العدد 3679 - الثلثاء 02 أكتوبر 2012م الموافق 16 ذي القعدة 1433هـ

المعارضة الفنزويلية تطرح أكبر تحدِّ انتخابيِّ لتشافيز منذ 1998

تطرح المعارضة الفنزويلية أكبر تحد انتخابي يواجهه هوغو تشافيز منذ انتخابه رئيساً أواخر 1998، وقد أعاد إحياءها، هنريك كابريليس الذي ابتعد عن الأحزاب القديمة الملطخة بالفساد، ويسعى للفوز بالتصويت الشعبي المؤيد تقليدياً للرئيس المنتهية ولايته.

وأكد رئيس معهد «داتاناليسيس» لاستطلاعات الرأي، لويس فنسنت ليون لوكالة «فرانس برس» قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأحد «لم يسبق أن اتفقت المعارضة على مرشح أفضل من ذلك. قام كابريليس بحملة استثنائية اتسمت بقربه من الناس وعرض قوته».

وعلى رغم ترتيبه في استطلاعات الرأي خلف تشافيز الذي لا يزال يحتفظ بشعبيته، قلص الحاكم السابق لولاية ميراندا الغنية (شمال) والبالغ من العمر 40 عاماً، الفارق بحوالى 10 نقاط ويأمل في ختام حملة ميدانية طويلة، أن يبني رصيده على الاستياء المتراكم بعد 13 عاماً من حكم تشافيز.

وتقول رئيسة اللجنة الانتخابية لائتلاف «طاولة الوحدة الديمقراطية»، تيريسا البانيز الذي يضم ثلاثين حزباً معارضاً، إنه تتوافر لكابريليس الذي يدعمه «هذه القدرة على التعاطي مع أكثر المشاكل التي تهم الناس، كالتعليم والصحة. وتتسم رسالته بالبساطة لكنه يقترح حلولاً لذلك ينظر إليه على أنه قريب جداً من الحياة اليومية للفنزويليين».

ويؤكد محللون أن المعارضين لتشافيز باتوا في موقع مؤات جداً، لكن الفضل في ذلك لا يعود فقط إلى كابريليس المعروف بديناميكيته.

فهذا الوضع المؤاتي نجم أيضاً عن مجهود متواصل بذلته المعارضة حتى تتجنب أخطاء الماضي وتلمع صورتها لئلا يعاد تصنيفها مع الأحزاب التقليدية القديمة التي أدى نبذها إلى انتخاب هوغو تشافيز في ديسمبر/ كانون الأول 1998.

وفي تصريح لـ «فرانس برس» قالت المؤرخة، مارغاريتا لوبيز مايا إن أعضاء ائتلاف «طاولة الوحدة الديمقراطية» الذي تأسس في 2008 «يدركون أن ثمة مرشحين من أحزاب قديمة تثير استياءً عارماً».

وهي تشير بذلك إلى حزبي العمل الديمقراطي وكوبيي اللذين توليا بالتناوب قيادة البلاد طوال أربعة عقود وباتا في عداد أحزاب «طاولة الوحدة الديمقراطية».

ويتحدر كابريليس العضو في حزب «بريميرو جوستيسيا» (اشتراكي ديمقراطي) من جيل جديد من السياسيين «مارسوا العمل السياسي في ظل حكم تشافيز» ويستفيد من الشرعية التي اكتسبها من خلال فوزه الكبير بالانتخابات التمهيدية التي نظمها ائتلاف «طاولة الوحدة الديمقراطية» مطلع السنة، كما تقول لوبيز مايا.

ففي 12 فبراير/ شباط، نظمت المعارضة الفنزويلية للمرة الأولى انتخابات تمهيدية مفتوحة لاختيار مرشحها إلى الانتخابات الرئاسية.

وأدت تلك الانتخابات الناجحة - ثلاثة ملايين شخص أي 16 في المئة من الهيئة الناخبة - إلى فوز كابريليس (62 في المئة من الأصوات) أمام بابلو بيريز (29 في المئة) العضو في العمل الديمقراطي.

وقام قادة المعارضة أيضا بأول عملية نقد ذاتي تتعلق بدعم بعض القطاعات السياسية لمحاولة الانقلاب على تشافيز في 2002 أو مقاطعة الانتخابات النيابية في 2005 التي أمنت الأكثرية المطلقة للسلطة القائمة.

وقالت البانيز «تعلمت المعارضة وأدركت الأحزاب السياسية أن لا وسيلة أخرى لإقامة ديمقراطية حقيقية في البلاد من دون الوصول متحدين إلى صناديق الاقتراع».

وأوضحت لوبيز مايا أن عاملاً آخر يجعل من كابريليس المرشح الأقوى الذي يتعين على هوغو تشافيز الذي أعيد انتخابه بـ 62 في المئة من الأصوات في 2006 مواجهته.

وأضافت «بدأت البلاد تتعب من الخطاب العدواني والهجومي ومن عدم الاستقرار والبطالة». حتى أن المعارضة نجحت منذ 2010 في ربح أصوات في الأحياء الفقيرة التي يعول عليها تشافيز.

وأخيراً، أياً تكن النتيجة الأحد، سيربح كابيريليس على الأقل معركة قيادة المعارضة للاستحقاقات المقبلة، كما يؤكد الخبير السياسي، لويس فنسنت ليون.

العدد 3679 - الثلثاء 02 أكتوبر 2012م الموافق 16 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً