين بلداً وعشر منظمات دولية في المؤتمر الذي يهدف كما أعلن رسمياً إلى جمع نحو 500 مليون دولار لتلبية حاجات لبنان الفورية. وأكد السنيورة «أن آلة الحرب الإسرائيلية المفرطة قضت خلال أيام فقط على الانجازات التي حققها لبنان خلال 15 سنة من الإنماء بعد الحرب».
وتقدر السلطات اللبنانية أضرار الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 33 يوماً بنحو 3,6 مليارات دولار. وأعرب السنيورة عن أمله في أن يشكل المؤتمر الذي يركز على الإغاثة والنهوض بلبنان «الخطوة الأساسية الأولى على الطريق الطويل لإعادة إعمار لبنان».
وقال «في حال لم ترفع (إسرائيل) حصارها، ولم تنسحب مباشرة من الاراضي التي مازالت تحتلها منتهكة بذلك قرار مجلس الأمن رقم 1701 فإن كل مسار النهوض هذا بما فيه هذا المؤتمر الذي دعوتم إليه جديا ستقوض دعائمه».
من ناحيته، حدد رئيس الوزراء السويدي غوران بيرسون أهداف المؤتمر بقوله «نريد أن نثبت للشعب اللبناني أن باستطاعته الاعتماد على مساعدة المجتمع الدولي وتعاونه».
وشدد على أن «تعهد الاستجابة لحاجات لبنان يجب أن يتخطى الحاجات الفورية».
من ناحيته، شدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مارك مالوك براون في كلمة ألقاها على «إنهاء الحصار فوراً والتوصل إلى حل سياسي للأسباب الفعلية للنزاع» وإلا فإن مساعدة المجتمع الدولي قد لا تؤدي إلى نتائج.
وشدد السنيورة على أن المساعدات سيتم توزيعها بطريقة شفافة وفعالة عبر عدة آليات لم يكشف تفاصيلها. وقال إن الفكرة «التي تقول إنه سيتم تحويلها (المساعدات) بشكل أو بآخر لتذهب إلى حزب الله، هي فكرة خاطئة تماماً». وأكد أن «المساعدات سيتم تأمينها عن طريق وكالات حكومية وستذهب مباشرة إلى المحتاجين إليها. ولن يكون هناك أي وسيط».
من جانب آخر، وجه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان انتقادات إلى «إسرائيل» بسبب استخدامها القنابل العنقودية في حربها مع حزب الله في لبنان، مؤكداً أنه طلب من «إسرائيل» تسليم خرائط عن أماكنها لإبطال مفعولها.
وقال عنان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب «طلبت من السلطات الإسرائيلية أن تعطينا الخرائط التي تشير إلى الأماكن التي أسقطت فيها هذه القنابل حتى يكون باستطاعتنا تحديد أماكنها من أجل حماية المدنيين». وأضاف أن «مثل هذه الأسلحة ما كان يجب أن تستخدم ضد المدنيين والأماكن المسكونة... ويجب علينا التحرك بسرعة جدا من أجل نزعها». وكان عنان وصل إلى عمان ضمن إطار جولة في المنطقة وانتقل منها إلى دمشق.
وكان منسق الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة يان إيغلاند أعلن أمس الأول أن آلاف المدنيين في جنوب لبنان مهددون بسبب هذه القنابل. واستند ايغلاند إلى معلومات من مركز تنسيق العمل ضد الألغام التابع للأمم المتحدة الذي أحصى «وجود 359 مكاناً ألقيت فيه قنابل عنقودية» أي ما يمثل نحو مئة ألف قنبلة غير منفجرة. وقال إن «ما يثير الصدمة وأقول إنه غير أخلاقي تماما، هو أن 90 في المئة من هذه القنابل العنقودية ألقيت خلال الساعات الـ 72 الأخيرة من النزاع عندما تبين أن قراراً سيتخذ وأنه ستكون هناك نهاية للنزاع»
العدد 1456 - الخميس 31 أغسطس 2006م الموافق 06 شعبان 1427هـ