العدد 3548 - الخميس 24 مايو 2012م الموافق 03 رجب 1433هـ

اختبار لقاح ضد داء الليشمانيا

في تجربة سريرية في الهند والولايات المتحدة الأميركية، يجري وللمرة الأولى اختبار لقاح ضد داء الليشمانيا، وهو أحد أمراض المناطق المدارية الذي لطالما تم إهماله على رغم أنه، بعد الملاريا، المرض الطفيلي الذي يحصد أكبر عدد من الضحايا، علماً بأن النوع الحشوي منه هو الأكثر فتكاً. فأفاد فرانكو بيازا من معهد بحوث الأمراض المعدية بأن «الليشمانيا الحشوية تقتل 50.000 شخص سنوياً، 70 في المئة منهم من الأطفال. ويمكن معالجة هذا المرض، إلا أن كلفته باهظة جداً وتصل إلى مئات الدولارات للشخص الواحد». وكان معهد بحوث الأمراض المعدية، وهو منظمة غير حكومية مقرها في سياتل، قد قام بتطوير اللقاح وذلك بتمويل من مؤسسة بيل وميليندا غيتس.

وداء الليشمانيا الحشوية، المعروف بكالازار أو الحمى السوداء، يصيب ما يقدر بنحو نصف مليون شخص أو أكثر سنوياً، وهو مرض شائع في الهند ونيبال وبنغلاديش والبرازيل والسودان. تنتشر مجموعة أمراض الليشمانيا بواسطة ذبابة الرمل الفاصدة، والتي تحمل طفيلي يصيب الكبد والطحال ونخاع العظام. ويقول فيليب ديجو، خبير في هذا المرض في منظمة وان وورلد هلث غير الربحية في سان فرانسيسكو إنه في حال تم ترك هذا الداء من دون أي علاج، فهو غالباً ما يقتل المصاب به.

وتقوم منظمة وان وورلد هلث بإدارة الجزء الذي تموله الولايات المتحدة من التجربة السريرية للقاح معهد بحوث الأمراض المعدية. أما الجزء الآخر فتديره شركة جينو?ا للصيدلة، وهي شركة هندية مقرها بيون، قام معهد بحوث الأمراض المعدية بنقل تقنيته إليها، بالتعاون مع جامعة الهندوس باناراس في فاراناسي.

وقال الرئيس التنفيذي لجينو?ا، سانجاي سينغ: «لقد قمنا للتو بافتتاح مركز لصياغة (مرفق للبحوث والإنتاج) لقاحات ضد الأمراض المهملة في بيون، فإذا نجح اللقاح في كل الاختبارات، سنقوم بإنتاجه في الهند ليتمكن جميع المصابين بالليشمانيا من تحمل كلفة شرائه». وهذه الإصابة هي واحدة من أكثر من عشر إصابات، توضع في فئة «الأمراض المدارية المهملة»، وهي غالباً ما تصيب الناس في البلدان الاستوائية حيث قتل ما يقدر بنصف مليون شخص سنوياً، لأن العلاجات لأمراض كهذه قليلة جداً بسبب نقص التمويل الذي يسمح بإجراء البحوث اللازمة وإيجاد العلاجات الضرورية.

ويشارك 72 متطوعاً في الاختبار، غير أن العلماء يقولون إن الأمر سيستغرق سنوات من التجارب لطرح لقاح بأسعار معقولة للـ 200 مليون نسمة المعرضين لخطر الإصابة بالليشمانيا في أنحاء العالم. فهذا المرض هو الأخطر في جنوب السودان، حيث يصعب حتى تنفيذ الطرق غير المكلفة نسبياً مثل الناموسيات المعالجة لحماية الناس من ذبابات الرمل المصابة، وذلك بسبب الفقر والنزاع المستمر.

العدد 3548 - الخميس 24 مايو 2012م الموافق 03 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً