العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ

البحرين واللحمة الوطنية

إن المواطنة الحقة شعور يغرس في الفرد منذ الصغر فيكبر معه، و يزداد إحساس الفرد به كلما عايش مختلف فئات وطوائف المجتمع، فالبحرين منذ القدم عرفت بأنها بلد الأمن والسلام، وعاشت على أرضها حضارات سطرت أروع ملاحم المحبة والتآلف فيما بينها حتى غدت في حاضرها الأن مثالاً يحتذى به في العيش السلمي والترابط الإجتماعي الفريد بين شعبها الطيب. فإن المواطنة تؤدي إلى مشاركة جميع أفراد الوطن في تسيير شئون البلاد السياسية والاقتصادية وفقاً لكفاءاتهم وطاقاتهم وقدرتهم، لكونهم يعيشون جميعاً في وطن واحد وهو وطنٌ للجميع. كما يحصل بموجبها المواطنون على حقوقهم ويؤدون بكل إخلاص واجباتهم اتجاه وطنهم ومجتمعهم، وتحقق لجميع المواطنين تكافؤ الفرص في جميع المجالات بإزالة جميع المعوقات التي لا تنسجم مع قيم المواطنة المتساوية، وتعمل على إرساء مبادئ حقوق الإنسان في المجتمع وصيانتها، وتغرس ثقافة العفو والتسامح والحوار مع الآخر والتباين في الآراء، مما يؤدي إلى تكوين حياة سياسية وديمقراطية وثقافية تشمل الجميع بما فيهم المرأة البحرينية، بضمان حقوقها السياسية كما كفلها الدستور ومشاركتها النوعية في تنمية وإدارة جميع مرافق البحرين الحيوية، لكونها جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي، فالمواطن البحريني الذي ينتمي إلى هذه الأرض وتربى وعاش بين ربوعها يعي تماماَ بأن تطور وازدهار هذا الوطن واستباب أمنه لا يكون إلا بالتلاحم الوطني بين كل أطياف الشعب على اختلاف أعراقهم ومذاهبهم، ومحاربة النعرات الطائفية التي من شأنها تعكير صفو جو المحبة والتآلف بيننا، وحث الأبناء الذين هم المستقبل المشرق لهذا الوطن على نبذ الطائفية والتفرقة بكل أنواعها بين أبناء الوطن الواحد، فأجدادنا عاشوا في كنف البحرين ولم يفرق بينهم شيء فقلوبهم مفتوحة لبعض قبل أبواب بيوتهم، بنوا البلاد وعمروها، وحرصوا على أمنها من أي غاز أو عدو، لنعيش نحن على ثرى هذه الأرض وتبقى دوماً لنا، ليتحقق الأمن والرخاء والتطور المنشود على جميع الأصعدة فسقف الحريات مفتوح في البحرين بفضل الديمقراطية التي أفضت إلى أن يكون صوت المواطن مسموعاً، ويقول رأيه بكل حرية وشفافية، وبلا ضغوط، فالإنجازات التي حققتها البحرين والمكانة التي وصلت إليها بفضل تكاتف الشعب وعمله بجد لإيمانه بأن ذلك يصب في مصلحة تطور ورقي البحرين في النهاية. أتمنى من كل قلبي أن نكون على قلب واحد ويد واحدة لبناء ونهضة وطننا الغالي الذي كان ولازال بلد الأمـان.

عبدالله محمد حمد نايم

العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً