العدد 3697 - السبت 20 أكتوبر 2012م الموافق 04 ذي الحجة 1433هـ

رئيس الوزراء اللبناني يعرض تقديم استقالته بعد تفجير بيروت

قطع طرق واحتجاجات وتوتر في لبنان رداً على مقتل وسام الحسن

... ومتظاهرون يحرقون الإطارات في طرابلس احتجاجاً على مقتل الحسن-afp
... ومتظاهرون يحرقون الإطارات في طرابلس احتجاجاً على مقتل الحسن-afp

قال رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي أمس السبت (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) إنه عرض تقديم استقالته إلا أن الرئيس ميشال سليمان طلب منه البقاء لبعض الوقت.

وبينما كان ميقاتي يتحدث كان متظاهرون مسلحون يقطعون الطرق بالإطارات المشتعلة في بيروت وغيرها من المدن للاحتجاج على مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، اللواء وسام الحسن في انفجار سيارة مفخخة وسط العاصمة بعد ظهر الجمعة. وقال ميقاتي في مؤتمر صحافي في القصر الجمهوري إنه عرض تقديم استقالته لرئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان لإفساح المجال أمام تشكيل حكومة وفاق وطني ولكن الرئيس طلب منه البقاء في منصبه في الوقت الحالي. واتهم ساسة لبنانيون الأسد بأنه وراء الهجوم الذي أجج المخاوف من امتداد أعمال العنف في سورية إلى لبنان. وكانت قوى 14 آذار اللبنانية المعارضة دعت الحكومة التي تضم وزراء من حزب الله حليف الأسد إلى الاستقالة. وأشار إلى أنه عرض قبل ثلاثة أشهر الاستقالة من الحكومة وتشكيل حكومة توافق وطني قائلاً «اليوم أنا أكثر فأكثر أقول إنه يجب أن تتألف هكذا حكومة ... وأؤكد أكثر وأكثر مع شعوري بكل لحظة أن أهلي وطائفتي يشعرون بأنهم مستهدفون، أنا أقول إنني مستغني عن هذا المنصب ومستغني عن أي منصب من أجل أهلي». وقال «الحكومة ستستقيل عاجلاً أم آجلاً الموضوع موضوع وطن» ودعا اللبنانيين إلى توحيد صفوفهم.

وربط ميقاتي بين اغتيال الحسن وكشف مخطط التفجيرات الذي أدى إلى اعتقال الوزير اللبناني السابق، ميشال سماحة ومسئولين عسكريين سوريين. ورفض إدانة سورية مباشرة، ولكنه قال في إشارة إلى دمشق «أنا كرئيس وزراء لا أستبق التحقيق ولكن أنا اقول بصراحة ...لا أستطيع ان أفصل بأي شكل من الأشكال بين الجريمة التي حصلت بالأمس واكتشاف المؤامرة على لبنان في أغسطس/ آب الماضي».

ولا يزال لبنان يتعافي من الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 وتهدد عملية الاغتيال بموجة جديدة من عدم الاستقرار وإراقة الدماء. وأغلق محتجون ومسلحون الطرق بإطارات أضرموا فيها النار في بيروت ومدن أخرى فيما خيم التوتر على لبنان جراء حالة الحزن والغضب التي فجرها مقتل الحسن. وعززت القوات اللبنانية من وجودها عند مفارق الطرق وفي المباني الحكومية ولكن المتظاهرين أغلقوا العديد من الطرق من بينها الطريق السريع المؤدي للمطار الدولي. وفي بعض مناطق بيروت جابت سيارات مزودة بمكبرات الصوت الشوارع ودعت الحكومة اللبنانية للاستقالة. وتقوم الشرطة والجيش بمهام حراسة في حي الأشرفية الذي تقطنه غالبية مسيحية حيث انفجرت السيارة الملغومة في ساعة الذروة وفي ميدان الشهداء بوسط العاصمة.

وقال شهود إن عشرات المسلحين يجوبون الشوارع وإن التوتر يخيم على المكان. ونزلت فرق مسلحة لشوارع مدينة طرابلس في الشمال وغالبية سكانها من السنة والتي شهدت في وقت سابق من العام اشتباكات بين أنصار الأسد ومعارضيه. ونظمت تجمعات حاشدة وأغلقت الطرق في وادي البقاع بشرق البلاد ما أدى إلى صابة شخصين.

واتهم رئيس وزراء لبنان السابق ونجل رفيق الحريري، سعد الحريري سورية بالوقوف وراء التفجير الذي أودى بحياة ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 80 آخرين. ودعا الحريري جميع اللبنانيين إلى المشاركة اليوم (الأحد) في تشييع جنازة الحسن الذي سيدفن إلى جانب ضريح والده رفيق الحريري في وسط بيروت. وقال الحريري في كلمة عبر تلفزيون المستقبل «كل واحد منكم مدعو شخصياً ليشارك غداً (اليوم) في ساحة الشهداء في الصلاة على وسام الحسن...(أدعو) كل لبنان الذي حماه وسام الحسن من مخطط بشار الأسد وعلي مملوك لتفجير لبنان... وعرض نفسه أن يتفجر هو حتى أن لا تتفجرون أنتم وأن لا يتفجر لبنان».

من جابها، قالت المملكة العربية السعودية إن التفجير كان هجوماً على أمن لبنان واستقراره. ووصف اللواء اشرف ريفي مدير عام قوى الأمن الداخلي اغتيال الحسن بأنه «ضربة كبيرة» وقال إن من المحتمل وقوع هجمات أخرى.

وقال الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط الذي لا يزال يدعم حزبه رسمياً حكومة الرئيس ميقاتي إن الحسن «كان حامينا أمنياً. هي ضربة قاسية ولكن لن نخاف ..(المهم) أن لا نتهم أحداً في الداخل لأننا نكون قد وقعنا في الفخ الذي نصبه بشار وهو أن يشعل لبنان».

وأعلن مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ محمد رشيد قباني الحداد ثلاثة أيام على اغتيال الحسن.

وعلى الرغم من اتهامات السياسيين اللبنانيين فإن كلاً من حكومة الأسد وحزب الله نددا بالهجوم وقال وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي للصحافيين إن سورية تدين التفجير الذي وصفه بالإرهابي وكل التفجيرات أينما حدثت لأنه لا شيء يبررها. وأدانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون قتل الحسن ووصفته بأنه «علامة خطيرة على وجود هؤلاء الذين يواصلون السعي لتقويض استقرار لبنان». وحث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند جميع السياسيين اللبنانيين على الوحدة والتصدي لمحاولات زعزعة استقرار بلدهم. وأدان الفاتيكان والاتحاد الأوروبي أيضاً الهجوم. كما أدان وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي التفجير.

 أنصار القوات اللبنانية المسيحية في مسيرة وسط بيروت احتجاجاً على مقتل وسام الحسن-رويترز
أنصار القوات اللبنانية المسيحية في مسيرة وسط بيروت احتجاجاً على مقتل وسام الحسن-رويترز
لبنانيون يحملون أسلحتهم في مدينة طرابلس احتجاجاً على اغتيال وسام الحسن-رويترز
لبنانيون يحملون أسلحتهم في مدينة طرابلس احتجاجاً على اغتيال وسام الحسن-رويترز

العدد 3697 - السبت 20 أكتوبر 2012م الموافق 04 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً