بدأ مواطنون بناء شقق سكنية لهم من صفائح الألمنيوم بدلاً من الاسمنت لتقليل الكلفة المرتفعة بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء وعدم وجود مشروعات سكنية متوافرة لطبقة ذوي الدخل المحدود خصوصاً بعد أن أصبح تمويل مثل هذه المشروعات مجازفة بسبب عدم القدرة المالية لهذه الطبقة سداد الكلفة المرتفعة الناتجة عن ارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء. وأعرب مواطنون عن تخوفهم من ارتفاع أسعار صفائح الألمنيوم إلى أرقام قياسية عند زيادة الطلب عليها، وقالوا: «إن صفائح الألمنيوم في الوقت الحالي مرتفعة جداً، لكنها أقل كلفة من الاسمنت عند البناء». وقال المواطن علي يوسف (32 عاماً): «اشتريت اعمدة من الحديد وصفائح الألمنيوم والمواد العازلة للحرارة والأغراض الأخرى (...)».
المنامة - عباس المغني
بدأ مواطنون بناء شقق سكنية لهم من صفائح الألمنيوم بدلاً من الاسمنت لتقليل الكلفة المرتفعة بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء وعدم وجود مشروعات سكنية متوافرة لطبقة ذوي الدخل المحدود خصوصاً بعد أن أصبح تمويل مثل هذه المشروعات مجازفة بسبب عدم القدرة المالية لهذه الطبقة سداد الكلفة المرتفعة الناتجة عن ارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء.
وأعرب مواطنون عن تخوفهم من ارتفاع أسعار صفائح الألمنيوم إلى أرقام قياسية عند زيادة الطلب عليها، وقالوا: «إن صفائح الألمنيوم في الوقت الحالي مرتفعة جداً، لكنها أقل كلفة من الاسمنت عند البناء». وقال المواطن علي يوسف (32 عاماً): «اشتريت اعمدة من الحديد وصفائح الألمنيوم والمواد العازلة للحرارة والأغراض الأخرى، وبدأت الآن تشييد شقة فوق منزل الأب». وأضاف «أن ذلك سيخفف الكلفة إلى ألف دينار، وهو مبلغ باستطاعتي توفيره»، مشيراً إلى أنه لو قام ببناء شقة تتكون من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام من الاسمنت لبلغت الكلفة نحو 5 آلاف دينار، وهو مبلغ من الصعب توفيره بالنسبة لي.
وذكر أنه سيشيّد الشقة بنفسه إذ يمتلك الخبرة العملية في اللحام ولديه شهادات من كبرى الشركات، كشركة نفط البحرين بابكو، وشركة ألمنيوم البحرين ألبا، وشركة أرامكو السعودية، مشيراً إلى أنه عمل في هذه المؤسسات عبر مقاول براتب 180 ديناراً، ثم عمل في السعودية، والآن هو يعمل حراً. وأكد أن الحياة صعبة جداً وعلى من يريد الحياة أن يتكيف مع الأوضاع المعيشية، وقال: «أريد أن أتزوج وأكون أسرة، وأبلغ عمري الآن 32 عاماً، هل أنتظر إلى أن يخرج أحد إخواني من غرفته، وأسكن محله؟».
وعن تأثير الجو الحار على صفائح الألمنيوم قال: «الحل بسيط جداً، هناك المواد العازلة للحرارة التي تمنعها من الوصول إلى الداخل أو التأثير على الأجواء الداخلية للشقة». هذا: كان مواطنون قالوا إنهم يفكرون في استخدام الخشب بدلاً من الاسمنت والطابوق والحديد لبناء منازل خشبية لهم على غرار المنازل التي تقام في بعض الدول المتقدمة والتي يعتمد مواطنوها على شراء المنازل الجاهزة المصنوعة من الخشب بأسعار تتناسب مع أوضاعهم المالية.
ويعتقد البعض أن استخدام الخشب سيؤدي إلى توفير بيت لكل مواطن من ذوي الدخل المحدود في البحرين، بكُلفة اقتصادية منخفضة تناسب دخل هذا المواطن، على ألا تنتقص هذه الكُلفة المنخفضة من حق هذا المواطن في أن يكون له بيت واسع ومريح وجميل. وقال المواطن عبدالله حبيب: «أنا مؤمن بفكرة بناء منزل من الخشب، لكني خائف، وأريد أن أشاهد منزلاً من خشب حتى احصل على الشجاعة والجرأة». وأضاف «شاهدت الكثير من الشركات والمؤسسات جدرانها الداخلية من الخشب، عندما نشاهد الجدار نحسبه من الطابوق وعندما نطرقه بيدنا، يتضح أنه من الخشب». مشيراً إلى أن استخدام الخشب في البناء موجود في المؤسسات والمكاتب التجارية ولكنه غير موجود في بناء المنازل بالبحرين. وكان عقاريون قد ذكرو أن قطاع العقارات السكنية في البحرين قد تشبع بعقارات الوحدات السكنية الفاخرة ما أسفر عن نقص في الإسكان الخاص بالعائلات ذوي الدخل المحدود، مؤكدين أن الفرصة الحقيقية للاستثمار في قطاع العقار في البحرين تكمن في قطاع السكن لذوي الدخل المحدود. إلا أن بعض العقاريين لا يرون فرصة للاستثمار في المساكن لذوي الدخل المحدود قالوا: إنه على الرغم النقص الكبير والطلب الضخم على الوحدات السكنية لذوي الدخل المحدود لا يرغب المستثمرون الاستثمار في الوحدات السكنية لذوي الدخل المحدود، لأن كلفة البناء فقط، تفوق القدرة المالية للمواطن العادي أضعاف مضاعفة.
وذكر بعض مقاولي البناء: إن صغار المستثمرين بدأوا يتراجعون عن فكرة تطوير الأراضي السكنية وبناء الشقق المؤجرة التي تستهدف ذوي الدخل المحدود والطبقة المتوسطة بسبب قلة هامش الربحية الناتج عن ارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء في البحرين إلى جانب ضعف القدرة الشرائية للمواطنين في المملكة التي يقدر فيها متوسط الدخل الشهري للفرد بنحو 350 ديناراً
العدد 1472 - السبت 16 سبتمبر 2006م الموافق 22 شعبان 1427هـ