في مسعى جديد لإطفاء عطشها للطاقة، أضافت الصين البرازيل إلى قائمة شركائها النفطيين الرئيسيين، ومن ثم كثفت أنشطة الشركات الصينية في أسواق عملاق أميركا الجنوبية وخاصة في هذا القطاع.
وينظر عدد من الخبراء والمحللين إلى هذا التوسّع على أنه عامل مساعد على تعزيز دينامية الاقتصاد الوطني، فيما يراه آخرون أنه يشكل خطراً على مستقبل الاكتفاء الذاتي البرازيلي من النفط.
فقد استثمرت الصين خلال هذه الفترة نحو 15 مليار دولار وخاصة في شراء الأصول من الشركات العاملة بالفعل في البرازيل في مجالات استكشاف وإنتاج النفط تحت قاع البحر؛ إذ تتوافر غالبية احتياطي النفط البرازيلي.
وقال مدير المركز البرازيلي للبنية التحتية، أدريانو بيريس، إن الأمر يتعلق «باستراتيجية صينية لتوفير احتياطيات النفط لضمان إمداداتها» في المستقبل. وأضاف أن الصين فعلت الشيء نفسه في دول أخرى في أميركا اللاتينية مثل الأرجنتين وفنزويلا، وغيرها من المناطق، مثل إفريقيا.
وبدورها، ذكرت الوكالة البرازيلية لتنمية الصادرات أن الصين تعتزم زيادة إحتياطها الإستراتيجي من النفط بنسبة 60 في المئة من النفط، بغضّ النظر عن موقعه في العالم.
وأطلقت حكومة بكين رهانها على البرازيل في العام 2010، من خلال شراء شركة «سينوكيم» الصينية نسبة 40 في المئة من أسهم شركة «شتات أويل» النرويجية في حقل «بيريغرينو» في ولاية «سانتوس»، وفقاً للوكالة البرازيلية لتنمية الصادرات. وبلغت جملة هذه الصفقة100.3 مليون دولار.
وفي العام نفسه، استثمرت شركة «سينوبك» الصينية 100.7 مليون دولار لشراء 40 في المئة من الفرع البرازيلي التابع إلى مجموعة «ريبسول كونسورتيوم» النفطية الإسبانية، وهي المجموعة العابرة للحدود الوطنية.
وفي غضون ذلك، اشترت أيضاً - في مارس/ آذار 2012 - حصة 30 في المئة من رأس مال شركة Petrogal- البرازيل، وهي الفرع المحلي للشركة البرتغالية الأم، والذي يتولي عمليات استكشاف وإنتاج النفط لحساب شركة Galp للطاقة.
يذكر، أن العملاق الآسيوي يستهلك 13 مليون برميل نفط يومياً، وهو الآن ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة التي تستهلك ما بين 18 و 20 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع أن تحتل الصين المرتبة الأولى في غضون سنوات قليلة.
هذا، وتفيد بيانات الوكالة البرازيلية لتنمية الصادرات بأن الصين هي ثاني أكبر مستورد للنفط الخام البرازيلي بعد الولايات المتحدة، وهنا أيضاً من المتوقع أن ينقلب هذا الترتيب قريباً.
لكن الصين تذهب أبعد من ذلك، وتتوجه الآن بنظرها إلى مصادر النفط التي تم اكتشافها مؤخراً تحت طبقات الملح في المحيط الأطلسي على عمق أكثر من 7000 كيلومتر، وبالقرب من الساحل البرازيلي.
فابيانا فرايسينيت
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 3557 - السبت 02 يونيو 2012م الموافق 12 رجب 1433هـ