(أ) «هذا النص ليس موجها ضد أحد، لكنه موجه ضد سلوك يرفضه المجتمع». ذلك نص تصدر قصيدة «لوجه الله» للشاعر الخلوق بامتياز محمد الصيادي.

شاعرٍ ما يقدّر حجم قدراته

والله إنّه طفل مهووس في ذاته

طفل غاية طموحه يوصل القمّه

كيف يقدر على تحقيق غاياته؟

له طموحات لكن ميب شرعيّه

مِن عرفناه ضايع في متاهاته

ما عرفناه شاعر مير متشاعر

يغزي الشّعر في أقصى مجرّاته

إن حضر وسط مجلس يدْوشْك هرجه

دوم يفخر بصولاته وجولاته

كلما جا يحدّثنا بلا استحياء

عن بطولات عمّاته وخالاته

والحقيقه لوجه الله قلناها

البطولات لا جاها ولا جاته

حر ابن حر لكن ظهره أحدودب

مثلما القوس من كثر انحناءاته

هيّنٍ والُمصيبه يطلب الشّهره

طول وقته يغنّي لأجل شرهاته

بالنفاق الُمبطّن حقّق أحلامه

مو بشعره ولا قوّة عباراته

كل همّه تسلّط حوله الأضواء

بينما الشّعر ما اهتم في قراءاته

هكذا مثل قايد همّه الأوحد

كيف يعمل على توسيع سلطاته

وان يحاور حواره دوم بيزنطي (1)

مبتلش في دجاجاته وبيضاته

وان مدح شخص ذمّه دون ما يدري

وان هجا شخص فند حسن ميزاته

اختلط عنده الحابل مع النّابل

وأصبح المدح ذمٍ من جهالاته

دايم الدوم يهذي رافعٍ صوته

مثل راعٍ لمعزاته ونعجاته

كلما جاء يهذري قال أنا شاعر

واختلط أمر شهقاته بزفراته

ما ألومه ولكن لومكم واجب

يا من انتم سبب زهوه وشطحاته

أنتم أنتم دماره ولوكيل الله

كلما أخطا تزيدوا له مكافاته

هيه يا هيه أيش اللّي حصل فيكم

كيف ترضوا بزلّاته وغلطاته؟

ايش فيكم تقوقعتم على انفسكم

كل منكم يغالي في طروحاته

كل منكم يؤكّد إنّه الأوحد

مَن يناصر لإخوانه وأخواته

وانّه اللّي بيَدّه مَقْوَد السّاحة

وإنّها إرث أجداده وجدّاته.

كل من كان همّه يقصي الآخر

كيف تسعون في تحقيق رغباته؟

بينما الشّاعر اللّي لا يشاطركم

رأيكم تحسدونه عن معاناته

كلّ ما أبدع برسم اللّوحة الأحلى

وأسعد النّاس باللّي في كِنِهْ ذاته

قلتم انّه أتى مِن عالمِ آخر

واتّفقتم على تشويه لوحاته

كنكم حزب ضد الشّعر وأربابه

وأنتم اللّي تملّكتم قياداته

وان نسيتم فقد جينا نذكرّكم

إن للشّعر أربابه وساداته

منّهم مَن أتاكم منشرح صدره

جا يصارح وحب الشّر غاياته

شاعرِ شهم جاكم شاهرٍ سيفه

زاده الحق وجنده حسن نيّاته

طاعكم دهر واخلص في محبتكم

وأنتم اللّي تبنّيتم معاداته

قال شعره وما أعجبكم أبد شعره

يا ترى كيف تعجبكم مقالاته؟

لو أتاكم بما جابه رسول الله

كان قطعا كفرتم في نبواته

(ب) تختلف محمد (أبوصلاح) باحترام وتقدير يستحقهما، لأنه أخذ على نفسه أن يرتفع دائما عن الأرض - ما قُدّر له ذلك - والارتفاع عن الأرض يتطلب فيما يتطلبه، الترفع عن اساءات وتجاوزات وطعن كثيرين لا تخلو منهم أرض. لك خالص التقدير والمحبة أيها الرائع