في غير الزمان جاءها...
وفي غير المكان وجدت...
فكان أن شغلت في القلب عنده مكاناً...
وفي الباقي من إدراكه صارت نهايات العقل...
وأول الجنون!
إذ يعرج به ببطئ نحو مدائن من اليأس
لا حصر للرحب منها...
يتبعه في ترحاله المحفوف بالعجز
فؤاد «تُيِّم بذكرها»...
وأذهبت انتفاضات الشوق قوته
حتى راق له ترديد أنشودة المستحيل...
وحار أنى يهب الضلال بعض الوضوح
إذ يغادره يقينه...
والليل...
والنجم...
كلما أفل قمر «انثى»
ولجت كونه ذات صدفة!
لتجعل من القيد حرية مشاعة
للسجون...
وتحيل المؤجل من الخدر إلى
انتباهة هي في الصميم من الوجل
لانتقاء مباهج تكاد لا تنتهي!
ويمضي إليها...
وكلها صبى...
ويحمّلها سلاماً أبت
كل التحايا أن تشبهه...
فتبدو له «كحاضر» ما اقترف
من الخطايا إلا ترتيب «غد»
لا يأتي!
فيعشقها أكثر منه...
وكأنها وحدها
- من بين نساء الأرض -
نجاته من موت يحدث أن يجيء
في حضورها محملاً بالحياة
ويفتنه عذب حديثها...
وفسيح وقتها إن اندلق
بين يديه كماء المطر
في أوج السخاء
وينسى أنها في البعد عن تاريخه
وداره
ومنفاه حتى
قد تجاوزت «زحام الأمكنة'' في ذروة «الفراغ»!
فغدت كسحر شحيح في عطائه...
له بعض القيام هنا...
وكل «الغياب» هناك!
وتجيء قليلاً...
وصبره - وأكثر منه وقته -
في أفول...
فيحتفي بها حين تأتي دون موعد
محملة بورد أغنية من ماضيه
وحاضرها الجميل...
ويهم بالإنشاد...
وهواه بالضلوع قد فاض...
وأحلامه بعبور «مستحيلها» وسع السماء...
فتهتف على عجل:
- وكأن الوقت لم يعبأ بموت ما تعلق بين شفتيه من رجاء-
ألا أيها القادم من أمسك الأخضر...
جئتني في غير الزمان...
ولي عندك كثير من غيابك في...
وحضوري فيك..
فأي الخاتمات غير (الوداع) يرتجى؟
إذا ما الميل - أي ميل - إليك
ماض إلى حتف قريب؟
فلا (الهوى) حينها يسوقني
إلى انتهاج (بعض اللين)...
ولا (الصوت) إذ تنادي بعلوه يشفع
لك عندي
العدد 1406 - الأربعاء 12 يوليو 2006م الموافق 15 جمادى الآخرة 1427هـ