بعد أن أصبحت السيارات التي تعمل بالوقود الحيوي تشكل ثلثي حجم مبيعات السيارات الجديدة في البرازيل هذا العام، تستعد البلاد لتصدير تكنولوجيا الوقود البديل إلى مختلف دول العالم كوسيلة لمواجهة ارتفاع أسعار النفط.
وتعرض الايثانول في مطلع التسعينات إلى انتكاسة مؤقتة بالبرازيل بسبب مشكلات الامداد مما دفع قائدي السيارات أن يعودوا محبطين إلى البنزين التقليدي. وفي العام 2003 قدمت شركة فولكس فاجن في البرازيل أول سيارة تسمى بسيارة الوقود المرن إذ تعمل بالبنزين الخالي من الرصاص والوقود الكحولي أو الايثانول. ومنذ ذلك الحين استمر الطلب على سيارات الوقود المرن.
وقدمت كبرى شركات السيارات مثل فولكس فاجن وجنرال موتورز وفيات خلال العام الجاري معظم طرزها الجديدة في البرازيل في صورة سيارات الوقود المرن.
وذكرت هيئة تنمية الصادرات البرازيلية أن نحو 80 في المئة من السيارات الجديدة التي بيعت حتى الآن خلال العام الجاري كانت من سيارات الوقود المرن مشيرة إلى أن هذا الاتجاه آخذ في التزايد.
ويتزايد الاستثمار في صناعة الايثانول والسكر. وذكرت هيئة تنمية الصادرات البرازيلية أنه من المزمع بناء نحو 140 مصنعا جديداً بحلول العام 2014 بجنوب وجنوب شرق البرازيل باستثمارات تصل إلى 9 مليارات دولار.
ولا تملك أي دولة أخرى هذه الشبكة المتطورة من الوقود الحيوي وأنظمة التوزيع مثل البرازيل. وقال معظم المحللين إن دولا مثل الولايات المتحدة قد تستغرق سنوات لتنشئ الشبكة نفسها من محطات التزويد بالوقود ومصانع إنتاج الكحول.
ولكن معظم السيارات الجديدة يمكن تعديلها لتعمل بتكنولوجيا الوقود المرن. ويجب حماية خطوط وخزانات الوقود داخل السيارة من التآكل. ويمكن تزويد السيارات بأجهزة استشعار خاصة للتعرف إلى نوع الوقود المستخدم سواء أكان بنزيناً أو ايثانول أم خليطاً من الاثنين. وتعتبر سيارات الوقود المرن أفضل حل قصير المدى لمواجهة أسعار البنزين الآخذة في الارتفاع في ظل تطبيق قوانين أكثر صرامة فيما يتعلق بنسبة عوادم السيارات والحفاظ على نقاء الهواء. ولا توجد سيارات جديدة في أوروبا تعمل بالوقود (إي 85) وهو خليط يضم 85 في المئة من الايثانول و15 في المئة من البنزين سوى طرازي «سي - ماكس» و«ساب 9 - 5» من إنتاج شركة فورد.
وتتوقع منظمة جرين موتوريست لقائدي السيارات المناصرين للبيئة في السويد أن تصل نسبة سيارات الوقود المرن إلى 20 في المئة من مبيعات السيارات الحالية بحلول نهاية العام الجاري.
ويعفى الايثانول الحيوي من الضرائب ولا تدفع سيارات الوقود المرن رسوم انتظار بوسط المدينة. وتستورد السويد معظم احتياجاتها من الايثانول الحيوي من البرازيل.
ولكن الوقود الحيوي لا يخلو من المشكلات. وتسير شركات الوقود الكبرى بمعدل بطئ في استخدام مضخات (إي 85). وقال كلاوس بيكارد رئيس الرابطة الالمانية لصناعة النفط: إن الوقود إي 5 أو إي 85 يتطلب مساحة تخزينية أكبر بخزان الوقود، لانه لا يمكن خلطه بالبنزين التقليدي. كما حذّر صندوق الطبيعة العالمي من أن إنتاج الوقود الحيوي واستخدامه «يمكن أن يكون له عواقب بيئية خطرة على نواح أخرى مثل: إدارة المياه وقطع الغابات والإنتاج الزراعي والغذائي». وبينما يرحب الصندوق من حيث المبدأ باستخدام الوقود الحيوي كوسيلة للحد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري ذكر أن استخدام هذا الوقود يجب أن يكون مصحوباً بتخطيط للاراضي الزراعية وأحواض المياه للحفاظ على التنوع الحيوي.
وقال ألكسندر فاريل من جامعة بيركلي في كاليفورنيا إن الحل قد يكون في الجيل الثاني من الوسائل المتطورة لإنتاج الايثانول مثل: تكنولوجيا السلولوز التي تحول ألياف النبات ورقائق الخشب إلى إيثانول
العدد 1483 - الأربعاء 27 سبتمبر 2006م الموافق 04 رمضان 1427هـ