العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

دع الماضي وتطلع إلى المستقبل

لا يخفى على أحد أن البحرين في هذه الفترة من الزمن تشهد جواً سياسيا ساخناً، إذ لا يخلو مجلس أو طريق أو أي تجمع كان من حديث الانتخابات، والأسئلة التي دائما ما نسمعها هي (هل ستنتخب؟ من ستنتخب؟).

وطبعا فالبعض تجد لديه الإجابة جاهزة مجهزة إذ يقول نعم سأنتخب فلانا أو فلانة، والبعض الآخر لا مجال للحديث والجدال معه، فخيار عدم المشاركة مرسوم في فكره وعقله منذ أربع سنوات ولا يمكن تغييره، وإن عنيت بنفسك لنصحه وإفادته فأتصور بأنك تصرخ في منزل مهجور لا يسمعك فيه أحد! وأما القسم القليل والأخير فهو في حال تأرجح بين المشاركة أو المقاطعة إن صحت الكلمة، وهي الفئة التي يمكن التأثير عليها إمّا بالسلب أو الإيجاب... والواجب علينا تجاه هذه الفئة أن نحثها على اختيار الصواب والأنسب من أجل بناء الوطن والسعي وراء تحقيق مصالح شعبه.

ربما التجربة البرلمانية السابقة لم تكن ناجحة بالدرجة المطلوبة، التي كان يتوقعها الكثير ممن شارك في الانتخابات، لأن الوعود التي رسمت أمام الناخبين آنذاك كانت أشبه بالماء الذي وضع تحت نار هادئة طيلة أربعة أعوام ثم تبخر... وللأسف لم يذهب هذا البخار إلى السماء ليكوّن السحب حتى يسقط علينا خير الأمطار التي تساعد على زرع أشجار الأمل في تحقيق ما كان يتمناه المواطن البحريني!

من الطبيعي أن تكون هذه التجربة كفيلة بأن تجعل المواطن متنحيا عن فكرة الترشيح في الدورة المقبلة، فليس هناك أدنى استعداد للإنحاء إلى أي مرشح وجعله يصعد على الظهور والرؤوس من أجل أن يصل إلى كرسي مريح وسيارة فخمة، وراتب شهري... وعلاوة على ذلك المخصصات المالية الضخمة طيلة أربعة أعوام، من دون أن يسعى جاهداً إلى النظر فيما يحتاج إليه المجتمع الذي يعيش، أو حتى محاولة تقليب الأوراق التي تحتوي على مطالب الشعب!

وعلى رغم كل هذا وذاك فلا يجب علينا الوقوف على أسطح منازلنا والنظر إلى ما يدور في الساحة الانتخابية من دون أن نفعل أي شيء يذكر، بل يجب علينا اختيار المرشح الذي نرى أنه الأجدر والأقدر على إيصال رسالتنا ومطالبنا إلى طاولة مجلس النواب وجعلها محط اهتمام كل المسئولين في الدولة، وليست مجرد مطالب نراكمها على رفوف منازلنا... وفي مقابل ذلك يجب علينا أن نتنحى عن أولئك الذين يشبعون عقولنا بالكلام والوعود قبل دخولهم إلى المجلس، وبعد أن يسترخوا على كرسيهم الدوّار تصبح كل وعودهم سرابا نراه من بعيد، لكننا عندما نقترب منه لا نجده أمامنا.

السيد علي محمد سلمان


الفقير في المجتمع

قال تعالى: «إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله» (النور:32).

يعيش الفقير في مجتمعنا اليوم إنساناً مستضعفاً وليس له أي احترام، وقد يضيع في المجتمع ولا أحد يعطيه أي اهتمام، وحتى لو احتاج إلى مساعدة فإنه لا يكاد يحصل عليها، ولا أدري لماذا يعامل المجتمع الفقير بهذا الأسلوب، وهذا الأسلوب من المعاملة موجود من الأزمان القديمة في المجتمعات المتخلفة قبل الإسلام، إذ يعتبر الفقير عبداً للغني، وقد قاست هذه الطبقة الفقيرة من طبقة الأغنياء صنوف العذاب والتنكيل والاحتقار، ولهذا فالفقراء هم أول من يؤمن بالأنبياء والرسالات السماوية حتى تنقذهم من عذاب الأقوياء.

في زمن الجاهلية هناك تمييز بين الطبقات الفقيرة والطبقات الغنية، ولما جاء الإسلام أزال هذه الطبقات وقضى عليها، وأطلقها رسول الله (ص) صرخة مدوية للناس جميعاً إلى يوم القيامة، الناس سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، أو الغني على الفقير، أو الأبيض على الأسود، كلكم من آدم وآدم من تراب.

