هذه هي الحكاية... كان يا ماكان في قديم الزمان كلمة قالها ذلك اللبناني العربي المزارع الفقير الجنوبي المهمش على مدى سنوات طويلة، وهو الذي كان يتلقى الضربات من مختلف الأطراف المتناحرة بالإضافة إلى الصهاينة، وبعد أن فقد الأمل في الأنظمة والحكومات العربية المحيطة، فقد كان كل ما يتلقاه منهم هو بيانات الشجب و الاستنكار، وبعد كل مذبحة طوابير من الخطابات وهروب إلى الأمام، ثم بعد ولادة عسيرة يكون الكلام عن السلام. ضاعت الدماء تلو الدماء مع ذلك الجاني المغتصب الصهيوني الجبان، وهو يشهد اللاجئين الذين وعدوا منذ نصف قرن بالعودة، فأدرك أن الحل ليس في يد أميركا أو «العدو الصهيوني» وباقي الأنظمة. فما كان له منه إلا أن أغتسل وصلى وأطال السجود ورفع يديه إلى العزيز الجبار يتضرع بالدعاء، وما أن انتهى حتى تأمل في شروط الإجابة للدعاء فكان العمل ثم العمل ثم العمل ثم العمل. قرر هذا المزارع أن يعمل، وقال اللهم تقبل منا هذا القربان، ثم نهض وقاتل فاستشهد ولسان حاله يقول «اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى»، وبعد نهضته تلك، تغيرت الأحوال وتحررت الدار وكان هو وأهله الأقوى، فهل له أن يؤمن بما كان قد كفر به من خطابات ومؤتمرات وحوارات، لقد كانت الحرب، ثم تحقق الوعد وانتصر، ومع ذلك مازالت الحكاية في البداية.
أمينة عباس
العدد 1465 - السبت 09 سبتمبر 2006م الموافق 15 شعبان 1427هـ