أهدى الألماني نيكو روزبرج فريقه مرسيدس أول فوز بلقب سباق جائزة كبرى منذ العام 1955، بعدما توج أمس (الأحد) بلقب سباق جائزة الصين الكبرى، ثالث سباقات الموسم الحالي من بطولة العالم لفورمولا 1.
وأهدر جنسون باتون سائق مكلارين، الذي حل في المركز الثاني، أي فرصة له في الفوز على روزبرج بعد توقف كارثي في مركز الصيانة، فيما حل السائق الثاني لمكلارين، لويس هاميلتون في المركز الثالث.
وبمجرد أن عبر روزبرج خط نهاية السباق، صرخ قائلا «نعم»، بعدما منح أول لقب منذ العام 1955 لفريقه مرسيدس، الذي عاد إلى عالم فورمولا 1 في 2010.
وكان أخر فوز حققه مرسيدس قبل 20 ألف و671 يوما، عندما فاز خوان مانويل فانجيو بلقب السباق الذي جرى في مونزا في العام 1955.
وقال روزبرج: «إنه أمر لا يصدق، أنا والفريق انتظرنا ذلك طويلا جدا، ولكننا لم نتوقع أن الأمر سيحدث الآن، كان هناك شكوك حول سرعتنا خلال السباقات، ولكننا عملنا بشكل مثابر للغاية لتحقيق النجاح».
وتابع «عانينا من بعض المشاكل فيما يتعلق بالسرعة خلال السباقات الأولى من الموسم، من المذهل رؤية التقدم الملحوظ الذي حققناه».
وأشار روزبرج إلى أنه واثق من أن والده كيك، الفائز بلقب بطولة العالم في العام 1985، سيكون سعيدا للغاية بهذا الانجاز. وأكد «كان سباق مثاليا لم أكن أعرف ما الذي يمكن توقعه من الملاحقين لي، وحرصت طوال السباق على الحفاظ على إطاراتي».
وتصدر لويس هاميلتون سائق ماكلارين الترتيب العام لفئة السائقين برصيد 45 نقطة بفارق نقطتين أمام زميله فى الفريق باتون.
وفرض سائق مرسيدس سيطرته على التجربة الرسمية للسباق، إذ انطلق روزبرج من مركز الانطلاق الأول وتلاه النجم الكبير مايكل شوماخر في المركز الثاني، بعدما استفاد من العقوبة الموقعة على البريطاني لويس هاميلتون سائق فريق ماكلارين الذي حل في المركز الثاني خلف روزبرج ولكنه تم إرجاعه 5 مراكز أخرى غدا لقيامه باستبدال صندوق التروس بسيارته.
واضطر شوماخر بطل العالم 7 مرات إلى الانسحاب بعد التوقف للمرة الأولى في مركز الصيانة، بعدما فشل الفنيون في إصلاح الإطار الأمامي الأيمن بشكل ملائم.
وقال شوماخر: «لقد تلف الإطار الأمامي، نريد أن نتفحص لماذا حدث ذلك وما الذي حدث، لقد لاحظت ذلك في المنعطف الثالث بمجرد أن بدأت اللف، مع وجود تلف في الإطار الأمامي كان هناك بعض الدخان وتدمر الاطار تماما، لذا قررت التوقف».
وظل روزبرج في الصدارة عقب محطة التوقف الأولى في مركز الصيانة، وسط مطاردة من جانب ثنائي مكلارين، باتون وهاميلتون.
ومع اعتماد بعض الفرق على إستراتيجية التوقف مرتين في مركز الصيانة واعتماد فرق أخرى على التوقف ثلاث مرات، كان هناك عملية تبادل مستمر للمراكز.
ومع توقف روزبرج في مركز الصيانة للمرة الثانية، تقدم باتون إلى الصدارة، فيما تراجع السائق الألماني إلى المركز الثاني، متفوقا على الصراع الثنائي بين سيرجيو بيريز سائق ساوبر وهاميلتون.
وتوقف باتون بشكل كارثي في مركز الصيانة للمرة الثالثة، إذ استغرق الأمر 9.7 ث، مما كلف بطل العالم في 2009 فرص الفوز بلقب السباق، وسمح لروزبرج بتوسيع الفارق في الصدارة أمام ملاحقيه.
وقبل 10 لفات على النهاية تقدم كيمي رايكونن سائق لوتس وسيباستيان فيتيل سائق ريد بول إلى المركزين الثاني والثالث.
واخترق باتون وهاميلتون كل الصفوف عقب محطة التوقف الأخيرة، ليحتلا المركزين الثاني والثالث على الترتيب خلف روزبرج، فيما تفوق مارك ويبر سائق ريد بول على زميله الألماني فيتيل، الفائز بلقب بطولة العالم في الموسمين الأخيرين، محتلا المركز الرابع.
وجاء فيتيل في المركز الخامس يليه روماين جروجين سائق لوتس في المركز السادس، فيما حل سائق ويليامز، برونو سينا وباستور مالدونادو في المركزين السابع والثامن على الترتيب.
