أناب عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وزير العمل جميل حميدان، لحضور الحفل السنوي الـ(28) لتكريم العمال المجدين والمتفوقين والمنشآت المتميزة في القطاع الأهلي، وذلك صباح اليوم الأربعاء (26 ديسمبر / كانون الأول 2012) بفندق كراون بلازا.
وفي بداية كلمته رفع حميدان أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام ملك مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، وإلى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وإلى ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وإلى شعب البحرين كافة بمناسبة ذكرى العيد الوطني المجيد، وذكرى عيد الجلوس.
وأكد أن هذا الحفل يأتي احتفاء بقيم العمل والإنتاج والتميز وتقديراً لتلك السواعد الوطنية التي ساهمت ولا تزال تساهم في بناء ورفعة المملكة، معرباً عن فخره واعتزازه بالأيدي العاملة البحرينية في مختلف المواقع، من عمال إلى مديرين وإداريين ورواد عمل في منشآت القطاع الخاص، مشيداً في الوقت نفسه بالعاملين المجدين من العمالة الوافدة من جميع الجنسيات الذين أسهموا مع القوى العاملة الوطنية في تحقيق التنمية والنمو لمملكة البحرين العزيزة.
ووجه الوزير دعوته إلى مختلف الأطراف والمنظمات العمالية والنقابية لأن يكون هذا الاحتفال وقفة تجمعنا ودعوة خير وتفاؤل لغد أكثر إشراقا ورفعة للوطن.
وتطرق إلى المستجدات على الساحة العمالية والعلاقة بين أطراف الإنتاج خصوصاً في ضوء التداعيات التي أفرزتها الأحداث المؤسفة في عام2011، حيث أكد أن الجهود المشتركة بين أطراف الإنتاج سعت إلى ترجمة تطلعات القيادة في جعل التعاون الثلاثي والحوار الاجتماعي مدخلاً أساسياً للتصدي للمشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها رغم الصعوبات والعراقيل، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة نبذ الفرقة والنأي بالعمل النقابي عن التجاذبات السياسية والطائفية لاشاعة روح التآخي والمحبة والتسامح التي دعا لها وكرسها عاهل البلاد، لافتاً إلى أن تلك الجهود والتعاون الواضح كان من بين عناصر ومقومات الخير والتعافي من الأحداث التي مرت بها البلاد، من خلال التصدي لمنزلقات التأزيم والاحتقان وتقليص مساحات الخلاف مما فتح ابواب التوافق والانفراج، وكان في مقدمة ذلك معالجة ملف المفصولين وتحقيق نتائج مشرفة، الذي تجلى البحرين بمحافظة البحرين على معدلات البطالة في حدودها الآمنة التي تتراوح بين 3.6- 4% مع قدرة سوق العمل على توفير فرص العمل الملائمة للمواطنين، وإطلاق المبادرات والمشروعات التي لم تنقطع عن توفير برامج التوظيف والتأهيل والتدريب ودعم الأجور والحوافز الوظيفية.
وجدد الوزير تأكيده على ضرورة تعزيز جسور الثقة وإزالة أي عوائق أو مشكلات خاصة في مجال دعم العمل النقابي كي يقوم بدوره المنوط به في خدمة الوطن ومصالح العمال، وضرورة التمسك بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها الالتفاف حول القيادة الرشيدة وحماية العمال وضمان تمتعهم بحقوقهم المشروعة، ومعالجة المشكلات أو الخلافات في إطار البيت البحريني الواحد ورفض أي تدخلات خارجية.
وأشار إلى خطة وزارة العمل خلال العامين القادمين فيما يخص برامج التدريب وتأهيل وتوظيف البحرينيين، معتبراً ان أهم التحديات التي تواجه الوزارة هو إيجاد فرص عمل لائقة لكل بحريني، وهذا ما تسعى اليه الخطة للعامين 2013-2014، حيث ستشمل العديد من المشاريع البارزة التي تكفل توفير فرص العمل من خلال استراتجية جديدة للتدريب تضمن مد سوق العمل بكوادر بحرينية مؤهلة، مشيراً في هذا السياق إلى مشروع المعايير المهنية الوطنية، الذي دشنته الوزارة مؤخراً والذي يضع المعايير المهنية لــ125 مهنة من المهن الأكثر شيوعاً في المجتمع، مما يؤدي إلى تسهيل انخراط القوى العاملة البحرينية في سوق العمل.
ولفت حميدان إلى أن التحدي الحقيقي هو الابقاء على معدلات البطالة في حدودها المتدنية في ظل الامواج المتدفقة من الخريجين إلى سوق العمل، وفي هذا السياق فإن الوزارة ستواصل تطبيق المبادرات وحشد كل الامكانيات والموارد وبالتعاون مع القطاع الخاص لتوفير الفرص المناسبة للخريجين الجدد.
وأعرب حميدان في ختام كلمته عن تفاؤله بقدرة البحرين على مواجهة التحديات وطي تلك المرحلة بتعاون وتضافر كافة القوى لدعم الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار، داعياً إلى تكافت الجهود المشتركة لصيانة أسم وسمعة مملكة البحرين على الصعيد الدولي وعدم المساهمة في تشويه ما تحقق من انجازات عديدة تحققت بفضل المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد، على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والتشريعية والحقوقية والعمالية.
بعد ذلك ألقى ، مدير الموارد البشرية بشركة (زادنيا) جمال إبراهيم محمد جاسم، كلمة نيابة عن المكرمين أكد فيها أن رعاية العاهل، لهذا الحفل يأتي انطلاقاً من ايمان جلالته الراسخ بأن الأفراد العاملين بجد واخلاص وأمانة في شتى مواقع العمل هم الثروة الحقيقية لهذا الوطن، لافتاً إلى أن هذا التكريم يعد حافزاً للعمال والمنشآت معاً للمضي قدماً في خدمة المملكة بكل تفان من أجل حاضر مثمر ومستقبل أكثر رقياً وإشراقاً.
ونوه جمال بجهود الحكومة في إيجاد فرص العمل اللائقة للمواطنين وتوفير الحلول المناسبة للبطالة وتحجيمها عند حدودها الآمنة، مثمناً في هذا السياق توجهات وزارة العمل في تطوير آليات التوظيف واستراتجيتها في مجال تدريب وتأهيل القوى العاملة الوطنية وتحسين أوضاعها من خلال عدد من المشاريع، ومنها مشروع دعم أجور العمالة الوطنية في مختلف المجالات الاقتصادية، وتعزيز شبكة الحماية الاجتماعية للمواطنين.
بعد ذلك قام وزير العمل، نائب راعي الحفل، ووكيل وزارة العمل صباح سالم الدوسري بتوزيع الشهادات التقديرية والدروع التذكارية على المنشآت والعمال المكرمين من مختلف القطاعات والفئات التي تميزت في أداء عملها.
وتضمنت قائمة المكرمين الرواد البارزين وعددهم(6) أفراد، والاداريين المتميزين (10)، الى جانب المنشآت المتميزة في مجال البحرنة والتدريب والسلامة المهنية وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة (4) منشآت، والمنشآت المتميزة في مجال دعم برامج تحسين أجور العمالة الوطنية (2)، وأصحاب المشاريع الصغيرة (1)، والعاملين في الاقتصاد غير المنظم(6)، وذوي الاحتياجات الخاصة (4)، فضلاً عن قطاعات العمل المختلفة، وهي: قطاع النفط والغاز (4) أشخاص، وقطاع الصناعات التحويلية (14)، وقطاع النقل والتخزين والمواصلات (8)، وقطاع البنوك والمال والتأمين (9)، وقطاع المقاولات(10)، وقطاع التجارة(24)، وقطاع الفنادق والمطاعم (5)، وقطاع الأنشطة الاجتماعية الأخرى (8)، بالإضافة الى تكريم أصحاب المهن التي بدأت العمالة الوطنية الاقبال عليها وعددهم(8) أفراد.