يقول محللون بارزون إن المؤشر السعودي سيسلك اتجاهاً عرضياً الأسبوع المقبل وإن تأثره بالأسواق العالمية وأخبار أزمة ديون منطقة اليورو سيقل مع اقتراب أواخر يونيو/ حزيران 2012. ويرى المحللون أنه بنهاية يونيو سيعاود المتعاملون التركيز على العوامل المحفزة المحلية وسيبنون قراراتهم وفقاً لتوقعات نتائج الشركات في الربع الثاني وهو ما سيقلل من حدة التأثير النزولي.
وبدّد المؤشر المكاسب التي حققها في أوائل تعاملات أمس الأول الأربعاء (6 يونيو الجاري) ليغلق عند أدنى مستوى في 18 أسبوعاً في ظل حال من عدم التيقن على المستوى العالمي دفعت المستثمرين لخفض مراكز قبيل عطلة نهاية الأسبوع في المملكة. وهبط المؤشر الرئيسي 1.1 في المئة مسجلاً أدنى إغلاق منذ 31 يناير/ كانون الثاني عند مستوى 6661.3 نقطة.
وبعد أن كان المؤشر قد سجل مكاسب قاربت 20 في المئة منذ مطلع العام قلصت التراجعات التي شهدها منذ أبريل/ نيسان مكاسبه إلى 3.8 في المئة حتى إغلاق يوم الأربعاء. وقال مدير الأبحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار، تركي فدعق: «كانت تحركات السوق هذا الأسبوع مبالغاً فيها من حيث السلبية. السوق غير ناضجة ولهذا تتميز بحدة الحركة سواء في الارتفاع أو الانخفاض». وأضاف أن الانخفاض الحاد الذي سجله المؤشر يوم الأربعاء يرجع إلى عمليات بيع ناتجة عن تخوف المتعاملين من صدور أخبار سلبية من الاسواق العالمية خلال العطلة الأسبوعية ولاسيما بشأن الدول المثقلة بالديون في منطقة اليورو.
ويرى محلل أسواق الأسهم، وليد العبدالهادي، أن المسار النزولي للسوق خلال الفترة الماضية كان يتغذى على الأخبار السلبية من منطقة اليورو وانخفاض أسعار نايمكس وتراجع المؤشرات الأميركية. وأضاف «لكن يبدو أن هناك تفاؤلاً بالأخبار الصادرة من منطقة اليورو ولاسيما بشان الانتخابات المقبلة لليونان. المستثمرون يتوقعون احتمال الاتفاق على دعم البلدان المتضررة في المنطقة».
وتنامت المخاوف بشأن قطاع البنوك المتعثر في إسبانيا والارتفاع الكبير في كلفة الاقتراض؛ ما قد يضطر البلاد إلى طلب حزمة إنقاذ دولية وإعادة رسملة بنوكها. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أفادت صحيفة ألمانية نقلاً عن عدة مصادر لم تسمها أن مسئولين أوروبيين يدرسون إمكانية تقديم خط ائتمان احتياطي لإسبانيا من خلال صندوق الإنقاذ الأوروبي لمساعدتها على إنقاذ قطاعها المصرفي المتعثر. كما قال وزير المالية الياباني جون أزومي يوم الثلثاء (5 يونيو الجاري) إن كبار المسئولين الماليين في مجموعة السبع اتفقوا خلال مؤتمر عبر الهاتف على العمل معاً للتعامل مع المشكلات التي تجتاح إسبانيا واليونان.
وكان استطلاع حديث أظهر احتمال حصول الأحزاب المؤيدة لخطة الانقاذ اليونانية على الأغلبية وتشكل حكومة ملتزمة بابقاء البلاد في منطقة اليورو. وهدأ الاستطلاع بعض الشيء من مخاوف المستثمرين من احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو في حال تحقيق اليسار الفوز في الانتخابات المقررة يوم 17 يونيو المقبل.
من ناحية أخرى لفت العبدالهادي إلى أن عمليات تسييل المحافظ التي تشهدها السوق حالياً عند مستوى يقع بين 6500 - 6700 نقطة ربما يرجع إلى تأسيس المتعاملين لمراكزهم في هذه المنطقة عبر التسهيلات والشراء بالهامش. وبشأن توقعات الأسبوع المقبل قال فدعق: «اعتقد أن السوق استنفدت مسببات الهبوط وكلما اقتربنا من نهاية يونيو ستكون التحركات الرئيسية بناء على توقعات نتائج الشركات للربع الثاني». فيما قال العبدالهادي إن من المتوقع أن يستفيد خام نايمكس من مستوى الدعم الواقع عند 81 دولاراً ويبدأ موجة صعودية قصيرة؛ ما سينعكس على شهية المخاطرة وينعكس بدوره على أداء سهم سابك القيادي. واجتمع المحللان على أن حركة المؤشر ستكون عرضية خلال الأسبوع المقبل فيرى فدعق أن مستوى الدعم سيقع عند 6500 نقطة ومستوى المقاومة عند 6800 نقطة. فيما يرى العبدالهادي أن قاع المسار الجانبي سيكون عند 6600 نقطة بينما تقع قمته عند 6750 نقطة. من ناحية أخرى لفت عدد من المحللين إلى أن الشائعات بشأن إعلانات محتملة من جانب هيئة السوق المالية السعودية لكبح جماح المضاربات في السوق ربما تكون سبباً وراء انخفاض السوق. وذكرت صحيفة «الشرق» في أبريل أن العاهل السعودي الملك عبدالله أمر هيئة السوق المالية باتخاذ إجراءات ضد التلاعب في السوق.
العدد 3562 - الخميس 07 يونيو 2012م الموافق 17 رجب 1433هـ