قُتل خمسة أشخاص على الأقل أمس السبت (5 مايو/ أيار 2012) في انفجار هزّ مدينة حلب (شمال) ثاني أكبر المدن السورية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع وكالة «فرانس برس»: «قُتل خمسة أشخاص على الأقل في انفجار استهدف مغسلة للسيارات في منطقة تل الزرازير في مدينة حلب»، مشيراً إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع.
وأضاف عبدالرحمن «تزامن انفجار العبوة مع مرور حافلة لم يعرف ما إذا كانت مدنية أو عسكرية».
وقالت الناشطة نور الحلبية في مدينة حلب في اتصال عبر سكايب مع «فرانس برس»: «إن أصوات إطلاق رصاص تلت صوت الانفجار فيما عملت قوات الأمن على قطع الطرقات». (التفاصيل ص23)
بيروت - أ ف ب
خرج آلاف الأشخاص في دمشق أمس السبت (5 مايو/ أيار 2012) لتشييع قتلى تظاهرات الجمعة، عقب انفجارات هزت العاصمة صباحاً ومدينة حلب (شمال) التي سقط فيها خمسة قتلى، فيما ذكرت وكالة «سانا» السورية الرسمية أمس أن السلطات أفرجت عن 265 موقوفاً «تورطوا» في الأحداث الأخيرة «ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء».
وقالت الوكالة «تم أمس إخلاء سبيل 265 موقوفاً ممكن تورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء». وبحسب «سانا»، فإن السلطات أفرجت عن أربعة آلاف شخص منذ نوفمبر/تشرين الأول 2011.
وتنص خطة المبعوث الدولي العربي إلى سورية، كوفي عنان على وقف القتال بإشراف الأمم المتحدة، وسحب السلاح الثقيل من المدن، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، والسماح بالتظاهر السلمي، والإفراج عن المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، والبدء بحوار سياسي حول مرحلة انتقالية.
وفي سياق آخر، ذكرت «سانا» إن حرس الحدود السوريين تصدوا لمحاولة تسلل «مجموعة إرهابية مسلحة» من تركيا إلى محافظة إدلب شمال غرب سورية. وأشارت الوكالة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، لم تحدده.
وقال ناشطون في تنسيقيات دمشق لوكالة «فرانس برس» إن «آلاف الأشخاص خرجوا في حي كفرسوسة لتشييع الشهداء الذين سقطوا برصاص الأمن السوري أثناء تظاهرات الجمعة».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان «شارك أهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للشهداء الذين سقطوا الجمعة خلال إطلاق الرصاص» من قوات الأمن على متظاهرين، مشيراً إلى أن قوات الأمن «أطلقت القنابل المسيلة للدموع».
وبحسب تنسيقيات دمشق، فإن قوات الأمن أطلقت النار أيضاً لتفريق المتظاهرين ما أسفر عن إصابة عدد منهم، واعتقلت عشرات آخرين. وأظهرت مقاطع بثت مباشرة على الإنترنت آلاف المتظاهرين في حي كفرسوسة يهتفون «واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد» و»ما منركع إلا لله».
ولدى وصول جثامين القتلى، علت زغاريد الشابات المشاركات في التظاهرة، وعلت هتافات «أبو الشهيد ارفع راسك» و»أين الإسلام (المسلمين) والله حرام»، فيما ظهرت على أحد جدران المكان شعارات تحيي الجيش السوري الحر.
وفي حي التضامن في العاصمة السورية، خرج آلاف الأشخاص للمشاركة في التشييع الذي انطلق ظهراً، بحسب ما أفاد المتحدث باسم مجلس الثورة في دمشق، ديب الدمشقي.
وأفادت تنسيقيات دمشق بتنفيذ قوات الأمن حملة اعتقالات في حي التضامن.
وسبق تظاهرات التشييع، انفجاران هزا دمشق صباحاً، تبين أن الأول وقع في أطراف العاصمة أثناء مرور حافلة عسكرية وأدى إلى إصابة ثلاثة جنود بجروح، والثاني ناجم عن عبوة وضعت تحت سيارة عسكرية في شارع الثورة التجاري الحيوي من دون أن يبلغ عن وقوع ضحايا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشهدت بساتين حي برزة في دمشق صباح أمس (السبت) إطلاق نار من قبل القوات النظامية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات، ما أسفر عن سقوط جرحى، بحسب المرصد وناشطين.
وفي حلب، ثاني كبرى المدن السورية، قتل خمسة أشخاص على الأقل في انفجار وقع على مقربة من مغسلة للسيارات في منطقة تل الزرازير، بحسب المرصد. ولم تعرف ملابسات هذا الحادث بالتفصيل.
والخميس، قتل أربعة طلاب في جامعة حلب برصاص الأمن السوري الذي اقتحم الجامعة عقب تظاهرات ليلية تنادي بإسقاط النظام. وقد علقت جامعة حلب دروسها منذ ذلك الحين «بسبب الأوضاع الحالية».
وخرجت السبت تظاهرة طلابية في دير الزور (شرق) احتجاجاً على قمع السلطات لطلاب جامعة حلب، بحسب المرصد.
وكان البيت الأبيض اتهم الجمعة الحكومة السورية بعدم احترام خطة السلام المدعومة من الأمم المتحدة ودان الهجوم على جامعة حلب.
وتجري هذه التطورات في سورية قبل يوم على موعد إجراء الانتخابات التشريعية المقرر في السابع من مايو/أيار، والتي يصفها محللون بأنها «شكلية» فيما تقاطعها المعارضة التي تصفها بأنها «مهزلة» في ظل استمرار أعمال العنف.
العدد 3529 - السبت 05 مايو 2012م الموافق 14 جمادى الآخرة 1433هـ