عدا الانخفاض المبدئي الذي شهده الذهب في وقت مبكر من شهر مايو/ أيار 2012، تم التداول خلال الأسابيع القليلة الماضية ضمن نطاق ضيق ومتقلب نوعاً ما. لقد وجد المستثمرون صعوبة في التعرف على ما إذا كان الذهب ملاذاً آمناً أو ينطوي على مخاطر ولذلك قرروا أن يضاربوا في هذا النطاق بدلاً من ذلك. كما سبق وأشرنا فقد اتسم أداء المعادن الثمينة وخاصة الذهب بنوع من الجودة النسبية على رغم ارتفاع سعر الدولار الذي وضع الكثير من السلع تحت الضغط. تحتل صناديق التحوّط وغيرها من المستثمرين الداعمين الآخرين مراكز بسيطة على المدى البعيد منذ الركود الذي حدث العام 2008 وقد فشلوا إلى الآن في المشاركة مع تراجع الزخم في الوقت الراهن.
سحب المستثمرون في منتجات الذهب المتداول بها في البورصة 17 طناً أو أقل من 1 في المئة من إجمالي الاستثمارات في شهر مايو، وهو ما يشير إلى ضرورة تطبيق تصحيح أعمق قبل أن يتمكنوا من تغيير آرائهم المتشبثة بتفاؤلها على المدى الطويل بشأن الذهب. أحد المخاوف التي تفرضها نفسها يتعلق بنقص المشترين الفعليين الذي كان لهم دور في المساعدة في تحقيق الاستقرار في السوق خلال عمليات البيع السابقة. إن ضعف الطلب سببه ما يحدث في الصين وخاصة الهند التي تعتبر أكبر مستهلك على مستوى العالم في ظل تداول الروبية مسجلة مستويات قياسية في تدنيها في ظل ما يشهده الاقتصاد من ضعف في الأداء استمر لعقد من الزمن.
إن انكسار الخط إلى ما دون حاجز 1,520 يحمل في طياته مخاطرة فقد 100 دولار أخرى هبوطاً؛ الأمر الذي يجعل المشترين المحتملين على المدى البعيد أكثر قناعة بتأجيل مشاركتهم إلى حين تشهد الأسواق عودة فوق حاجز 1,610.
واجه أداء الفضة والبلاتينيوم صعوبة مع تراجع البلاتينيوم أمام الذهب الذي ارتفع بنسبة 11.5 في المئة بعد تراجعه إلى ما دون 1,400 دولار للأونصة. إن النظرة المستقبلية للبلاتينيوم تدعمها حالات توقف العرض في بعض الأوقات في ظل توقف الطلب في قطاع السيارات. لقد تشوهت صورة الفضة بسبب زيادة الفائض في الإنتاج والطلب من المستثمرين الماليين لتجنب ارتفاع هذا الفائض بشكل أكبر. إضافة إلى ذلك، فإن المعادن الأساسية لا تلعب دوراً رئيسياً في الوقت الراهن، في حين أن الشعور السائد بتجنب المخاطر يسيطر على القرارات الاستثمارية المتخذة.
تظهر عائدات النحاس مستويات سلبية خلال السنة. وبالنظر إلى أن الصين وأوروبا تشكلان مجتمعتين نحو 60 في المئة من الاستهلاك العالمي للنحاس، فإن الأخبار الأخيرة الواردة من هاتين المنطقتين تواصل تأثيرها السلبي على النظرة المستقبلية على المدى القريب.
أوْل هانسن
رئيس استراتيجيات السلع في «ساسكو»
العدد 3559 - الإثنين 04 يونيو 2012م الموافق 14 رجب 1433هـ