ولكن قبل الوصول إلى نقطة التخلف عن السداد على نطاق واسع، ستقوم السلطات بتجربة كافة الأساليب لمحاولة منع وقوع الكارثة، معتقدة أن الاتحاد الأوروبي لوحده كان فكرة جيدة. ما يحتاجون إليه في الواقع هو تعاون أكبر من خلال نظام مصرفي يشهد مستوى عالياً من التنسيق لتجنب انتقال المشكلة إلى البنوك. فضمان الودائع لن يكون كافياً، كما أن الاتحاد السياسي مطلب لا مكان له حالياً، لكن الاتحاد المصرفي قد يجنب النظام البنكي الأوروبي الانهيار.
ستواصل البنوك المركزية حول العالم طباعة الأوراق النقدية وذلك سيؤدي إلى زيادة التضخم. وسيقرّ قادة العالم أن عليهم وضع النمو الاقتصادي نصب أعينهم، لكن التضخم هو الثمن الذي تدفعه الدول لتحقيق ذلك، ما قد يؤدي إلى نوع من عدم الاستقرار في قيم العملات. وقبل أن يحدث ذلك، يجب بروز قدر أكبر من المعاناة، حيث ستتخلف اليونان وإسبانيا عن السداد. لكن يمكن تجنب الكارثة المالية المحققة عندما تبيع البنوك غالبية ديونها السيادية المتعثرة إلى البنك المركزي الأوروبي بحلول تلك المرحلة. ربما تكون الأزمة عاملاً جيداً لأن ما سنعانيه خلالها سيجعلنا نتجنب تكرارها.
وعلى المدى القصير يجب أن تواصل أسعار الفائدة ارتفاعها لأن الديون تزداد بمعدلات أسرع من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا أمر سينطبق على الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، لكن رأس المال يتنقل هناك لأسباب تتعلق بضمان سلامة الأموال. وبعد التخلف عن السداد سيحدث تباطؤ في النمو يؤدي إلى أزمة مصرفية تفضي إلى اتفاق «المؤتمر الاقتصادي العالمي» على تحقيق نمو اسمي بمعدل 7 في المئة: يتألف من 2 في المئة نمو فعلي، و5 في المئة نمو زائف ناتج عن التضخم.
ستحتاج البنوك إلى رأسمال أضخم مما احتاجت إليه خلال الأزمة المالية عام 2008، فقروضها المستحقة تموت، بينما تنخفض قيمة السندات الحكومية، وفوق كل ذلك تفرض اتفاقية «بازل 3» المزيد من القيود والمتطلبات على رؤوس الأموال. وستواصل رؤوس المال الأوروبية الهروب إلى ألمانيا وفنلندا وهولندا».
وتابع «إذن ماذا أفعل بنقودي؟ الحفاظ على رأس المال هو ما أركز عليه حالياً، وليس تحقيق الأرباح. من الصعب اللجوء إلى الأسهم، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني ستواجه أسواق الأسهم هبوطاً أو ارتفاعاً مؤقتاً، وذلك وفقاً لنتائج الانتخابات الأميركية بفوز أوباما أو رومني، على التوالي.
من الجليّ أن قادة العالم سيفعلون كل ما بوسعهم لتجنب حدوث كارثة مالية، ولديهم الموارد التي تمكّنهم من تحقيق ذلك، لكن على الدول المتقدمة التهيؤ لفترة جديدة وطويلة من النمو البطيء.
بايرون وين
نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة بلاك ستون للاستشارات
العدد 3613 - السبت 28 يوليو 2012م الموافق 09 رمضان 1433هـ