أكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس في القاهرة ان حكومته «باقية طالما تحظى بثقة مجلس النواب» رافضا بذلك دعوة حزب الله إلى رحيلها، فيما واصل الجيش انتشاره في بلدات القطاع الأوسط في الجنوب ودخل قريتي حولا ومركبا على بعد 500 متر من الحدود. بينما خرقت 12 طائرة حربية إسرائيلية الأجواء لمدة 40 دقيقة قبل أن تعود أدراجها. كما أصيب 3 لبنانيون بجروح جراء انفجار قنابل عنقودية في الجنوب، ومن المتوقع وصول الكتيبة الاسبانية المشاركة في قوة «اليونيفيل» اليوم (الجمعة) إلى شاطئ مرفأ صور.
وقال السنيورة في مؤتمر صحافي بعد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك ان «بقاء الحكومة أو عدم بقائها في أي نظام ديمقراطي منوط بثقة مجلس النواب (...) وليطمئن الجميع هذه الحكومة باقية طالما تحظى بثقة مجلس النواب». في رد غير مباشر على تصريحات الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله لقناة «الجزيرة» التي دعا فيها إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تطبيقا لما نص عليه اتفاق الطائف.
وأكد السنيورة أن «الحديث عن اتفاق الطائف يحتاج إلى توضيح» مؤكدا أن «اتفاق الطائف يقول إن الحكومة الأولى تكون حكومة وفاق وطني وان حكومة الاتحاد الوطني تأتي تتويجا لخطوات تؤخذ».
وأضاف ردا على سؤال بشأن الانتقادات الموجهة لحكومته لدعوتها رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير لزيارة بيروت انه «حريص على عدم الانزلاق إلى منزلقات وعبارات غير مفيدة». وقال «أنا أؤمن حتى العظم بالممارسة الديمقراطية ضمن ما تحدده القوانين وحريص على حقهم (حزب الله) في التعبير عن رأيهم، الانتقاد شيء ديمقراطي ولكنني حريص على إلا انزلق إلى منزلقات وعبارات غير مفيدة». وتابع «أنا حريص على وحدة اللبنانيين والانفتاح على العالم ككل فلبنان طبيعته منفتحة (...) نحاول أن نستفيد من كل ما يعزز قضيتنا وهي تحرير البلد وإزالة الاحتلال الإسرائيلي وإعادة بناء لبنان ووضع سياسة خارجية واضحة له وإقامة علاقات جيدة مع كل العالم العربي بما في ذلك سورية».
ولم يتطرق السنيورة إلى نزع سلاح حزب الله مكتفيا بالإشارة إلى أن الجيش سيمنع أي مظاهر مسلحة في منطقة جنوب الليطاني. وقال «ان الذين حاربوا (إسرائيل) نكن لهم كل الاحترام لأنهم ناضلوا وحققوا بطولات ولكننا نريد أن تكون المنطقة جنوب الليطاني تحت سيطرة الجيش اللبناني». وتابع أن الجيش الذي سينتشر في هذه المنطقة «عندما يرى مظاهر مسلحة سيمنعها ويصادر السلاح الذي يراه».
وقال، في رد على سؤال بشأن دعوة المسئولين الإسرائيليين إلى مفاوضات مباشرة مع لبنان، «ليس هناك على الإطلاق تواصل ولا إمكان تواصل على الإطلاق بين لبنان و(إسرائيل) وهذه رسالة وجهناها على مدى فترات طويلة وهذا الأمر واضح للجميع». وتابع أن «لبنان يعمل جاهدا من اجل السلام ولبنان راغب بالسلام ولكن بطبيعته وتركيبته وظروفه لا يستطيع إلا أن يكون آخر بلد عربي يدخل في عملية السلام بعد أن تدخل جميع الدول العربية». وأكد أن موضوع تبادل الأسرى بين «إسرائيل» ولبنان «في يد الأمين العام للأمم المتحدة والأفضل أن يبقى في يده».
وفي وقت لاحق وصل السنيورة إلى عمان وأجرى مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بشأن الوضع في لبنان. وميدانيا، انتشرت ثلاث كتائب من الجيش اللبناني تضم 350 عنصرا معززين بالدبابات في بلدات حولا ومركبا والعديسة والقنطرة والطيبة وعدشيت وعلمان والشومرية. ولم تبق إلا بلدتان في القطاع الأوسط لم ينتشر فيهما الجيش حتى الآن هما كفركلا ودير ميماس.
وكان الجيش الإسرائيلي انسحب الثلثاء الماضي من القطاع الشرقي في الجنوب بكامله ولايزال يحتل موقعين في القطاع الغربي من المنطقة الحدودية هما علمان ومنطقة مروحين.
من جانب آخر، قال الجيش اللبناني في بيان «تماديا في انتهاك العدو الإسرائيلي للقرار 1701، خرقت 12 طائرة حربية إسرائيلية الأجواء وحلقت فوق مناطق الجنوب والبقاع وصولا إلى شكا وطرابلس ثم عادت وغادرت الأجواء باتجاه الأراضي المحتلة».
وأدى انفجار قنبلة عنقودية في بلدة قعقعية الجسر في الجنوب إلى إصابة راعيين بجروح نقلا على أثرها إلى المستشفى كما أصيب شخص ثالث بجروح نتيجة انفجار قنبلة مماثلة في قرية طيردبا قرب مدينة صور الساحلية الجنوبية.وفي القرية نفسها انفجرت قنبلة عنقودية أخرى مساء أمس الأول في أحد البساتين في ضاحية القرية ما أدى إلى إصابة مواطن بجروح.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الاسبانية ان نحو 570 جنديا اسبانيا سيصلون صباح اليوم إلى شاطئ جنوب مرفأ صور لتعزيز قوة «اليونيفيل». وتضم الكتيبة 490 عنصرا من القوات البحرية و76 عنصرا من القوات البرية بينهم 77 امرأة، يفترض أن تتوجه إلى منطقة مرجعيون جنوب شرق لبنان إذ سيبدأون عملية انتشار تستغرق ثلاثة أيام لتصبح عمليا في إطار قوة «اليونيفيل»
العدد 1470 - الخميس 14 سبتمبر 2006م الموافق 20 شعبان 1427هـ