وسط هذا العالم المتلون الذي يختلط فيه المرضى بالأصحاء، لابد للسليم المعافى أن يتخذ لنفسه سبل الوقاية والعلاج، هذا قبل أن يباشر في معالجة القلوب المريضة التي حوله.
آه... في أي عالم نعيش نحن؟ إننا في مدينة ظلماء ملؤها الحقد والكراهية. وإن كل من في هذه المدينة يعيش عالماً من الأمراض النفسية، فلا يرى الخير ولا يعرف معنى الحب.
نعم، قد تراه يتبسم أمامك، بل يغدق على مسامعك بعبارات المدح والثناء، ولكنه لا يرى في مدينته شيئاً من إحسانك، فهو لا يحب أن يراك سعيداً، لأنه غارق في وحل التعاسة، وإذا ما حاولت إخراجه من هذا الوادي السفلي، يظن أنك تريد أن تنكسه أكثر، فما أن يخرج من وهم حتى يدخل في أوهام أخرى، لأن كل كلمة تخرج من فمك يصورها في الظلام، فلا يرى إلا الظلام.
تمهل... لا تكره هذا الإنسان، فقد تكون أنت في بعض لحظات حياتك، ولا يمكنك الخروج من المدينة المظلمة وأنت تكره من فيها، فالحقد لا يعالج بالحقد، إنما جواز الدخول إلى المدينة المشرقة هو الحب.
الحمد لله، هناك أناس طيبون في هذا العالم. تعال معي وانظر ما أجمل معالم هذه المدينة: طهارة القلب، طلاقة الوجه، طيب الكلام وحسن التعامل. ماذا تنتظر؟ هيا بنا، وادخلوها بسلام آمنين.
في هذه المدينة نبني حياتنا على قاعدة حسن الظن بالناس الطيبين مع أخذ الحيطة والوقاية من الخبيثين. ليس لأننا نكرههم، بل لكي نحمي أنفسنا قبل أن نعالجهم. احذر... فهم يسيئون لنا لكي يستدرجوننا إلى مدينتهم. يجب علينا التعامل مع الناس بظاهرهم، والابتعاد عن الظنون والأوهام في محاولة كشف قلوبهم، وحتى لو ثبت لنا يقيناً أنهم يريدون الأذى لنا، فنحن نريد أن نوقف الشر وننشر الخير. نعم، نحن لسنا معنيين بتصرفات الآخرين، وكل إنسان يمثل نفسه أخلاقياً. وكما يقول المهاتما غاندي: «إذا ردت الإساءة بالإساءة، فإلى متى تنتهي الإساءة؟»
يا جيراننا في مدينتنا الجميلة، إن الحب ينير الحياة، والحقد يميت الناس وهم أحياء. لحظة... لقد سهرت كثيراً ويجب أن أنام الآن. لا... ها قد بزغ نور الفجر، وذهب الظلام!
العدد 3815 - الجمعة 15 فبراير 2013م الموافق 04 ربيع الثاني 1434هـ
قارئه
روعت الالفاظ وسلامتها وجعل المقال ممزوج بالخيال وهو في الحقيقة يعالج الواقع المؤلم ال1ي نحن فيه :: والى الامام دائما
ولدي أحمد
شكرا ولدي كثر الله أمثالك من شباب البحرين ولك التميز
تستحق الاول فعلاً
مقال مميز وجاذب ومفيد ومفعم فالحيوية