كشفت مصادر مطلعة وقريبة من شركة الاتصالات البحرينية (اتصالكوم) عن خطة لتأسيس شركة جديدة تعمل في الاتصالات وتقنية المعلومات (ICT) في البحرين بهدف الاستفادة من النمو المتوقع، وأن الشركة بدأت اتخاذ إجراءات تسجيل الشركة لدى «مركز المستثمرين».

وذكرت المصادر أن المجال سيكون مفتوحاً في المستقبل لدخول شركاء في الشركة الجديدة، التي يبلغ رأس مالها الأولي نحو 200 ألف دينار، سواء شركات اتصالات أو تقنية معلومات، أو مستثمرين يرغبون في خوض هذا المجال، خصوصاً وأن البحرين تعتمد على شركات أجنبية.

وأبلغ أحد المصادر «الوسط»، رداً على استفسار، أن الشركة الجديدة ستقدم خدمات الألياف البصرية للمجمعات، والتوصيلات داخل الفلل والشقق السكنية، بالإضافة إلى نظام الأمن، وخدمات الصوت والانترنت والتلفزيون، وستكون مملوكة بالكامل إلى «اتصالكوم».

وتنشط شركة «اتصالكوم» في هذا المجال، ولكنها ترغب في «التركيز على هذا الجانب، وبإدارة مستقلة من خلال الشركة الجديدة ICT-FLEX» التي لاتزال في طور التأسيس، حسب قول أحد المسئولين، ولكنه رفض إعطاء مزيد من التفاصيل عن الشركة .

وأفادت المصادر أن الشركة «تتطلع إلى دخول شركاء جدد، إذ إن لديها العديد من المشروعات، وان مثل هذه الأعمال قابلة للنمو بسرعة. كما أن الأعمال المقبلة تحتاج إلى ضخ رأس مال جديد في الشركة، ولذلك تتوقع الشركة أن يدخل شركاء جدد برأس مال جديد يقدر بملايين الدنانير». لكنه لم يعط أية تفصيلات أخرى.

كما ذكر مصدر آخر، أن تأسيس الشركة يأتي مع الخطة الوطنية الثالثة للاتصالات والتي تركز على أن تكون البحرين في المقدمة، ولهذا الأساس هناك العديد من المشروعات في البحرين.

وتشمل المشاريع الجديدة تطوير البنية التحتية مثل الألياف البصرية التابعة لهيئة الكهرباء والماء، وأن الحكومة تحاول استخدامها لتعزيز شبكة منافسة للشبكة الحالية المملوكة إلى شركة البحرين للاتصالات (بتلكو)، المملوكة بنسبة 75 في المئة إلى الحكومة.

وأوضح المصدر أن الأمر الآخر الذي يساعد على نمو مثل هذه الأعمال توفير شركة تاتا الهندية لطاقة انترنت كبيرة عن طريق بدالة انترنت البحرين، والذي سيزيد من سعة الانترنت وهبوط الأسعار في المستقبل القريب، ولذلك فإن الشركة ستبدأ بخدمة الشركات، ولكنها تتوقع توسيعها إلى المنازل بحلول العام 2013. وأضاف «في الوقت الجاري فإن قطاع الأعمال في البحرين يعتمد على خبرات أجنبية، وهناك حاجة ماسة لمشاركة شركات بحرينية تساهم في هذا المجال، ونأمل أن تتمكن الشركة الجديدة من ذلك».

وتقوم بتنفيذ الخطة الوطنية «بدالة إنترنت البحرين»، التي يرأسها محمد الذوادي، والتي أنيط بها مهمة توفير منفذ دولي آخر، والذي يتوقع أن يؤدي إلى تخفيض أسعار الإنترنت بنحو 50 في المئة العام المقبل.

ووقعت شركة تاتا للاتصالات اتفاقيات شراكة مع العديد من مشغلي الاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ضمنها البحرين، لإنشاء كابل إنترنت بحري جديد للاتصالات يمتد من المحيط الهندي إلى الخليج العربي، باستخدام الألياف البصرية، ذي نطاق ترددي عالٍ من شأنه أن يربط البحرين وبقية دول الخليج ببقية دول العالم عن طريق شبكة تاتا العالمية.

والمبادرة هي إحدى المبادرات العديدة التي تتخذها الحكومة لفتح أبوابها لمزودي شبكات الإنترنت الدوليين وخلق بيئة أعمال متنوعة وقادرة على المنافسة.

ويعد الكابل البحري الجديد بمثابة استثمار بالغ الأهمية في مجال البنية التحتية للاتصالات بالنسبة إلى بدالة إنترنت البحرين، إذ سيلبي متطلبات السرعة العالية والاتصال الدولي للشركات المقيمة. كما سيسمح بتوفير قدرة استيعابية كبيرة ذات كلفة منخفضة لمراكز الأعمال الكبرى في مملكة البحرين.

وشركة «اتصالكوم» مملوكة إلى نحو 21 مستثمراً من البحرين، وتوظف نحو 35 شخصاً، ولكن يتوقع أن يتضاعف عدد الموظفين، ومعظمهم من الفنيين والمهندسين المختصين، خلال الخمس سنوات المقبلة.