قال رئيس مجلس بلدي الشمالية علي الجبل، إن المحافظة الشمالية ظُلمت في المشاريع الإسكانية والخدمية الأخرى التي من المقرر إنشاؤها بدعم من المارشال الخليجي، مشيراً إلى أن عدد السكان في المحافظة الشمالية يساوي 40 في المئة من عدد السكان في البحرين.

وأبدى الجبل، في لقاء مع «الوسط» تحفظه على آلية اختيار المشاريع المدعومة من المارشال الخليجي، «إذ إن نصيب الشمالية كان الأقل مقارنة ببقية المحافظات».

ورأى أن وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني «تتعمد في وقف مشاريع مجلس بلدي الشمالية لأسباب سياسية»، منوّهاً إلى أن الوزارة «لم تُبادر حتى بحسن نية لتحسين علاقتها بنا». وأكد الجبل أن ملف المساجد المهدمة، الذي يعد من أبرز الملفات، مازال يراوح مكانه، ولا وجود لخطوات على أرض الواقع، من أجل إعادة بنائها.

خاطبنا 5 جهات باحتياجات المحافظة... و«البلديات» توقف مشاريعنا لأسباب سياسية

الجبل: «الشمالية» ظُلمت في المشاريع الإسكانية والخدمية المدعومة من «المارشال الخليجي»

الجنبية - علي الموسوي

أبدى رئيس مجلس بلدي المحافظة الشمالية علي الجبل، تحفظه على الآلية التي تم من خلالها اختيار المشاريع التي ستنشأ بدعم من «المارشال الخليجي»، مؤكداً أن «المحافظة الشمالية ظُلمت في المشاريع الإسكانية والخدمية الأخرى التي من المقرر إنشاؤها بدعم من المارشال الخليجي».

وأشار إلى أن عدد السكان في المحافظة الشمالية يساوي 40 في المئة من عدد السكان في البحرين، «إلا أن نصيبها كان الأقل في المشاريع الإسكانية والخدمية المدعومة من المارشال الخليجي، وذلك مقارنة بالمشاريع في المحافظات الأخرى».

وأفصح الجبل، في لقاء مع «الوسط» عن أنهم قاموا بمخاطبة 5 جهات رسمية، وتوضيح احتياجات المحافظة الشمالية من المشاريع الخدمية، وقال: «خاطبنا نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، ووزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، ووزير الإسكان باسم الحمر، إلى جانب رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني، ورئيس مجلس الشورى علي الصالح».

وهذا نص الحوار مع رئيس مجلس بلدي الشمالية علي الجبل:

ما هو تحفظكم على المشاريع المدعومة من المارشال الخليجي؟

- تحفظنا يأتي بعد أن تبيّن لنا أن المشاريع المدعومة من المارشال الخليجي في المحافظة الشمالية، كانت الأقل، وذلك إذا ما قارناها ببقية المحافظات، على رغم أن نسبة عدد سكانها تقدر بـ 40 في المئة من عدد سكان البحرين.

ونحن بعد أن عرفنا المشاريع التي سيدعمها المارشال، قمنا بمخاطبة جهات عدة، وهي نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، وزير الإسكان، رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى، وذكرنا لهم المشاريع التي تحتاجها المحافظة الشمالية.

وبيّنا لهم أننا نحتاج إلى بناء مستشفى عام في المحافظة الشمالية، نظراً لافتقار المنطقة لمستشفى عام، وكذلك بناء مركز صحي في منطقة سار، وذلك بسبب الكثافة السكانية الموجودة في المنطقة، والتي تفوق 20 ألف نسمة.

كما أكدنا ضرورة بناء مركز صحي في منطقة دمستان، والتي تقدر الكثافة السكانية فيها بنحو 20 ألف نسمة، إلى جانب بناء مدرسة ثانوية على شارع البديع، نظراُ للكثافة السكانية، وتحويل الطلبة إلى 4 مدارس في العاصمة. كما أننا رفعنا استفساراً عن مشاريع هيئة الكهرباء والماء، لأنها غير مبينة.

وللأسف، وزارة التربية والتعليم لم تخصص مشاريع للمحافظة الشمالية ضمن مشاريع المارشال سوى بناء مدرسة بالدائرة التاسعة، وإضافة مبنى أكاديمي لمدرسة أخرى، على رغم حاجة جميع دوائر المحافظة لبناء المزيد من المدارس بسبب الكثافة السكانية وهو ما أكده المجلس البلدي في خطته المرسلة للوزارة بداية الفصل التشريعي الحالي والتي لم تنفذ الوزارة منها أي مقترح حتى الآن.

ما هي المشاريع التي سيتم إنشاؤها في الشمالية بدعم من المارشال الخليجي؟

- نصيب الشمالية من مشاريع الإسكان المدرجة في البرنامج 2100 بيت فقط في المدينة الشمالية، وهذه جاءت بعد انتظار 10 أعوام، بينما نصيب الجنوبية 1560 بيت والمحرق 4500 بيت، رغم أن الكثافة السكانية في الشمالية هي الأعلى وعدد القرى فيها 40 قرية.

ولكن ماذا عن دعم بناء المدينة الشمالية؟

- نحن نطالب بزيادة المبالغ المخصصة للمدينة الشمالية من المارشال الخليجي، ووزارة الإسكان بدأت فعلياً في إنشاء 530 وحدة سكنية، وهي الآن في مرحلة إنشاء الأساسات، لكننا بحاجة إلى الدفع باتجاه زيادة هذا العدد، وخصوصاً أن عدد الطلبات الإسكانية في المحافظة الشمالية تصل إلى نحو 17 ألفاً و500 طلب إسكاني.

هل طلبوا منكم تحديد أولوياتكم كمجلس بلدي في المشاريع الخدمية التي تحتاجها المحافظة الشمالية؟

- لا، لم يتم ذلك، وهذا أيضاً من ضمن تحفظاتنا، إذ كان من المفترض أن تستشار المجالس البلدية في أولوياتها من المشاريع. والمادة (19) من قانون البلديات، تشير صراحة إلى أن من اختصاصات المجالس البلدية، الفقرة (و) اقتراح المشروعات التي تدخل ضمن الطابع المحلي التي تدخل في نطاق المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس، وغيرها من المشاريع الخدمية. ومن المفترض من الوزارات قبل أن ترفع احتياجاتها، أن تعود إلى المجلس البلدي لكل محافظة، لأنه يعرف ما يحتاجه من مشاريع.

ما هي تطورات مشروع تنمية المدن والقرى؟

- بخصوص مشروع تنمية المدن والقرى، طالبنا بتخصيص 10 ملايين دينار لترميم المنازل الخاصة بالمواطنين أصحاب الدخل المحدود. إذ إن لدينا في الشمالية قرابة 1793 منزلاً متبقياً على قائمة المنازل التي لم يتم ترميمها حتى الآن. ولدينا في الشمالية 1374 منزلاً آيلاً للسقوط، وهو أكثر من نصف العدد الإجمالي للمنازل الآيلة للسقوط في كل المحافظات، وهذه البيوت خاصة بالأرامل والأيتام، وذوي الدخل المحدود.

وماذا عن مشروع التنمية الحضرية؟

- رفعنا 8 قرى للتطوير ضمن مشروع التنمية الحضرية، منذ العام 2010، وهذا بحسب طلب من الوزارة، وإلى الآن لا يوجد أي شيء، ولم يتم البدء في أية قرية، ولم يبدأ المشروع. في اعتقادي أن أي مشروع يحوّل إلى وزارة البلديات يعتبر مشروعاً ميتاً، كما حوّل مشروع البيوت الآيلة للسقوط.

وزارة البلديات مقبرة لمشاريع التطوير، ومثال ذلك مشروع البيوت الآيلة للسقوط، ولا يوجد بيننا وبين الوزارة إلا المراسلات.

كان هناك حديث عن تحويل المالكية إلى قرية نموذجية، هل استجد شيء على هذا الموضوع؟

- هذه كلها فرقعات إعلامية، لا أكثر ولا أكثر، بل إن المالكية من المناطق التي تحتضن منازل كثيرة آيلة للسقوط.

ما هي استعداداتكم لموسم الأمطار؟

- تم رفع جميع الطلبات لوزارة البلديات، وهي المتعقلة بالدفعة الثالثة التي تضم 192 منزلاً، بشأن تنفيذها، وتم تنفيذ الكثير منها، والباقي عدد قليل. الدفعتان الأولى والثانية نُفذتا.

ما تطورات مشروع تطوير سوق جدحفص؟

- هذا المشروع من ضمن المشاريع المعطلة من قبل الوزارة، ولا يوجد أي شيء على أرض الواقع، توجد مراسلات فقط. الجهاز التنفيذي بدأ بتحريك الملف.

ما هي أسباب استمرار الخصومة بينكم وبين المشاريع الإسكانية؟

- توقيف المشاريع البلدية في المحافظة الشمالية، وتدخل الوزارة في الجانب السياسي، وتوقيف الموظفين، وإيقاف على أقل تقدير 21 مشروعاً، ومنها ساحلا دمستان وكرزكان، على رغم التوصية الملكية باستملاك الأراضي المخصص للمشروع، إلا أن الوزارة أوقفت المشروع. إضافة إلى ذلك قيام الوزارة بالتحقيق مع أعضاء مجلس بلدي الشمالية، وعدم تخصيص الموازنات الخاصة بمشاريع الشمالية، والمقدرة بـ 9 ملايين، وتقليص الموازنة التشغيلية للمجلس. وهدم المساجد أيضاً. ومنذ عام ونصف العام لم يتم تنفيذ أي مشروع من مشاريع الشمالية،

هل هناك أسباب واضحة لهذا التوقيف وعدم تنفيذ المشروع؟

- الأسباب سياسية، لا توجد أية أسباب منطقية لقيام الوزارة بوقف مشاريع الشمالية.

ما هي السبل لإعادة العلاقة بينكم وبين وزارة البلديات؟

- لابد أن نلمس شيئاً على أرض الواقع، وتخصص لنا موازنات لتنفيذ المشاريع، وعلى الوزارة أن تنفذ المشاريع المطلوب منها تنفيذها... ونحن لا نرى من الوزارة حتى إبداء حُسن نية لإعادة العلاقة بيننا وبينهم.

ومن الموضوعات العالقة أيضاً مع الوزارة، موضوع تثبيت الموظفين على الهيكل الجديد الذي تم إقراره من قبل ديوان الخدمة المدنية، المجلس ليس لديه موظفون دائمون، العدد الموجود حالياً من الموظفين المثبتين لا يتجاوز 15 موظفاً، وهذا العدد لا يغطي احتياجات المجلس من الموظفين.

ما هو وضع النظافة في المحافظة الشمالية؟

- هناك مشكلة مع شركة النظافة، ومازال مستوى النظافة في الشمالية دون الطموح، ونعاني في بعض المناطق من تكدس القمامة، والأنقاض، وهناك خطة بديلة من قبل الجهاز التنفيذي، بأن يبدأوا بالاستعانة بشركة ثانية، في حالة تقاعس الشركة عن القيام بمهماتها. وأيضاً إقامة حملات تنظيف بالتعاون مع أهالي القرى، وهم بدأوا حالياً بالدائرتين الثانية والسابعة.

ولكن هذا حل مؤقت؟

- نعم هذا حل مؤقت، وأعتقد أن التقاعس الحاصل لدى الشركة في تنظيف الشمالية، سببه قرب انتهاء مدة العقد مع الشركة. نحن نتمنى أن تكون مشكلة ولا تصل إلى مرحلة الأزمة والكارثة، وأن تحل سريعاً، ولا نريد أن يحصل ما حصل في العام 2007، عندما تدنى مستوى النظافة الشمالية، وأصبحت لدينا أزمة.

هل هناك بديل لهذه الشركة؟

- هذا من اختصاص الجهاز التنفيذي، ومن المقرر أن يتم اختيار شركة أخرى العام المقبل، وهذا سيتم بالتنسيق مع محافظتي الجنوبية والوسطى، لأن الشركة نفسها تقوم بأعمال تنظيف هاتين المحافظتين.

إلى أين وصل ملف المساجد المهدمة؟

- هذا الملف من أهم الملفات التي لا يوجد أي تحرك من قبل الجهات الرسمية باتجاه إعادة بنائها، ونحن جلسنا مرات عدة مع إدارة الأوقاف الجعفرية، ووعدونا برفع تقارير للمجلس، وحتى الآن لم نرَ منهم أي شيء. والمراسلات التي يبعثها المجلس لا يتم الرد عليها من قبل الأوقاف الجعفرية. هناك مراسلات شبه يومية بخصوص المساجد، إلى جانب زيارات أهالي المناطق، ولكن لا نرى أي تجاوب.

عموماً، في الشمالية بدأوا في بناء مسجدين، من أصل 8 مساجد، وتم تعطيل العمل في هذين المساجد لأشهر، ولا أعتقد أن يتم الانتهاء من بنائهما قبل شهر محرم.

وأشير هنا إلى أن بعض المساجد لديها وثيقة ملكية والمفترض أن يجري التنقيب عن الأرض، والآن أكثر من 5 أعوام من صدور الوثيقة، ولا وجود لأي شيء على هذا الملف.

كيف تصفون العمل البلدي في الوقت الحالي؟

- خلال العامين الماضيين، نرى أن العمل البلدي في تراجع مستمر بسبب عدم تعاون وزارة البلديات، وتوقف الكثير من المشاريع الحيوية التي تهم المواطنين، مثل مشروع البيوت الآيلة للسقوط، وهذا التراجع ينعكس سلباً على دور المجالس البلدية في تطوير العمل البلدي في البحرين.