وحل فرناندو الونسو سائق فيراري في المركز التاسع يليه كاموي كوباياشي سائق ساوبر في المركز العاشر.
1 - الألماني نيكو روزبرغ (مرسيدس) 1.36.26.929 ساعة.
2 - البريطاني لويس هاميلتون (ماكلارين) بفارق 20.626 ثانية.
3 - البريطاني جنسون باتون (ماكلارين) بفارق 26.012 ثانية.
4 - الاسترالي مارك ويبر (ريد بول رينو) بفارق 17.924 ثانية.
5 - الألماني سيباستيان فيتل (ريد بول رينو) بفارق 30.483 ثانية.
6 - الفرنسي رومان غروجان (لوتوس رينو) بفارق 31.491 ثانية.
7 - البرازيلي برونو سينا (وليامس) بفارق 34.597 ثانية.
8 - الفنزويلي باستور مالدونادو (وليامس) بفارق35.643 ثانية.
9 - الاسباني فرناندو الونسو (فيراري) بفارق 37.256 ثانية.
10 - الياباني كاميو كوباياشي (ساوبر) بفارق 38.720 ثانية.
1 - هاميلتون 45 نقطة.
2 - باتون 43 نقطة.
3 - ألونسو 37 نقطة.
4 - ويبر 36 نقطة.
5 - فيتل 28 نقطة.
1 - ماكلارين مرسيدس 88 نقطة
2 - ريد بول 64 نقطة.
3 - فيراري 37 نقطة.
4 - ساوبر 26 نقطة.
5 - مرسيدس اي ام جي 26 نقطة.
عندما عبر أمس (الأحد) السائق الألماني لمرسيدس، نيكو روزبرج خط النهاية لسباق جائزة الصين الكبرى، ثالث سباقات الموسم الحالي، فإنه توج بأول لقب له في بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1.
ولكن اللقب لم يكن الأول بالنسبة لعائلة روزبرج، إذ لم يكتف والده كيكي بالفوز بخمسة سباقات خلال مسيرته في فورمولا 1، بل توج أيضا بلقب بطولة العالم في 1982.
وخلال المؤتمر الصحفي بعد السباق، قال نيكو أنه واثق من أن والده يحتفل الآن «سيكون سعيدا للغاية لي، وسأتصل به».
وأصبح كيكي روزبرج، المنحدر من فنلندا، ولكنه تزوج من سيدة ألمانية، رئيسا لفريق دي تي ام المنافس في بطولة ألمانيا للسيارات السياحية.
وتولى كيك إدارة أعمال الكثير من النجوم أمثال بطل العالم السابق ميكا هاكينن وابنه، الذي تولى إدارة أعماله حتى العام 2008. وعائلة روزبرج، ليست العائلة الوحيدة التي شهدت فوز الأبن والأب بلقب سباق الجائزة الكبرى، إذ فاز دامون هيل بلقب بطولة العالم في 1996، تابعا بذلك خطوات والده جراهام، الذي فاز بلقب بطولة العالم في عامي 1962 و1968 قبل أن يلقى مصرعه في حادث تحطم طائرة في العام 1975.
الصخير - حلبة البحرين
هو الاسم الذي تضرب جذوره العميقة في القدم حتى قبيل معرفة سباقات الجائزة الكبرى بكثير، وتحديداً في عشرينات القرن الماضي، ومنذ ذاك الحين مروراً بانطلاق بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1 بشكل رسمي في العام 1950 وانتهاءً بوقتنا الحاضر لم تغب شمس «الحصان الأسود الجامح» عن البطولة. ولو أردنا شرح معنى بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1 لكل تلك الملايين الموزعة في جميع أنحاء العالم، لقلنا ببساطة كلمة «فيراري».
أصبح فريق الفيراري الذي أسسه سائق السباقات السابق إنزو فيراري في العام 1932، فريق السباقات الرائد في إيطاليا مع السائق الأسطوري تازيو نوفولاري الذي قاد آلفاروميو للفوز من موناكو إلى طرابلس، ومن نيويورك إلى تونس.
في العام 1948 أصبح فريق الفيراري مُصنعاً بحد ذاته، ووضع على الطريق بعض أكثر السيارات الرياضية المرغوب بها في العالم من حيث قوتها وروعة تصميمها، وكل ذلك بهدف تمويل بطولة العالم وحصد بطولة العالم للصانعين ولقب فردي واحد لكل من: آلبرتو آسكاري، خوان مانويل فانجيو، مايك هاوثورن، فيل هيل وجون سورتيس.
واستطاعت «السكوديريا» في مناسبتين أن تؤمن الإنجازات حول سائقين هما الأكثر نجاحاً واكتساحاً في عصرهما مع كل من نيكي لاودا في خلال عقد السبعينات أو كما حصل مطلع الألفية الجديدة مع مايكل شوماخر، ومن البديهي أن كل سائق يقود للفورمولا 1 يحلم دوماً أن تكون الفيراري إحدى نقاطه المهنية وأن يقود لها.
الآن وبعدما أكملت السكوديريا 5 سنوات منذ أن فازت ببطولة العالم للمرة الأخيرة مع الفنلندي كيمي رايكونين في العام 2007، ومنذ العام 2010 عندما حصد فرناندو ألونسو الفوز الأول هنا في البحرين أحبطت جميع الخطط من قبل الفيراري في إيجاد حلّ للتفوق على فريقي ماكلارين وريد بُول. حالياً فيراري وبعد انتهاء مجريات جائزة ماليزيا الكبرى هي المتصدرة لموسم 2012 وستكون أكثر التزاماً للمحاولة في زرع انتصار آخر واحتفال رائع في قلب الصحراء.
أول سباق له كان في العام 2001 مع فريق مينادري المتواضع حينها، وكانت وتيرة ألونسو واضحة وجلية منذ البداية بالمنافسة، وكان يكسب المزيد من احترام سائقي الفرق الكبرى له ولقدراته، وهذا ما أعطاه حافزاً للبقاء على سكة الفوز والاستمرارية، وبعدها بعام أي موسم 2002 كان سائق اختبارات لفريق رينو هذه النتيجة أعطته الاستعداد التام ليحقق انتصاره الأول في العام 2003.
كان ناتج الشراكة الجيدة بين ألونسو ورينو أن تتكسر أخيراً الهيمنة الساحقة التي شكلها فريق فيراري مع مايكل شوماخر عندما حقق بطولة العالم مرتين على التوالي في عامي 2005 و2006.
وكان انتقال ألونسو إلى فريق ماكلارين في 2007 من شأنه أن يخفت من نجوميته وذلك بسبب سوء العلاقة التي جمعته بزميله في الفريق البريطاني لويس هاميلتون، وبطبيعة الحال انعكس كل ذلك على مستوى الفريق في نهاية المطاف، وكانت العودة لفريق رينو الجريح آنذاك العام 2008 هي مسبار حقيقي أظهر لنا بعضاً من صفات الخبرة والحنكة القيادية التي يتمتع بها ألونسو كسائق للفورمولا 1 عبر محاولته الدائمة لانتزاع أقصى سرعة ممكنه من السيارة، التي هي في الأساس غير قادرة على المنافسة آنذاك بحيث أصبحت لقمة غير مستساغة في كل سباق جائزة كبرى حينها.
وفي العام 2010 انتقل إلى فيراري وفي أول سباق له أصبح الرجل الوحيد الذي فاز بثلاثة سباقات في البحرين، إذ ألّف شخصية خاصة به تتميز بالشراسة والعدائية، هو يحب العودة إلى سباقات الكارتنج الشعبية ومنافساتها، ليس هناك شكٌ أبداً في موهبته الكبيرة لاقتناص جميع المراكز.
أما السائق الثاني للفريق البرازيلي فليبي ماسا فقد انفجر على الساحة الأوروبية بعد أن كان على موهبة هائلة في سن مراهقته في البرازيل مسقط رأسه في كل من سباقات الكارتنج والفورمولا شيفروليه، وفاز في كل جولة العام 2001 من جولات بطولة أوروبا للفورمولا 3000 وبذلك أصبح له مستقبل مُشرق ومليء بالحماس مع العناصر الشابة المتواجدة معه على الساحة أمثال البريطاني جنسون باتون، الفنلندي كيمي رايكونن، والإسباني فرناندو ألونسو وبالتالي الصعود لمستوى أعلى من التنافس.
كان الموسم الأول له في العام 2002 مع فريق الساوبر مذهل على أقل تقدير، بما في ذلك تحقيقه رقماً قياسياً بحيث كان السائق الوحيد الذي أنهى جميع السباقات، وساهمت موهبته البارزة في توقيعه مع الفيراري كسائق للتجارب العام 2003 في محاولة لإعطاء الموهبة الخام المتمثلة في ماسا، وصقلها وتهذيبها بلمسات من البراعة والخبرة المستفادة من مايكل شوماخر صاحب الخبرة الهائلة.
وظهر ماسا بشكل أكثر قدرة على المنافسة في العام 2004، إذ عاد إلى تشكيلة فريق الساوبر المدعوم بمحركات فيراري وبعد عامين من القيادة المعتدلة، حصل على ترقيه عبر انضمامه لصفوف السيدة ذات الرداء الأحمر وإلى جانب شوماخر الذي اعترف أن ماسا هو بمثابة ولي عهده بالفريق، وسرعان ما بدأ يفوز ماسا ويرسم أسلوب خاص به وخصوصاً مع الحلبات الجديدة المنضمة إلى الروزنامة العالمية، بما في ذلك البحرين التي حقق الفوز فيها مرتين.
العدد 3509 - الأحد 15 أبريل 2012م الموافق 24 جمادى الأولى 1433هـ