اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الاثنين ان احد معتقلي سجن غوانتانامو الاميركي في كوبا توفي السبت في السجن في قسم التأديب، في تاسع وفاة تسجل في هذا المعتقل الاميركي المثير للجدل منذ فتحه قبل عشر سنوات.
وقال ناطق باسم القيادة الجنوبية المتمركزة في ميامي والتي تشرف على غوانتانامو ان الحراس عثروا بعد ظهر السبت على المعتقل "غائبا عن الوعي" خلال جولتهم الدورية في المعسكر 5 الذي يضم قسما تأديبيا وزنزانات المساجين.
ولم يكشف البنتاغون حتى الآن جنسية او اسم المعتقل الذي توفي عشية الذكرى الحادية عشرة لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.
واوضح الناطق خوسيه رويز ان المعسكر 5 في غوانتانامو "يضم المعقتلين الذين يشكلون خطرا على انفسهم او على المعتقلين الآخرين او على الحراس".
وكان المعتقل الذي توفي قام باضراب عن الطعام اوقفه في حزيران/يونيو، حسبما ذكر الناطق العسكري الاخر راي ساراسينو.
واوضح انه كان في المعسكر 5 "بوضع تأديبي" لانه رشق حارسا "مرة واحدة على الاقل مزيجا من البول وافرازات جسدية اخرى".
ومن اصل 167 معتقلا في غوانتانامو في كوبا، يقيم حوالى عشرين رجلا يرتدون البزة البرتقالية التي اشتهر بها المعتقل، موقتا او بشكل دائم في المعسكر 5 في زنزانات لا يتجاوز طولها المترين وعرضها ثلاثة امتار وتخضع لاجراءات امنية مشددة، كما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس خلال زيارة للموقع.
وبين هؤلاء الذين لا يسمح لهم بالخروج في نزهات، اصغر سجين في غوانتانامو الكندي عمر خضر الذي ينتظر اعادته الى بلده بعد اتفاق على الاعتراف بالتهم الموجهة اليه.
وقال ساراسينو ان المعتقل الذي توفي "لم يكن متهما باي جريمة حرب حتى وفاته ولم تتم احالته الى محكمة عسكرية استثنائية".
ومعظم المعقتلين البالغ عددهم 167 حاليا حصلوا على "موافقة بنقلهم" من السلطة العسكرية، اي انه يمكن نظريا الافراج عنهم.
لكنهم يبقون في السجن بسبب نقص الاموال لتغطية نفقات نقلهم او لعدم وجود دول ترغب في استقبالهم.
وهناك 46 معتقلا لم يحصلوا على "موافقة النقل" هذه لكن لا يمكن احالة معظمهم على القضاء بسبب نقص الادلة.
ويفيد تعداد اجراه الجيش الاميركي ان هذا المعتقل هو التاسع الذي يتوفى خلال سجنه منذ فتح هذا المعتقل في كانون الثاني/يناير 2002 لتوقيف "المقاتلين الاعداء" بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.
وقد توفي ستة معتقلين انتحارا واثنان آخران لاسباب طبيعية، على قول رويز.
وقال مركز الدفاع عن الحقوق الدستورية ان "هذه الوفيات سواء كانت بسبب اليأس او الانتحار او لاسباب طبيعية، هي نتيجة حتمية لفشل الرئيس (باراك) اوباما في اغلاق السجن بينما يدخل غوانتانامو سنته الحادية عشرة اي 11 عاما من الاعتقال غير المحدد زمنيا بدون محاكمة ولا آفاق باستعادة الحرية".
واضاف المركز في بيان "ايا تكن اسباب الوفاة، من الواضح ان حكومة الولايات المتحدة هي المسؤولة الاخيرة عنها"، داعيا الى "حماية عناصر هذه القضية الجديدة واجراء تحقيق كامل وموضوعي ومعاملة الجثمان والعائلة بالاحترام الواجب".
وتابع المركز ان "التحقيقات العسكرية حول عدد كبير من حالات الموت ما زالت ملتبسة". واشار الى ان التحقيق في وفاة معتقلين اثنين في 2006 لم يسفر عن اي نتيجة تقدم الى القضاء.
واعلن النبتاغون انه سيتم تشريح الجثة واجراء تحقيق لمعرفة اسباب الوفاة.
واضاف ان الجثمان الذي حرصت سلطات غوانتانامو على معالجته "بطريقة تراعي الثقافة والتقاليد الاسلامية"، سيعاد الى بلد المعتقل.