العدد 3813 - الأربعاء 13 فبراير 2013م الموافق 02 ربيع الثاني 1434هـ

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحتفل بالذكرى الخمسين بعد المئة لتأسيسها

مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف - AFP
مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف - AFP

خلال 150 سنة من الأنشطة الإنسانية، استجابت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لأوضاع مأسوية جمة وأخفقت أحياناً في مهمتها، لكنها تأقلمت وتطورت لتلبية حاجات أكبر وأكثر إلحاحاً.

وتحتفل اللجنة الدولية للصليب الأحمر اعتباراً من 17 فبراير/ شباط بالذكرى الخمسين بعد المئة لتأسيسها ما يجعل منها أقدم منظمة إنسانية لا تزال ناشطة إلى هذا اليوم.

ويرى المؤرخون أن أسباب هذا النجاح تعود أولاً للنموذج المثالي الذي وضعه سويسريون في 1863، هم الإنساني إنري دونان والحقوقي غوستاف موانييه والطبيبان لوي آبيا وتيودور مونوار والجنرال غيوم إنري دوفور.

ويقول المكلف بالأبحاث التاريخية في محفوظات اللجنة الدولية للصليب الأحمر دانيال بالمييري إن جمعية «اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى» التي شكلوها تتمتع بـ «بعد عالمي» ما يميزها عن المنظمات الإنسانية الأخرى التي كانت موجودة في حينها. وسرعان ما برزت المبادئ الأخرى للجنة مثل «الحياد» الذي أطلقه ضابط في المجال الصحي في الجيش الهولندي يوهان هندريك كريستشان باستينغ كما يقول المؤرخ بيار بواسييه واضع كتاب مرجعي عن هذه الحقبة.

ومعاهدة جنيف الأولى التي تبنتها 12 دولة في 22 أغسطس/آب 1864 أصبحت أول قانون للحق الإنساني الدولي. وستليها عدة تعديلات غالباً ما كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وراءها.

هذه ميزة أخرى للمنظمة التي حاولت دائماً تعديل القانون ليتماشى مع تطور النزاعات مدافعة بذلك عن استقلالية كانت أكثر من مرة موضع تساؤلات.

وسجلت الحرب العالمية الأولى منعطفاً من ناحية التنظيم. وقال بالمييري «بعد شهرين على اندلاع الحرب ارتفع عدد العاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من حوالى 12 إلى 120».

وفي نهاية 1914، ضمت «الهيئة الدولية لأسرى الحرب» 1200 شخص، وشكلت أول «الوفود» خارج سويسرا لأول مرة مع توظيف غير سويسريين.

والتطور الآخر هو انضمام رينيه مارغريت كريمر، أول امرأة إلى اللجنة في 1918. واللجنة التي تضم فقط سويسريين هي الهيئة القيادية. واليوم باتت تضم 25 عضواً.

وأضاف بالمييري إن «النزاع يرغم اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أخذ أساليب القتال الجديدة في الاعتبار (استخدام الغاز) وكذلك أساليب العنف الجديدة (حروب أهلية وثورات وحركات تمرد) وفئات جديدة من الضحايا (سجناء سياسيون ومدنيون في الأراضي المحتلة والرهائن والمفقودون واللاجئون)».

وحقبة ما بعد الحرب كادت تقضي على اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي هددت من قبل رابطة جمعيات الصليب الأحمر التي تأسست في 1919 بمبادرة الصليب الأحمر الأميركي وانضمت إلى صفوفها هيئات الصليب الأحمر من الدول المنتصرة الرئيسية (بريطانيا وفرنسا واليابان وإيطاليا).

وتابع بالمييري «شاهدنا حرباً لهيئات الصليب الأحمر». وروى أيضاً لـ «فرانس برس» ما حصل فوراً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما حاول الصليب الأحمر السويدي تدويل اللجنة. وستفضي الحرب الباردة إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه.

وسجلت الحرب العالمية الثانية خطوة إلى الأمام في حجم المنظمة ووسائلها وأساليبها. وكتبت أيضاً صفحة قاتمة في تاريخ اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي لم تحرك ساكناً حيال جرائم النازية ومعسكرات الاعتقال.

وعمل التحليل التاريخي سيكون طويلاً وسيؤدي لاحقاً إلى إصلاحات رئيسية. وفي 1991 وقعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اتفاقاً مع سويسرا يمنحها حصانة وحقوقاً دبلوماسية بحسب بالمييري فملأ فراغاً قانونياً وقدم ضمانات للمنظمة.

والصليب الأحمر الذي كان على شفير الإفلاس بعد الحرب، بات يوظف اليوم أكثر من 12 ألف شخص بموازنة قيمتها 1,2 مليار دولار ويضم غالبية من المندوبين غير السويسريين وعاملين «على الأرض» يؤثرون على قراراتها اليومية.

العدد 3813 - الأربعاء 13 فبراير 2013م الموافق 02 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً