العدد 3670 - الأحد 23 سبتمبر 2012م الموافق 07 ذي القعدة 1433هـ

«حرب أفغانستان» الغائب الأكبر عن الحملة الانتخابية الأميركية

رغم انتشار سبعين ألف عسكري على الأرض وسقوط أكثر من ألفي قتيل، ظلت الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة في أفغانستان أكبر غائب عن الحملة الانتخابية الأميركية، يتجاهلها على حد سواء الرئيس باراك أوباما وخصمه الجمهوري ميت رومني.

وأمام أهمية القضايا الاقتصادية في هذه الحملة والهجمات الشخضية والهفوات، لم يكن للجنود الأميركيون الذين قتلوا في أفغانستان سوى تأثير قليل على الحملة.

وخلافاً لانتخابات 2004 و2008 عندما كان العراق وبقدر أقل أفغانستان، يثيران نقاشاً بين المرشحين لم تشمل بعض مواضيع السياسة الخارجية التي تطرقت إليها الحملة الانتخابية سوى إسرائيل والصين وإيران.

ويأخذ المرشحون في البرامج المتلفزة وقتاً أكبر في الحديث عن ما يرتدونه في الفراش أو عن فريقهم الرياضي المفضل أكثر مما يعرضون استراتيجية لنزاع اندلع قبل 11 سنة.

وبعد أن عاد الثلاثة والثلاثون ألف رجل الذين أرسلوا كتعزيزات نهاية 2009، إلى البلاد، قل من يتساءل حول الاستراتيجية الأميركية في ذلك البلد وحول ضرورة أن تستمر القوات المتبقية هناك في القتال عامين آخرين حتى نهاية 2014.

وأعرب مؤسس جمعية قدماء المحاربين في العراق وأفغانستان، بول ريكهوف عن أسفه لأن «ليس هناك اهتمام كبير بأفغانستان» ولأن ذلك الاهتمام «سطحي» معتبراً أن «على المرشحين أن يذكروا الأميركيين بتكاليف الحرب» المالية والبشرية.

وفي خطابه أمام مؤتمر الحزب الجمهوري لم يأت ميت رومني على ذكر أفغانستان إطلاقاً، وهو ما أثار انتقاد الحزب الديمقراطي.

وعلى الرئيس أن يوقع على رسائل التعزية إلى عائلات الضحايا كما أنه يحاسب على ما ينجز من تقدم ميدانياً لكن المرشح أوباما، بعد أن تحدث عن «الحرب الضرورية» في 2008، أصبح خلال 2012 يكتفي بالحديث فقط من حين لآخر عن النزاع وقدماء المحاربين.

وخلال تجمع إقامه في فيرجينيا الجمعة قال أوباما «قبل أربع سنوات وعدت بوضع حد للحرب في العراق فوفيت بوعدي، قلت إننا سنخفض الانتشار في أفغانستان وأننا بصدد إنجاز ذلك» ووعد بالتكفل بقدماء المحاربين.

وإذا كانت حرب أفغانستان لا تثير سوى القليل من النقاش فذلك لأنه لا يرى فيها أي مرشح إمكانية تحقيق فائدة سياسية، ومع عودة 33 ألف جندي أرسلوا كتعزيزات نهاية 2009 قبل الانتخبات الرئاسية، وتحديد موعد سحب آخر القوات بنهاية 2009، وضع أوباما سياسته في انسجام مع شعور الأميركيين بالسأم من ذلك النزاع.

وذلك لا يترك لرومني مجالاً يقترح فيه طريقاً آخر حيث بات الجمهوري يؤيد الانسحاب المقرر نهاية 2014 بعد أن انتقد أوباما لأنه قال لطالبان متى سيرحل الأميركيون.

ويرى المراقب المدني السابق في حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، مارك جاكوبسون أن «القضايا الاستراتيجية قد سويت بشكل عام» مع عودة التعزيزات وموافقة الرئيس الأفغاني، حامد قرضاي على موعد 2014.

وبعد 11 سنة على 11 سبتمبر يبدو أن الولايات المتحدة أصبحت بلداً لا يخوض حرباً وإذ باتت مشاهدة المعطوبين من قدماء المحاربين أمراً اعتيادياً، فإن غياب الخدمة العسكرية الإجبارية جعلت التضحيات حكراً على العسكريين المحترفين.

وقال بول ريكهوف على مضض «إنهم يخوضون الحرب منذ أكثر من عشر سنوات في حين أن غالبية الأميركيين يشاهدون (أميركان إيدول) ويتبضعون».

وفي غياب تظاهرات أمام البيت الأبيض وأمام شعب يكتفي بتجاهل النزاع، بات الضغط قليلاً على رجال السياسة وإذا أثارت الحرب في أفغانستان إجماعاً فهو حول ضرورة الخروج منها.

العدد 3670 - الأحد 23 سبتمبر 2012م الموافق 07 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً