أقدّم للسنة الثامنة والعشرين على التوالي آرائي ووجهات نظري حيال عدد من الأسواق الاقتصادية والمالية والمفاجآت السياسية المتوقعة خلال السنة الجديدة.

يمكنني تعريف «المفاجأة» بأنها حدث لا تتجاوز فرصة وقوعه الثلث برأي المستثمر العادي، بينما أعتقد أنه «مرجّح» الحدوث؛ أي أن فرصة وقوعه أكبر من 50 في المئة. بدأت هذا التقليد في العام 1986 عندما كنت أتقلد منصب كبير خبراء استراتيجيات الاستثمار في الولايات المتحدة لدى شركة مورغان ستانلي، قبل انضمامي إلى «بلاك ستون» في سبتمبر/ أيلول 2009 كمستشار أول للشركة وزبائنها في مجال تحليل الاتجاهات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية واتجاهات السوق.

المفاجآت

- إيران تعلن أنها تمتلك كمية كافية من اليورانيوم المخصب لإنتاج صاروخ برأس نووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية. لم تفلح العقوبات، وانخفاض قيمة العملة، والظروف الاقتصادية السيئة ولا الجهود الدبلوماسية في وقف برنامج الأسلحة الإيراني. يجب على العالم التعامل مع إيران على أنها تهديد نووي بدلاً من الحديث إلى ما لا نهاية حول كيفية منعها من امتلاك قدرة نووية عسكرية. وتتحول كلٌ من الولايات المتحدة و»إسرائيل» إلى سياسة الاحتواء بدلاً من الوقاية، تضاؤل هامش الربح ومحدودية نمو الإيرادات تسبب انخفاض أرباح الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للعام 2013 دون مستوى 100 دولار؛ ما يخيّب آمال المستثمرين. مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ينخفض دون مستوى 1300 نقطة. وتشتكي الشركات من محدودية قوة التسعير في بيئة اقتصادية عالمية بطيئة النمو وعالية التنافسية، تمر أسهم الشركات المالية بأوقات صعبة، وتخسر المكاسب التي حققتها العام 2012؛ إذ تتضافر المنافسة الشديدة في القطاع المصرفي التجاري والاستثماري مع انخفاض أحجام التداول لتضع الأرباح تحت مزيد من الضغوط. استمرار تسريح الموظفين والمزيد من خفض التعويضات. ويترافق ذلك مع زيادة الضغوط التشريعية، واستمرار الدعاوى القضائية؛ ما يزيد العبء على القطاع، في تحول مفاجئ، يعلن الحزب الديمقراطي الأميركي تبنيه لبرنامج ضخم يهدف إلى استغناء الولايات المتحدة عن واردات النفط من منطقة الشرق الأوسط قبل العام 2020؛ ما يسبّب هبوط متوسط سعر النفط الخام (مزيج غرب تكساس) إلى مستوى 70 دولاراً للبرميل. وتقترح الإدارة الأميركية تخفيف القيود المفروضة على عمليات استخراج النفط والغاز بطريقة التكسير الهيدروليكي في المناطق ذات الكثافة السكانية الضئيلة والسماح بمزيد من أعمال التنقيب في الأراضي الفيدرالية.

بايرون وين

نائب رئيس مجلس الإدارة - بلاك ستون وشركاه