قال كبير الاقتصاديين بوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أمس الخميس (31 يناير/ كانون الثاني 2013)، إن ارتفاع سعر مزيج «برنت» قد ينال من التعافي الاقتصادي العالمي في حين سيكون الاقتصاد الأوروبي عاملاً مؤثراً في تحديد الطلب العالمي على النفط في 2013. وتأرجح سعر خام «برنت» قرب 115 دولاراً للبرميل أمس، غير بعيد عن أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر بعدما تعهّد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بالتمسّك بخطته للتحفيز المالي المتمثلة في شراء السندات وأثارت بيانات من منطقة اليورو التفاؤل بشأن الطلب على النفط. وقال بيرول في طوكيو قبيل مؤتمر لصناعة النفط: «مصدر القلق الأكبر بالنسبة لي هذه الأيام هو سعر النفط». وأضاف لـ «رويترز»: «الأسعار الحالية مرتفعة؛ وخاصة في ضوء هشاشة التعافي الاقتصادي العالمي». وأضاف «الوضع الاقتصادي الراهن ليس مشرقاً بالصورة التي نأملها وأعتقد أن أسعار النفط المرتفعة نسبياً في الوقت الراهن تمثل تحدياً كبيراً في حدّ ذاتها لجهود إنعاش الاقتصاد العالمي». وفي وقت سابق في يناير، رفعت الوكالة التي تقدّم النصح للدول الصناعية الكبرى بشأن سياسات الطاقة توقعاتها للطلب العالمي على النفط في 2013 بمقدار 240 ألف برميل يومياً إلى 90.8 مليون برميل يومياً؛ أي بزيادة نسبتها 1 في المئة عن مستواه في 2012 على رغم المخاوف المتعلقة بحال الاقتصاد العالمي. وقال بيرول، إن الوكالة قد تعدّل بالزيادة توقعاتها للطلب العالمي على النفط هذا العام تبعاً للاقتصاد الأوروبي الذي سيؤثر انتعاشه على مناطق أخرى. وتابع «السؤال المهم في رأيي هو إن كان الاقتصاد الأوروبي سينتعش هذا العام وكيف. الحلقة الأضعف هي أوروبا. إذا رأيت صعوبة كبيرة في أوروبا فإن التداعيات ستكون على الاقتصاد العالمي وبالتالي على الطلب على النفط». وقال بيرول، إن الانتعاش البطيء التدريجي للاقتصاد الأوروبي مصحوباً مع إشارات على التحسّن من الصين والولايات المتحدة قد تؤدّي لمعدّل نمو أفضل مما تتوقعه وكالة الطاقة العالمية وتدفعها إلى إعادة النظر في بياناتها. وينتظر المستثمرون بيانات مهمّة مثل مؤشر مديري المشتريات الرسمي في الصين وتقرير العمالة غير الزراعية الشهري الأميركي اليوم الجمعة (الأول من فبراير/ شباط 2013).
نزل سعر مزيج «برنت» دون 115 دولاراً للبرميل ولكن ظل قرب أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر أمس الخميس (31 يناير/ كانون الثاني 2013)، وسط تفاؤل متزايد بشأن نمو الاقتصاد العالمي عزز توقعات الطلب على النفط، في حين ظلت المخاوف بشأن الإمدادات تدعم السوق. وقال المحلل في «كورتسبنك» في فرانكفورت كارستن فريتش: «لن أتعمق في قراءة ذلك (تراجع أسعار النفط)»، مضيفاً أنه يتوقع أن تحقق أسعار النفط المزيد من المكاسب هذا الأسبوع».
وقال: «الأمر لا يتعلق فقط بالاقتصاد الأميركي؛ بل بالاقتصاد العالمي الذي يبدو أنه يتحسّن. وهناك التهديدات المستمرة على الإمدادات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع تسلط الأضواء على المزيد من الدول مثل مصر والجزائر». وعلى رغم الانكماش المفاجئ في الاقتصاد الأميركي أمس الأول الأربعاء (30 يناير 2013) والذي أرجع إلى انخفاض الإنفاق الحكومي وتباطؤ الاستثمار في المخزون قال البنك المركزي إنه سيواصل خطته التحفيزية حتى تتحسّن التوقعات بشكل ملموس. ونزل سعر «برنت» 17 سنتاً إلى 114.73 دولاراً للبرميل في الساعة 0942 (بتوقيت غرينتش) بعد أن بلغ 115.25 دولاراً للبرميل في وقت سابق أمس، وهو أعلى مستوياته منذ 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2012.
ونزل سعر الخام الأميركي 21 سنتاً إلى 97.73 دولاراً للبرميل بعد أن بلغ أعلى مستوياته في أربعة أشهر أمس الأول (الأربعاء).
اليابان: هبوط واردات
النفط الإيراني 39.5 %
أظهرت بيانات من وزارة التجارة اليابانية أمس الخميس (31 يناير/ كانون الثاني 2013)، أن واردات اليابان من النفط الإيراني هبطت بنسبة 39.5 في المئة في 2012 مجارية انخفاضات من مشترين آسيويين آخرين بسبب العقوبات الغربية التي قلصت شحنات الخام من الجمهورية الإسلامية إلى مصافي التكرير اليابانية. وقالت الوزارة إن اليابان - ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم - استوردت في المتوسط 189038 برميلاً يومياً من النفط الايراني في 2012 انخفاضاً من 313480 برميلاً يومياً في 2011. وفي ديسمبر/ كانون الأول بلغ متوسط الواردات من الخام الإيراني 208984 برميل يومياً، بانخفاض قدره 36.9 في المئة من 331736 برميل يومياً في ديسمبر 2011.
«لامبريل لمنصات النفط»
تحرز تقدماً مع الدائنين
قالت شركة لامبريل لمنصات النفط إنها أحرزت تقدماً جيداً في محادثات مع الدائنين بشأن إعادة تمويل ديونها وإن من المرجّح أن تكون خسائرها في 2012 في حدود توقعاتها. وذكرت الشركة التي تفاوضت على إعفاء من التزاماتها المصرفية في وقت سابق هذا الشهر أن المحادثات مع الدائنين مستمرة على رغم أنه ليس من المتوقع التوصل إلى اتفاق قبل بضعة أشهر. وقالت «لامبريل» في مطلع يناير/ كانون الثاني 2013، إنها أنهت العام 2012 بسيولة صافية عند نحو مئة مليون دولار نتيجة تحسّن الإيرادات وتشديد القيود المالية. وكانت قد حذرت في نوفمبر/ تشرين الثاني من أن خسائرها في العام بكامله قد تأتي أكبر بسبع مرات مما كانت تتوقع من قبل، وكان هذا خامس تحذير تصدره خلال العام. وارتفع سهم الشركة التي تتخذ من الإمارات العربية مقراً والمدرج سهمها في لندن بنسبة ثلاثة في المئة إلى 126.19 بنساً في الساعة 0906 (بتوقيت غرينتش). وخسر السهم نحو ثلثي قيمته العام الماضي (2012).
العدد 3800 - الخميس 31 يناير 2013م الموافق 19 ربيع الاول 1434هـ