ويشرح المحافظ السابق للبنك المركزي التونسي، مصطفى نابلي، أن أوروبا تدمّر فرص العمل حقاً، لذلك نحتاج إلى المساعدة في إصلاح أوروبا. كما يجب على الولايات المتحدة أن تفعل شيئاً؛ لكننا لا نرى أنها تفعل شيئاً يذكر؛ كما ندرك أن إصلاح أوروبا سيساعدنا، وهذا سيساعد على التحوّل الديمقراطي وتحقيق الاستقرار وخلق فرص العمل. وفي الواقع، في حين بدأت الحكومة الأميركية بالتركيز على السياسات الرامية إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي وخلق فرص العمل، تحوّل التركيز في السنوات الأخيرة إلى مكافحة الإرهاب. هذا هو الاتجاه الذي يجري تعزيزه مع تدهور الوضع المتردي في شمال مالي، إلى جانب الهجوم الأخير على مقرات دبلوماسية أميركية في ليبيا والتي توّجت بمقتل السفير الأميركي.
كذلك؛ فقد تحدثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون علناً عمّا حدث في ليبيا للمرة الأولى في اجتماع الجمعة (19 أكتوبر/ تشرين الأول 2012). وقالت، إن الأحداث الأخيرة أثارت تساؤلات بشأن ما ينتظرنا في المستقبل بالنسبة إلى المنطقة (...) مشاهد الغضب والعنف جعلت الأميركيين يتساءلون عمّا يحدث لوعد الربيع العربي.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة «تكثف جهود مكافحة الإرهاب» حالياً، وتستهدف خصوصاً تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي جماعة ربطت كلينتون مؤخراً بينها وبين معاقل شمال مالي وهجمات ليبيا.
وفي يوم الجمعة أيضاً، وافق مجلس الأمن الدولي على القرار الذي يمكن أن يمهّد الطريق لتدخل عسكري أجنبي في مالي، وطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وضع خطة عسكرية مفصّلة في غضون 45 يوماً.
وعلى رغم أن واشنطن كانت متردّدة بشأن دعم التدخل العسكري الكامل، فقد قال مسئولون أميركيون في الأيام الأخيرة، إن النجاح العسكري الأخير في الصومال يمكن أن تقدم نموذجاً للتعامل مع الوضع في مالي.
إلا أن لورانس قلق من أن واشنطن «تميل إلى التركيز المفرط على مكافحة الإرهاب». ويلاحظ أن سياسات الولايات المتحدة لا تحظى بشعبية كبيرة في شمال إفريقيا، ويدعو إلى استجابة أكثر شمولية. «الاقتصاد أولا، الأمن ثانياً، والعدالة ثالثاً».
كاري ل. بيرون
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 3700 - الثلثاء 23 أكتوبر 2012م الموافق 07 ذي الحجة 1433هـ