وفي مجتمعنا اليوم نرى الفقير محتقراً وغير مقدر في كل شيء، إذا تحدث بصدق كذبوه، وإذا أراد زواجاً يكمل له دينه، أما أن يرفض لكونه فقيراً أو أن يطلب عليه مالاً لا يستطيع توفيره، أما إذا جاءهم الشخص الذي يعرفونه بأنه صاحب مال وثروة فلا يترددون في إجابته من دون أن يسألوا عن شأنه وعن نسبه وأخلاقه والتزامه.

وقد حدثت قصة واقعية قريباً وهي أن أحد الأشخاص الفقراء المتدينين تقدم لخطبة فتاة فسألوه ما تملك؟ وهل لديك شقة؟ وسيارة؟ فأجابهم أني على قدر حالي، وأعيل أبي وأمي، فما كان من أهل الفتاة إلا أنهم رفضوه بحجة أنهم يريدون أن تعيش ابنتهم عيشة راقية ومريحة على حد تعبيرهم!

فتقدم لها شاب آخر غني وأجابوه بالموافقة من دون أن يسألوا عنه أحداً، ويعرفوا التزامه وحسبه وأخلاقه، وتمت الخطبة وتم الزواج، ولكن بعد فترة هذا الزوج أهمل زوجته وكان يعطيها المصروف مبلغاً كبيراً، ويخرج عنها إلى وقت متأخر من الليل، ولما كلمته في ذلك قال لها: «ألم تعيشي عيشة راقية، وتحصلي على المال الكثير»، فما يضرك؟... حتى آل الأمر إلى الطلاق.

وكم من مشكلات تحدث بين الزوجين بسبب هذه الأشياء... إن مجتمعنا لا يقيم وزناً للفقير حتى بين العلماء، وقد سمعتم بقصة الشيخ ميثم البحراني، عندما ذهب إلى النجف الأشرف وذهب إلى مجلس العلماء متنكراً في زي رجل فقير، وهم يتناقشون في المسائل الشرعية، ويقولون قال الشيخ ميثم البحراني كذا وكذا، فقال إن الشيخ لا يقول هذا، فقالوا له ما أنت وشيخ ميثم البحراني؟ وما عرفك به؟... فسكت الشيخ وجاء في اليوم الثاني وعليه زي العلماء فاحترموه وشرفوه وتباشروا بقدومه، وقالوا جاء الشيخ ميثم وأجلسوه في صدر المجلس وانهالوا عليه بالأسئلة، وهو يجيبهم بغير الجواب الصحيح، وهم يقولون صدقت، ولما حضر وقت الغداء وأخذوا يتحدثون على المائدة وإذا بالشيخ يقول «كل يا كمي، واسكت يا فمي»، فأنكروا عليه هذا الكلام، فقال لهم أنتم لا تقدسون الشخص لعلمه وإنما تقدسون الشخص لهيبته وملابسه، وأخذ يشرح لهم ما حصل معه بالأمس واليوم.

نعم هكذا مجتمعاتنا لا يراعى فيها للفقير حرمة، ولا يقدر لأن الناس إنما يحترمون الغني الذي يملك حفنة من المال ويسمونه الوجيه، أما الفقير وحتى إن كان عالماً لا يشق له غبار، فإن الناس لا تقدره ولا تقيم له وزناً، ويضيع بين الناس. إخواني، ما هكذا أخلاق الإسلام ولا أخلاق أهل البيت (ع)، وإنما أخلاق أهل البيت هي معاملة الناس سواسية، وكان رسول الله (ص) يعامل الفقير كما يعامل الغني بل أفضل، وكان يجالس الفقراء ويضاحكهم، وقصة جويبر معروفة حينما بعثه الرسول (ص) إلى أحد الأنصار وكان جويبر فقيراً من أهل الصفة وهي سقيفة خارج المسجد يجلس فيها الفقراء ويأتي الصحابة بطعامهم وملابسهم بما تجود به أيديهم، وبعثه رسول الله (ص) إلى هذا الأنصاري الغني وقال له: قل له أن يزوجك من ابنته، وكانت من أجمل فتيات الأنصار، فذهب جويبر إلى هذا الرجل فرفضه وطرده، ولكن ابنته ذات عقل راجح فقالت لأبيها أتغضب رسول الله (ص) ابعث إليه وأنا أقبل بالزواج منه.

هذه هي أخلاق الرسول وأهل بيته، ومن وصية للإمام علي (ع) إلى أولاده، الله الله في الفقراء فلا تغبوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم، ونتعلم من الحسين (ع) وثورته كيف نكون مع الفقراء والمستضعفين لأن معظم أنصاره من الفقراء، فلنكن حسينيين بمعنى الكلمة.

محمد حسين


ترانيم حارس منشأة تعليمية

بالإشارة إلى الموضوع المنشور في صحيفة «الوسط» بعددها الصادر 1515 ليوم الاثنين الموافق 30 أكتوبر/ تشرين الأول الذي كان يتحدث عن «ترانيم حارس في وزارة الصحة»، إذ كان كاتب الموضوع حسن عبدالمجيد، قد عزف أحلى الألحان وأحلى الترانيم وأحلى الأسئلة وأحلى مقارنة بين اثنين من حراس الأمن، إذ كان أحدهم بشوش يتعامل مع الناس بالأخلاق الطيبة والابتسامة العريضة والترحيب الحار ومتمكن من عمله والآخر يتعامل مع الناس بأكثر دقة وحزم وقد يكون أشبه بالماكينة في عمله وهو حازم بتطبيق القانون وغير متنازل عن كسره ولو بدقيقة واحدة، وقد كانت الأسئلة المطروحة للمقارنة بين هذين الحارسين أكثر من رائعة وهي دائمة الطرح من قبل الكثيرين من الناس عن شخصية أو معاملة (حراس الأمن) في كثير من المواقع أو المنشآت الصحية و التعليمية وغيرها.

ولكني أريد أن أركز على نقطة مهمة وهي طباع الناس المترددين على هذه المنشآت الصحية أو أية منشآت أخرى وهذه الحلقة المفقودة في المقارنة التي صاغها كاتب الموضوع وللأسف الشديد فإنه لم يذكر «الثقافة الأمنية» التي يجب أن يتمتع بها كل مواطن، إذ نجد بين هؤلاء المواطنين والمترددين على المنشآت الصحية من يقدر هذا الرجل الواقف (حارس الأمن) ويستقبله بالابتسامة العريضة والوجه البشوش ويحترم النظام والقانون ولديه إلمام ووعي بأن وقوف هذا الرجل لم يأتِ عبثاً وإنما القيام بدور أمني من أجل سلامة المنشأة ومن فيها وسلامة المترددين عليها أيضاً. وهناك فئة أخرى من الناس لا تقدر هذا الرجل الواقف وتحب أن تكسر النظام والقانون وتقدم نفسها على الآخرين بالدخول أولاً أو تخليص معاملة ما في الدوائر الحكومية أو عدم الاستجابة للوائح والأنظمة المكتوبة، حتى إن هذه الفئة تتعمد القيام بتجاهل دور رجل الأمن لتتخطى الحواجز حتى ينجر معاملته التي لا تأخذ أكثر من خمس دقائق لو أنه التزم بالنظام والقانون!

وتوجد فئة أخرى من الناس وهي الفئة المريضة بداء العظمة وكسر القوانين أينما ذهبوا وتجاهل حراس الأمن في كل المنشآت والدوائر الحكومية وتجد في عيونهم نظرة الاستكبار والتعالي والسخرية وان كل الناس أقل منهم مستوى ويجب أن يمروا من دون مساءلة وفي أي وقت يشاءون لأنه محسوب على العائلة الفلانية أو هو أبن الوزير الفلاني ويحبون أن يتعاملوا على أساس الطبقات والفوارق الاجتماعية وأعتقد أن هذا الزمن الذي مازال مترسخاً في عقولهم يجب أن ينتهي ويصلون إلى حقيقة وهي أنهم راجعون إلى التراب كما نحن! لا يستطيع حارس الأمن إرضاء كل الناس، نعم يجب أن يتعامل معهم بكل احترام وبصدر متسع للجميع لكن تبقى الثقافة الأمنية لكل مواطن مطلوبة والتوعية بدور هذا الرجل الواقف والساهر على حماية منشآت الوطن الصحية والتعليمية وغيرها مطلوبة أيضاً، والسخرية وعدم المبالاة والتعالي على الناس مرفوضة، كما نشكر كاتب الموضوع حسن عبدالمجيد الذي نأمل أن يكون له دور فعال بالتوعية الأمنية والكتابة عن هذا الجانب وأهمية الأمن ورجال الأمن في كل الدول.

