صرح استشاري طب العائلة واختصاصي الصحة المهنية بوزارة الصحة سمير الحداد بأن أحدث دراسة انجليزية يابانية نشرت في دورية الطب المهني والبيئي أكدت ان العمل الشاق لـ 60 ساعة في الأسبوع أو أكثر مع عدم الحصول على قسط كاف من النوم أو فترات راحة ملائمة قد يضاعف من احتمال الإصابة بأزمات قلبية.
وأشار الحداد إلى أن الدراسة تؤكد ان الضغوط النفسية الناتجة عن العمل هي السبب الرئيسي في الإصابات والحوادث في مجال الصناعة فضلاً عن الظروف الخارجية مثل علاقات العمل ومستوى الأجور، موضحاً أن هناك الكثير من المخاطر التي تنتج عن مواقع العمل من أهمها المخاطر الكيماوية والطبيعية والبيولوجية والنفسية والهندسية. ولفت الحداد إلى ضرورة تحقيق أهداف الصحة المهنية والصناعية من خلال الفحص الطبي قبل الاستقدام وحماية العاملين من تأثير بيئة العمل السيئة، ونبه إلى أنه من الضروري فحص المتقدم للعمل طبياً والتأكد من قدرته ولياقته البدنية والعقلية التي تلائم نوع العمل الذي سيقوم به ويجرى الفحص الطبي تحت إشراف طبيب ذي خبرة ومعرفة في مجال الطب الصناعي المهني ومن ثم يجب وضع العامل المناسب في العمل الملائم لقدراته الجسمية والعقلية، ومن المهم جدا معرفة الأمراض الموجودة عند العامل قبل بداية العمل الأمر الذي يحقق مجموعة من الفوائد للعامل وجهة العمل، فهذا الإجراء يحمي جهة العمل من دفع تعويضات مالية ومعنوية ليست مسئولة عنها كما تحمي المنتج الذي يوضع في المكان والعمل المناسب له، ما يمنع استفحال وزيادة المرض والضرر الممكن له كما يحمي بقية العاملين من إمكان انتقال أي عدوى في حال وجود أمراض معدية.
وأوضح ان الكشف الطبي الدوري مهم جدا من جميع الجوانب وهو يشمل إعادة تقييم اللياقة البدنية والنفسية للعامل وكذلك الاكتشاف المبكر للأضرار المزمنة والتأثيرات المتوقعة على صحة العامل، قائلاً إن فترات الفحص الروتيني تتوقف على نوعية وشروط وظروف العمل والعامل وعمره، وتعتبر هذه الفحوص الطبية الدورية في كثير من بلدان العالم النامية وسيلة مهمة لتعزيز استراتيجية الرعاية الصحية الأولية في المجتمع عموماً وتكون له قيمة للعاملين الذين يواجهون أخطارا صحية بسبب التعرض لغبار معدني قابل للتنفس أو مواد سامة مؤثرة.
ونبه الحداد إلى أنه من الضروري حماية العاملين من أخطار بيئة العمل السيئة التي يتعرضون لها في مختلف الصناعات وتؤثر على صحتهم مثل الغبار والمعادن والأبخرة والدخان والغازات وانتقال العدوى والإشعاعات وتغيرات الحرارة والرطوبة والضغط الجوي والإضاءة والضجيج المزعج وتهيجات الجلد والإصابات المختلفة إذ لابد من متابعة جميع المؤثرات واتباع الأساليب العلمية الصحية لحماية العاملين منها. وأكد الحداد أن المخاطر الكيماوية تنتج من استنشاق مواد كيماوية على شكل أبخرة وغازات وأتربة وأدخنة وملامسة الجلد لهذه المواد، وتعتمد درجة خطورة التعرض للمواد الكيماوية على درجة تركيز المادة ومدة التعرض لها، موضحاً أن المواد الكيماوية تدخل جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق والامتصاص من خلال الجلد أو العينين أو البلع أو الحقن الخاطئ، والملوثات الكيماوية في الهواء كالمواد الصلبة والغازات والأبخرة والأتربة والأدخنة والرذاذ والألياف، أما المخاطر الطبيعية فهي الضوء والضوضاء والإشعاع والضغط الجوي والاهتزازات، لافتاً إلى أن أكثر العاملين تعرضاً للمخاطر البيولوجية التي تنشأ من البكتريا والفيروسات التي تدخل الجسم عن طريق الجروح هم العاملون بمعامل التغذية و المزارع
العدد 1456 - الخميس 31 أغسطس 2006م الموافق 06 شعبان 1427هـ