العدد 3671 - الإثنين 24 سبتمبر 2012م الموافق 08 ذي القعدة 1433هـ

الإبراهيمي يستبعد تسوية وشيكة للنزاع في سورية ويدعو إلى التغيير

نيو يورك، حلب (سورية) - أ ف ب 

24 سبتمبر 2012

استبعد الموفد الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس الإثنين (24 سبتمبر/ أيلول 2012) إحراز «تقدم اليوم أو غداً» لتسوية النزاع في سورية، معتبراً أن الإصلاحات في هذا البلد لم تعد كافية «وما يجب القيام به هو التغيير».

وبعد أن قدم إحاطة حول الاتصالات التي قام بها بشأن الوضع في سورية أمام أعضاء مجلس الأمن الـ 15 أدلى بتصريح صحافي قال فيه «أرفض التصديق أن أناساً عقلاء لا يدركون أنه لا يمكن العودة إلى الوراء، لا يمكن العودة إلى سورية الماضي»، في إشارة إلى النظام السوري.

وأكد الإبراهيمي أن «القيام بإصلاحات غير كاف، ما يجب القيام به هو التغيير» من دون تقديم إيضاحات إضافية.

واستبعد الموفد الدولي إلى سورية إحراز «تقدم اليوم أو غداً» لتسوية النزاع في سورية التي اعتبر أن الوضع فيها «بالغ الخطورة ويتدهور يوماً بعد يوم»، مضيفاً أن «لا وجود لخطة كاملة» لتسوية النزاع حتى الآن.

وأوضح الإبراهيمي أنه «سيعود إلى المنطقة» بعد أن يجري اتصالات خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ اليوم (الثلثاء)، وقال «آمل في العودة لاحقاً للقاء مجلس الأمن ولأعرض له بعض الأفكار حول كيفية التحرك مستقبلاً».

ورغم إشارته إلى «المازق» الذي تمر به سورية، أعرب عن أمله في «إحداث اختراق في مستقبل غير بعيد».

وفي الكلمة التي ألقاها أمام مجلس الأمن أكد الإبراهيمي أن ليس لديه حالياً «خطة عمل جديدة» لتسوية الأزمة السورية، وأشار إلى المقترحات التي قدمها سلفه كوفي عنان مشيراً إلى أن خطة هذا الأخير تبقى «أفضل سبيل» لحل الأزمة، بحسب ما نقل دبلوماسي عنه.

وقال الدبلوماسي الجزائري أيضاً إن نظام الأسد يقدر بخمسة آلاف عدد الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة في سورية وأن دمشق تزداد اقتناعاً بأن الحرب الدائرة في البلاد هي «مؤامرة من الخارج»، بحسب ما قال لـ «فرانس برس» سفراء حضروا الاجتماع.

وصرح وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيلي للصحافيين أن خطة عنان تبقى صالحة «في مضمونها». وقال «لدينا خطة. إنها خطة (عنان) من ست نقاط تبناها مجلس الأمن» مضيفاً أن ألمانيا «تدعم عمل الإبراهيمي».

وأضاف أن ألمانيا «ستستمر في السعي للحصول على موقف موحد في مجلس الأمن وتحريك عملية سياسية» في سورية.

وأكد الإبراهيمي أن تعذيب السجناء أصبح «أمراً معهوداً» وأن السوريين باتوا يخشون التوجه إلى المستشفيات التي يسيطر عليها النظام.

وأوضح أن 1,5 مليون شخص فروا من منازلهم وأن البلاد تواجه نقصاً حاداً في المواد الغذائية لأن المحاصيل اتلفت بسبب المعارك بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة.

ميدانياً، سجل (الإثنين) سقوط سبعة أطفال قتلى في غارات جوية وقصف مدفعي للجيش السوري النظامي. وبلغ عدد القتلى 76 هم 44 مدنياً وعشرة مقاتلين و22 جندياً، بحسب حصيلة أعدها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقصف الطيران الحربي السوري مواقع في قلب مدينة حلب ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة وتدمير عدد من الأبنية، حسب المرصد.

وبثت المعارضة السورية شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر فيه أحد الأبنية وقد دمر تماماً نتيجة القصف الجوي في حي المعادي في الوسط التاريخي لمدينة حلب حيث يتمركز معارضون مسلحون.

وشاهدت مراسلة لـ «فرانس برس» أمام أحد المستشفيات شرق مدينة حلب جثث ثلاثة أطفال ملفوفة بكفن أبيض في حين كان عدد من المقاتلين يخضعون للعلاج من جروح أصيبوا بها.

وأكد مراسل آخر لـ «فرانس برس» أن المعارك امتدت إلى ساحة سعد الله الجابري وهي الساحة الأساسية في حلب.

كما قتلت فتاة صغيرة في غارة جوية استهدف حياً آخر في حلب حسب المرصد.

وشهدت أحياء في العاصمة دمشق معارك وقصفاً دمر ثلاثة منازل على الأقل.

من جهة ثانية أفاد مراسلو «فرانس برس» (الإثنين) أن مناطق واسعة في شمال سورية على مقربة من الحدود مع تركيا باتت خارج سيطرة النظام السوري وبعضها منذ أشهر عدة.

وأفاد المراسلون أنهم خلال تنقلاتهم في المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر قطعوا أحياناً مئات الكيلومترات من دون المرور على نقاط أمنية تابعة للنظام. إلا أنهم كانوا أحياناً يقومون بالدوران حول ثكنات أو بلدات لا تزال تابعة للقوات السورية النظامية.

وقال صحافي لـ «فرانس برس» زار منطقة إدلب في شمال غرب سورية في مارس/ آذار الماضي ثم زارها أمس، إنه لاحظ تمدد مناطق سيطرة الجيش السوري الحر إلى قرى وبلدات عديدة.

وينتشر عناصر الجيش السوري الحر على مفترقات الطرق في مجموعات صغيرة وينامون تحت الخيام في غالبية الأحيان ولا يتدخلون إلا عندما يشكون في سيارة لا يعرفون ركابها.

ويؤكد ضباط في الجيش السوري الحر أنهم يحاصرون حالياً قاعدة مهمة للجيش على طريق حلب وهي المدينة التي تشهد معارك ضارية بين الطرفين منذ نحو شهرين، وباتوا يسيطرون على المناطق المحيطة بالمدينة ولا يخشون سوى الضربات الجوية.

من جانب آخر، وجه المجلس الوطني السوري المعارض أمس «رسالة إلى العلويين»، طائفة الرئيس السوري بشار الأسد، دعاهم فيها إلى عدم «القلق من انتصار الثورة والتغيير»، مؤكداً أنهم لن يتعرضوا لأعمال ثأر أو انتقام في حال سقوط النظام.

العدد 3671 - الإثنين 24 سبتمبر 2012م الموافق 08 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً