(أ) محمد المر بالعبد وقصيدة شامخة بانحيازها إلى النبيل والمضيء من القيم والشيم.
شعر - محمد المر بالعبد
مهداة إلى سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
لما انتخيت القصيد وصابني رفده
نهلت منْه الذي منتوبه اجداده
الشعر يرغب تليد العز ويودّه
ولا يسرج القاف إلا مدرك أبعاده
دام المعاني لفت جزله ومسردّه
ما اردّها... دامها بالطوع منقادّه
لا والله اني لاجرّ المدح من غمده
وارمي به... اما غدى أو يبلغ مراده!
في شف من لا عدمنا سعيه وجده
ولازال جهده لعين الدار وجهاده
بوراشد اللي تنم «دبي» عن رشده
خصايله عدته... وعزومه عتاده
قرمٍ، صعاب المواقف بيّحت سده
يبطن جميله وتظهر فضله امجاده
ما عابه الا انْ جفنه يشتكي سهده
يسهر على هم ناسٍ عنه هجّاده!
لو حل ما به على صدر الجبل هده
لكنه أكبر من انّ الياس يقتاده!
بيده ملك دفتين: اللين والشده
ما يملك الحزم الا مقرن اضداده!
والسيف لولاه قاطع ما خشى حده
الصارم اللي حكت عن فتكه انجاده
والطِيب لولاه نادر... ما غلا رنده
والنجم لولا بريقه... ضاع رصّاده
ان كان كلٍ وفخره ما صنع جده
مثله تباها بطيب افعاله احفاده
يكفيه بان الليالي ضد من ضده
وان الندى راحتيه وحسمه زناده
وانه وهب والمغاني كلها ثمده
وانه رفع للشوامخ راية بلاده
هذا الرجل من عسانا قبله نعده
يوم الجمل ينثني عزمه عن شداده؟!
يوم الردي يرتجف... وعروقه ترده
ويلوح وجه الثرى في هامة اولاده
من غير هذا الرجل للعز نعتده
تنبيك عن مقبلات علومه... تلاده
ما طرز المجد ثوب... الا وجا قده
ولا قيل ذا الدرب صعب الا ويرتاده!!
الله عقد راية العزه على بنده
والله يميّز بعض خلقه عن عباده
الطير والخيل والأشعار من جنده
والسعد في منكبه والسبق له عاده
ما كنت اظن القدر له ناسٍ تلدّه
قبله... ولا خلت بان الوقت له ساده!!
يغتاظ منه الدهر في جزره ومده
من جار فيه الزمن «بوراشد» سناده
الجود مَر البرايا وانتهى عنده
عنده لقى ضيعته وتوثق اطواده
يا شيخ سقت الكرم حتى بلغ حده
وبعثت من بعد موته روح ميلاده
تترب يمين الذي أمّنك في عهده
يا ذخرنا... من عداك الاك يزداده
دم للعلا... يا خضم الجود يا مجده
منك اشمخّرت فروعه وارست اوتاده
لازلت تثري بديع الشعر وتمده
من ذات وجدك... وتطربنا بترداده
لولاك... من للقصيد العذب يا عده
من للشعر واهله وناسه ورواده
انظر «كميت» القصايد نافست «ورده»
كلٍ على السبق يسرج ضمّر جياده
الفكر وان بان وصفك ينتشح ربده
ويجف ضرس اليراع وينضب مداده
ما لوم من عاب شعري دامكم قصده
مثلي على مدحكم يا كثر حساده!!
قدني طرقت المثل حتى نضح وجده
وهصرت فرع النبط لين اعتزا ضاده
وما هوب انا اللي يعد القاف من كده
تبت يد الشعر كان المال مقصاده!!
لي لابةٍ من عزاهم ينكسر نده
ورّادة الموت... يوم تعز ورّاده
ويعل السحاب العتيم المنبلح خده
يمطر فرح والثرى ترقص له اعواده
(ب) منذ بيانه الشعري الأول الذي خرج به على الناس، وبالعبد يراكم المفتونين بمشروعه.ل
العدد 1471 - الجمعة 15 سبتمبر 2006م الموافق 21 شعبان 1427هـ