وهل توجد دوله في العالم تسير من دون نظام أو قانون؟! كما نوجه نداءنا من خلال هذا المنبر الحر إلى كل متعالٍ وكاسر للأنظمة والقوانين بأن التواضع مطلوب حتى للطفل الصغير ومن تواضع لله رفعه، وقال الشاعر:

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع

سامي العنيسي


أما اليتيم فلا تقهر

لا يخفى على الجميع أن عاهل البلاد أمر ببناء البيوت الآيلة للسقوط في مناطق البحرين و مدنها وقراها من دون استثناء، ونظراً لحالتنا تقدمنا نحن ضمن المتقدمين بطلب بناء منزلنا لصندوق دمستان الخيري وهم على معرفة تامة بحاجة البيت للبناء وخصوصاً أن الوالد متوفى من 16 سنة، وبعد فترة من تقديم الطلب فوجئنا برد الصندوق علينا وبالأحرى أحد أعضاء الصندوق بأننا لا نستحق... لماذا؟ لأن أحد أفراد الأسرة لديه سيارة جديدة وعلى رغم علمهم بأنه ليس ساكناً معنا بل يقطن خارج القرية ومتزوج ومستقر في حياته. ماذا يعني ذلك هل هو تدخل في خصوصيات الناس وأملاكهم وفي شيء لا يعنيهم ؟ فهو مسئول عن منصبه وعن من رشحه لخدمة القرية وأهلها وليس للنظر في أملاك الغير.

فأين المسئولية والضمير والإنسانية أين نحن من تطبيق سنة رسول الله عندما قال (ص): «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»، ونحن أيتام فوضنا أمرنا لله وذهبنا للمصرف لطلب قرض فطلبو منا الوثيقة (المنزل)، وهي موجودة عند أموال القاصرين و لكنإحدى أفراد الأسرة لم تصل سن العشرين فما العمل ونحن مشتتون والبيت مضى على تهديمه ثلاثة شهور ونحن ننتظر الفرج. وفي هذه السطور نناشد كل من يعنيه الأمر التدخل لحل مشكلتنا فننحن أيتام وأسرة من أبناء هذا الوطن العزيز تائهة تنتظر الفرج وهذا لا يرضي الله ولا كل صاحب ضمير وإنسانية و تذكروا قوله تعالى: «فأما اليتيم فلا تقهر» (الضحى:9).

(الاسم والعنوان لدى المحرر)


حراس «التربية»... وعود في الهواء!

نحن حراس المدارس نشتكي الظلم والضيم من رؤسائنا والقائمين على الجهاز فإلى من نلتجئ؟! لقد طرقنا أبواب كل المسئولين من صغير و كبير في الوزارة، فكل الاجتماعات التي عقدت معهم وكل الجهود والمحاولات مع كبار المسئولين ذهبت سدى. فمن الوعود التي هي متصدرة قائمة مطالبنا، إعطاؤنا الدرجة الرابعة أسوة بإخواننا الحراس في الوزارات الأخرى، وكانت بداية الوعود من تاريخ 31 ديسمبر/ كانون الأول 2002 وإلى يومنا هذا لم ير هذا المطلب النور، وبعد كل هذا ها نحن نحارب في الوقت الإضافي وفرض إجازات أسبوعية (يومان في الشهر إجباري) والتحكم في منحنا الإجازات السنوية، فلا نستطيع اخذ إجازة سنوية مدتها 15 يوماً بل أنت مجبر على أخذها شهراً كاملاً والمسئول أيضاً هو الذي يحدد لك متى تستطيع أخذها، فهل هذا هو القانون أم أنها تصرفات شخصية؟! فالقائمون على هذه الإدارة يسرحون ويمرحون ويريدون تثبيت أنفسهم بهذه القرارات فقيامهم بعمل دورات رياضية أو إصدار قرارات من هنا وهناك لا تصب في مصلحة الحارس ما هي إلا تلميع للصورة فقط، وكما نعلم بأن السقف الوظيفي للساعات الإضافية مفتوح لغاية 78 ساعة في الشهر، والقائمون بأعمال الجهاز مفتوح لهم لغاية 120 ساعة، فهل هذا هو الإنصاف والعدل أم هو بند من البنود التي ينص عليها القانون؟! فكلنا أمل من المسئولين في الوزارة النظر في أمرنا وعدم إعطائنا الوعود التي هي عبارة عن إبرة مخدرة، ونتمنى ألا تصل الأمور إلى ما آلت إليه بعض الشركات في الآونة الأخيرة.

حراس وزارة التربية والتعليم

العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً