العدد 1525 - الأربعاء 08 نوفمبر 2006م الموافق 16 شوال 1427هـ

من مصلحة بوش التعاون مع الديمقراطيين لأنه أصبح «بطة عرجاء»

قال محللون إنه بعد سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب الأميركي وتعزيز موقفهم في مجلس الشيوخ فأنهم قد يعجلون بإشعار الرئيس الجمهوري جورج بوش بأنه أصبح الآن بطة عرجاء ويجبرونه على تغيير سياسته في العراق. ويقولون إن من مصلحة بوش الذي سيواجه معارضة قوية في الكونغرس لأول مرة منذ توليه الرئاسة العام 2001 أن يمد يده للديمقراطيين ليحقق بعض الانجازات التشريعية مثلما فعل حين كان حاكما لتكساس في الفترة بين العام 1995 والعام 2000. وقال بروس بوكانان أستاذ العلوم السياسية في جامعة تكساس الذي عاصر تعاون بوش مع الديمقراطيين في تكساس «هذا يسمح له بان يكون أكثر من مجرد بطة عرجاء. لكن إذا تشدد في اللعب فلن يحصل على شيء».

وقال مستشار البيت الأبيض دان بارتليت «الرئيس عرك تجربة العمل مع أحزاب لها الغالبية في المجلس التشريعي. هذا ليس بجديد عليه. سيذهب إلى المدى المناسب ليوضح للرأي العام وللحزب الديمقراطي انه متلهف بشكل عام للعمل معهم ويأمل أن يلتقيا في منتصف الطريق».

وتوقع الخبراء بعد فوز الديمقراطيين في مجلس النواب وتعزيز موقفهم في مجلس الشيوخ أن يجد بوش نفسه في مأزق التحقيقات التي يجريها الكونغرس وهو نفس الموق الذي طارد الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون في الفترة الثانية من رئاسته ما يضع قرارات بوش في العراق تحت مجهر التدقيق والمراقبة. وسيتولى الديمقراطيون نتيجة لفوزهم في الانتخابات رئاسة لجان قوية في الكونغرس يمكن أن تستدعي مسئولين للمثول أمامها وتجبر مسئولين في إدارة بوش على الإدلاء بشهاداتهم. ويواجه وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي قال بوش انه يريده أن يبقى في منصبه حتى تنتهي فترة الرئاسة العام 2009 أوقاتاً صعبة وطويلة متنقلاً بين جلسات الاستماع والاستجواب في الكونغرس.

وقال توماس مان المتابع لأعمال الكونغرس «أتوقع أن يستغل الديمقراطيون سلطتهم في تحديد جداول الأعمال لإخضاع خطة بوش الراهنة في العراق لتدقيق أشد وطرح بدائل». وأمضى بوش أسابيع وهو يشن حملة دفاعاً عن حرب العراق ويتمسك بضرورة البقاء في العراق لحماية الولايات المتحدة. وكان ذلك بمثابة مقامرة سياسية ركزت الأضواء على نقاط ضعفه الكبرى وفي الوقت نفسه فشلت في تغيير رأي الأميركيين الذين يريدون أن يشهدوا تغيراً في الإستراتيجية بدلاً من التقارير اليومية عن عمليات إراقة الدماء وارتفاع الخسائر في الأرواح بين القوات الأميركية. ومن غير المتوقع أن تؤدي نتيجة الانتخابات لأن يجري بوش تغييراً فورياً في العراق. وكما قال نائبه ديك تشيني الأسبوع الماضي لشبكة «ايه. بي. سي نيوز» إن الأمور «ستسير بأقصى سرعة» في العراق بغض النظر عن الفائز في الانتخابات «لأننا لا نخوض سباقاً على المنصب لكن نفعل ما نراه صواباً». ويشك نورمان اورنستاين الخبير السياسي بمعهد «أميركان انتربرايز» في أن يحاول الديمقراطيون خفض التمويل للعراق على رغم تهديدهم بذلك لآن عدداً كبيراً من الأميركيين يعارض هذه الخطوة لأنها قد تعرض القوات الأميركية هناك للخطر في وقت يبدأ فيه الحزب في البحث عن مرشحين لانتخابات الرئاسة التي تجري العام 2008. وأضاف أورنستاين قائلاً: «بمعنى أنهم سيعقدون جلسات استماع في كل مكان ويجعلون حياته «بوش» صعبة لكن ليس بوسعهم أن يفعلوا أكثر من ذلك. ليس بوسعهم تطبيق سياسة تجعله يغير ما يفعل». لكنه صرح بان عمليات التدقيق التي سيقوم بها الديمقراطيون ستزيد الضغط على بوش ما قد يدفعه هو إلى التفكير بنفسه في تغيير المسار. وعلى رغم إصرار بوش على القيام «بقفزة قوية في نهاية السباق» إلا أن غالبية الرؤساء الأميركيين عانوا من تراجع سلطتهم في العامين الأخيرين لهم في البيت الأبيض حين يتحول أهتمام الأميركيين إلى المرشح الرئاسي الجديد. ويتطلب التعاون والتفاوض مع الديمقراطيين عقلية مختلفة عن عقلية بوش الذي ظل يستمع إليهم طوال سنوات لكنه لم يعتمد سوى على حلفائه الجمهوريين لتمرير أولوياته في الكونغرس

العدد 1525 - الأربعاء 08 نوفمبر 2006م الموافق 16 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً