تقدمت القوات الفرنسية والمالية أمس الثلثاء (22 يناير/ كانون الثاني 2013) باتجاه الشمال الشرقي بعدما استعادت ثلاث بلدات بوسط البلاد من قبضة المتمردين الإسلاميين، بينما مدت الحكومة في باماكو حالة الطوارئ لثلاثة شهور أخرى .
وقال مسئول بالجيش المالي إن قوات التحالف قصدت التقدم نحو مئة كيلومتر شمالاً على مدار أسبوع، لاستعادة بلدات من الإٍسلاميين. والهدف التالي هو مدينة هومبوري في منطقة موبتي. وقال السكان في ديابالي وكونا ودونتزا إن المتمردين لم يعدوا موجودين في البلدات، التي سقطت تحت سيطرة الإسلاميين بعيد بدء فرنسا تدخلها الشهر الجاري في الصراع الدائر في الدولة الواقعة غرب القارة السمراء. وذكر أحد السكان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عبر الهاتف: «عادت الحياة الطبيعية في كونا... أمنت القوات الفرنسية والمالية المدينة. من جهته انتقد الرئيس المصري، محمد مرسي تدخل الجيش الفرنسي الاثنين، قائلاً هذا من شأنه «أن يؤجج الصراع في المنطقة» داعياً «لأن يكون التدخل سلمياً وتنموياً».
إلى ذلك، قال مسئول أميركي إن الولايات المتحدة بدأت نقل جنود فرنسيين ومعدات إلى مالي في إطار الدعم اللوجستي الذي تقدمه للقوات الفرنسية.
وقال متحدث باسم القيادة الأميركية في إفريقيا، بنجامين بنسون وهو «بدأنا النقل الجوي للقوات الفرنسية والمعدات إلى باماكو من استريس». ورأى طاقم تصوير من «رويترز» طائرة نقل عسكرية عليها العلم الأميركي وهي تقلع من قاعدة استريس الجوية في جنوب فرنسا. وأضاف بنسون أن الرحلات الأميركية بدأت أمس الاثنين لكنه رفض ذكر تفاصيل حول عدد الطائرات المستخدمة. وقال «أرسلنا رحلتين جويتين بالفعل حتى الآن. واحدة في الصباح الباكر والأخرى في وقت لاحق. سنواصل العمليات خلال اليومين القادمين كما هو مطلوب لتلبية احتياجات الفرنسيين لتوصيل المواد». وقال المتحدث باسم القوات الفرنسية، تييري بوركار إن بريطانيا وبلجيكا وكندا والدنمارك تنقل بالفعل مواد فرنسية.
من جهة أخرى، اتجهت قوات تشادية في النيجر إلى حدود مالي في إطار قوة عسكرية أفريقية تنتشر تدريجياً لدعم العمليات الفرنسية ضد المتمردين الإسلاميين في شمال مالي. وشاهد مراسل لـ «رويترز» قوات تشاد المتمرسة في العمليات الصحراوية وهي تزحف شمالاً من نيامي عاصمة النيجر في الطريق المؤدي إلى والام على بعد نحو مئة كيلومتر من الحدود حيث تتمركز بالفعل سرية من قوات النيجر.
إلى ذلك، واصلت السلطات الجزائرية أمس الثلثاء البحث عن خمسة أجانب مفقودين إثر الهجوم الذي نفذه مسلحون إسلاميون الأسبوع الماضي على موقع لإنتاج الغاز في أن أمناس (جنوب شرق الجزائر)، حيث بدأت عمليات إعادة تشغيل المنشأة، بحسب مصدر أمني.
وقال المصدر لوكالة «فرانس برس»: «لا نزال بدون معلومات بشأن الأجانب الخمسة المفقودين» وذلك بعد الهجوم النهائي السبت ضد المجموعة الخاطفة في أن أمناس .
وأضاف المصدر أن «أشغال إعادة تشغيل المجمع بدأت» وذلك بعد الانتهاء من عملية نزع الألغام وتنظيف الموقع الذي يمتد على عدة هكتارات في الصحراء.
من جهة أخرى، أعلنت النرويج التي لم تحصل بعد على معلومات عن رعاياها الخمسة، إرسال خبراء نروجيين في الطب الشرعي إلى العاصمة الجزائرية للمساهمة إذا اقتضت الحاجة في التعرف إلى ضحايا عملية أخذ الرهائن في أن أمناس.
العدد 3791 - الثلثاء 22 يناير 2013م الموافق 10 ربيع الاول 1434هـ