شهد وقف إطلاق النار في سورية الذي دخل حيز التنفيذ صباح أمس الخميس (12 أبريل/ نيسان 2012) خروقات تسببت بسقوط قتلى، وسط تبادل اتهامات من النظام والمعارضة بمحاولة تقويض خطة الموفد الدولي كوفي عنان التي تنص على وقف العنف وبدء عملية سياسية.
وأفاد دبلوماسيون يعملون في مقر الأمم المتحدة أمس أن عنان دعا مجلس الأمن إلى مطالبة النظام السوري بسحب قواته من المدن التي تشهد اضطرابات والعودة إلى ثكناتها. وقال المصدر نفسه إن عنان اعتبر أن دمشق لم تلتزم من الناحية التقنية بخطته للسلام، إلا أن وقف إطلاق النار الهش «فرصة يجب انتهازها».
جاء ذلك فيما دعا ناشطون معارضون جميع السوريين إلى الخروج في تظاهرات اليوم الجمعة تحت شعار «ثورة لكل السوريين».
دمشق، نيويورك - أ ف ب، د ب أ
شهد وقف إطلاق النار في سورية الذي دخل حيز التنفيذ صباح أمس الخميس (12 أبريل/ نيسان 2012) خروقات تسببت بسقوط قتلى، وسط تبادل اتهامات من النظام والمعارضة بمحاولة تقويض خطة الموفد الدولي كوفي عنان التي تنص على وقف العنف وبدء عملية سياسية.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من جنيف أن الجنرال النروجي روبرت مود سيكون في سورية اليوم (الجمعة) للإعداد لوصول المراقبين الدوليين الذين أعرب عن الأمل بنشرهم في الأراضي السورية «بأسرع وقت ممكن». وتحدثت مسئولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني من جنيف عن معلومات بشأن مقتل ثلاثة مدنيين في سورية بعد بدء تطبيق وقف النار، وعشرات الاعتقالات في حلب وحمص ودرعا.
من جهتها، أعلنت القيادة المشتركة لـ «الجيش السوري الحر» في الداخل التزامها الكامل بوقف إطلاق النار، مطالبة بإرسال مراقبين دوليين لمراقبة وقف إطلاق النار.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل مدني بنيران «قوات الأمن النظامية أو عناصر الشبيحة» على طريق محردة في ريف حماة (وسط). في المقابل، أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن ضابطاً في الجيش السوري قتل وأصيب 24 شخصاً آخرين بينهم ضباط وجنود ومدنيون في تفجير عبوة ناسفة قامت به «مجموعة إرهابية مسلحة» في حلب في شمال البلاد.
وعلى رغم ذلك، بدا واضحاً أن أعمال العنف انحسرت بشكل واسع منذ بدء وقف إطلاق النار الساعة السادسة من صباح أمس، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. إلا أن المرصد أشار إلى أن «القوات السورية النظامية وآلياتها لم تنسحب من المدن».
وأفاد دبلوماسيون يعملون في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس أن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان دعا مجلس الأمن إلى مطالبة النظام السوري بسحب قواته من المدن التي تشهد اضطرابات والعودة إلى ثكناتها.
وقال المصدر نفسه إن عنان اعتبر أن دمشق لم تلتزم من الناحية التقنية بخطته للسلام، إلا أن وقف إطلاق النار الهش «فرصة يجب انتهازها». كما طلب عنان من مجلس الأمن السماح بسرعة نشر بعثة مراقبين في سورية للإشراف على وقف إطلاق النار، على أن يتم تعزيز بعثة المراقبين هذه عبر طلب ضمانات من السلطات السورية بشأن حرية تنقل أفرادها وسلامتهم.
ورحبت وزارة الخارجية الصينية أمس بقرار الحكومة السورية الالتزام بـ «وقف إطلاق نار شامل». ورأى المتحدث باسم الخارجية ليو ويمين أن «هذا القرار سيساعد على الحد من التوتر في سورية ويشكل خطوة مهمة نحو التوصل إلى حل سياسي للأزمة». ودعت موسكو إلى إعطاء خطة عنان وقتاً كافياً ونشر مراقبين على الأرض «بأسرع وقت»، مطالبة الدول العربية والغربية بعدم تشجيع المعارضة.
كذلك رحبت مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى بالبداية الناجحة لوقف إطلاق النار في سورية، متوسمين فرصاً جديدة لحل سياسي.
ودعت وزارة الداخلية السورية أمس السوريين «الذين اضطروا رغماً عن إرادتهم إلى مغادرة بيوتهم، سواء داخل القطر أو إلى دول مجاورة إلى العودة إليها وعدم الالتفات للدعايات والأخبار المضللة».
إلى ذلك دعا ناشطون مناهضون للنظام السوري الخميس جميع السوريين، لاسيما المترددين منهم، إلى أي ديانة أو تيار انتموا إلى الخروج في تظاهرات اليوم الجمعة تحت شعار «ثورة لكل السوريين». ونشرت هذه الدعوة على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع «فيسبوك» الإلكتروني تحت عنوان «13 أبريل، جمعة ثورة لكل السوريين».
ونشرت صفحة «شبكة شام» المعارضة على «فيسبوك» الدعوة نفسها، إلى جانب شريط فيديو ترويجي لحث المترددين على المشاركة في التظاهر ضد النظام اليوم. وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت أمس أن أي تظاهرة يجب أن تحصل على «ترخيص من الجهات المختصة»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) الرسمية.
العدد 3506 - الخميس 12 أبريل 2012م الموافق 21 جمادى الأولى 1433هـ