وصل الموفد الدولي الخاص كوفي عنان إلى دمشق مساء أمس (الأحد) للبحث في خطته للسلام التي أقر أخيراً بفشلها، في حين اتهم الرئيس السوري بشار الأسد الولايات المتحدة بدعم المعارضة لزعزعة الاستقرار في سورية حيث تواصلت أعمال العنف أمس الأحد (8 يوليو/ تموز 2012) حاصدة 46 قتيلاً.
واتهم الرئيس السوري الولايات المتحدة بدعم المعارضين المسلحين في بلاده بهدف «زعزعة استقرار» سورية. وقال في مقابلة مع التلفزيون العام الألماني «أيه آر دي»: «إنهم (الأميركيون) طرف منحاز في النزاع. إنهم يوفرون حماية ودعماً سياسياً لهذه العصابات (المعارضون) لزعزعة استقرار سورية».
وحسب مقاطع مكتوبة من هذه المقابلة التي أجريت في الخامس من يوليو فإن الأسد اعتبر أن مسألة تخليه عن السلطة تعود إلى الشعب السوري. وقال: «على الرئيس ألا يتهرب من مواجهة التحديات، ونحن اليوم نواجه تحدياً وطنياً»، مضيفاً «إلا أننا من جهة ثانية لا يمكن أن نبقى في السلطة مالم نكن نحظى بالدعم الشعبي».
من جهة ثانية أعلن المتحدث باسم الموفد المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية أحمد فوزي في بيان وزع على وسائل الإعلام «وصول الموفد الخاص المشترك إلى دمشق هذا المساء (مساء أمس) لإجراء محادثات مع الرئيس بشار الأسد»، من دون تفاصيل إضافية.
وتنص خطة عنان على وضع حد لكل أعمال العنف وسحب الدبابات من الشوارع والسماح للإعلام والمساعدات بالوصول إلى مناطق النزاع وإطلاق المعتقلين على خلفية الأحداث وبدء حوار بشأن عملية انتقالية.
ويأتي الإعلان عن الزيارة بعد وقف قصير على تحذير وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون من أن الوقت ينفد قبل إنقاذ سورية من «هجوم قد يكون كارثياً». وقالت كلينتون في تصريح لها من طوكيو «يجب أن يكون واضحاً أن الأيام أصبحت معدودة بالنسبة إلى الذين يساندون نظام» الرئيس بشار الأسد.
واعتبرت أن ما قاله عنان بشأن عدم نجاح مهمته «يجب أن يحدث صحوة لدى الجميع، لأنه يقر بأن النظام السوري لم يقم بأي تحرك يتوافق مع خطة النقاط الست».
وأضافت «كلما تم الإسراع في وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، فإن عدد القتلى لن يتراجع فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الأمة السورية هجوماً كارثياً يشكل خطراً على البلاد والمنطقة».
وأشار عنان في تصريحه إلى أهمية دور روسيا، حليفة النظام السوري، في الحل، مشدداً كذلك على أهمية إشراك إيران في المحادثات.
وكانت سورية رحبت بالنتائج التي أفضى إليها مؤتمر مجموعة العمل الدولية بشأن سورية التي اجتمعت في حضور عنان الأسبوع الماضي في جنيف، ووافقت على اقتراح وضعه في شأن خطة انتقالية تلحظ خصوصاً تشكيل حكومة تضم أعضاءً في الحكومة السورية الحالية وآخرين من المعارضة.
ميدانياً، تواصلت أعمال العنف وحصدت أمس (الأحد) عشرات القتلى في مناطق مختلفة من سورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد عن محاولات قامت بها القوات النظامية ليل الأحد لاقتحام مدينتي الرستن والقصير في محافظة حمص في وسط البلاد.
والقتلى هم 19 مدنياً وتسعة مقاتلين معارضين وجنود منشقين وتسعة عناصر من القوات النظامية سقطوا في اشتباكات وعمليات قصف وانفجارات وإطلاق نار.
وقال المرصد إن «اشتباكات عنيفة وقعت قرابة الساعة الثالثة من فجر الأحد في محيط القصير بين القوات النظامية والمجموعات الثائرة، ترافقت مع قصف عنيف على القصير والقرى المجاورة ومحاولة اقتحام».
كما تعرضت مدينة الرستن مساء السبت لـ «قصف من القوات النظامية السورية التي حاولت اقتحام المدينة واشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة أجبروها على التراجع».
وذكر التلفزيون الرسمي السوري من جهته في شريط إخباري إن «الجهات المختصة أوقعت إصابات وخسائر في صفوف مجموعات إرهابية مسلحة هاجمت المواطنين وقوات حفظ النظام في القصير وريف حمص».
العدد 3593 - الأحد 08 يوليو 2012م الموافق 18 شعبان 1433هـ