سارع الديمقراطيون الذي حققوا فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية الأميركية، إلى دعوة إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش أمس بتغيير سياسته في العراق.
وقالت النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي التي ستصبح أول أميركية تتولى رئاسة مجلس النواب: «الأميركيون لم يقولوا في تاريخهم يوماً إننا بحاجة إلى توجه جديد، كما يقولون اليوم بالنسبة إلى الحرب في العراق». وأضافت «الأميركيون صوتوا من أجل التغيير وصوتوا لصالح الديمقراطيين لأخذ بلدنا في اتجاه جديد (...) وهذا بالضبط ما ننوي فعله».
وقالت بيلوسي التي دعت إلى الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من العراق، إن «سياسة مواصلة النهج (في العراق) لم تجعل بلدنا أكثر أماناً ولم تمكننا من تحقيق التزاماتنا بالنسبة إلى قواتنا ولم تجعل المنطقة أكثر استقراراً».
وأوضحت «لا نستطيع الاستمرار في هذا النهج الكارثي. ولذلك نقول للرئيس: سيدي الرئيس، نحن بحاجة إلى توجه جديد في العراق». وتابعت «دعونا نعمل معاً لإيجاد حل للحرب في العراق» يشترك فيه الحزبان.
أما السناتور الديمقراطي هاري ريد الذي من المرجح أن يرأس الغالبية في مجلس الشيوخ، فحث الرئيس على إعادة النظر في سياسته في العراق. وقال: «يجب على الرئيس أن يصغي. يجب أن نغير نهجنا في العراق (...) يجب أن تتوصل أميركا إلى النتيجة نفسها التي توصلنا إليها قبل أشهر وهي أن علينا أن نغير اتجاهنا في العراق». وأضاف «ندعم مقاتلينا الشجعان من رجال ونساء مئة بالمئة (...) لكنهم، كما أشارت صحف (اير فورس تايمز) و(نيفي تايمز) و(ارمي تايمز) يطالبون بالتغيير»، في إشارة إلى مقالات في تلك الصحف تطالب باستقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد.
وقال النائب رام ايمانيول أحد مهندسي انتصار الديمقراطيين في مجلس النواب، إن نتيجة الانتخابات كانت «رسالة واضحة للتغيير والتوجه الجديد للولايات المتحدة». وأضاف «لقد أدرك الأميركيون وأقروا أخيراً بأن ما نفعله في العراق لم ينجح وأننا بأشد الحاجة إلى تغيير مسارنا».
وتعهد ايمانيول كذلك بأنه سيحاول وضع الخلافات الحزبية جانباً. وقال: «الليلة، نمد يد التعاون للرئيس ولزملائنا» الجمهوريين. وقال: «سنعمل معكم عندما نتفق ونتحداكم عندما لا نتفق وسيكون هدفنا دائماً تحقيق أفضل المصلحة للبلاد».
وقال رئيس الحزب الديمقراطي هاورد دين إن النصر في الانتخابات الديمقراطية «هو تخويل للقيام بشيء مختلف في العراق». وصرح لتلفزيون فوكس «لقد بالغ الرئيس في سياسته بالاستمرار على النهج نفسه» وأضاف «هذا ليس ما يرغب فيه الناس. الناس يريدون الخروج من العراق».
وقال عضو مجلس الشيوخ باراك اوباما عن ولاية ايلينوي، الذي يعتبر أحد المرشحين المحتملين في انتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي العام 2008: «أعتقد أن الشعب الأميركي صوت من أجل تغيير النهج في العراق».
كما وصف السناتور الجمهوري عن ولاية اريزونا جون ماكين الانتخابات بأنها «نداء صحوة للحزب الجمهوري» مؤكداً أن الإحباط الذي يشعر به الناخبون بشأن العراق ساعد في هزيمة الجمهوريين. وصرح لشبكة «سي إن إن» قائلاً: «أوافق على أن الحرب (في العراق) هي المسألة المهيمنة (...) وأتفهم الإحباط الذي يشعر به الأميركيون».
تتوقف سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ وفرصهم في اكتساح الانتخابات التشريعية على
آلاف قليلة من أصوات الناخبين.
وكان التنافس في ولايتي مونتانا وفيرجينيا شديداً إلا انه يبدو أن الديمقراطيين هم الأرجح للفوز في الانتخابات بعد أن حصلوا على أربعة مقاعد من أصل الستة التي يحتاجونها ليحققوا الغالبية في مجلس الشيوخ الذي يتمتع بنفوذ كبير.
وأعلن المرشح الديمقراطي جيم ويب أنه فاز في ولاية فيرجينا إذ تفوق على منافسه بثمانية آلاف صوت بعد فرز غالبية الأصوات. وأعلن أمام أنصاره «سنفوز، سنفوز (...) لقد دققنا في المناطق التي لم يتم فرز الأصوات فيها، ويبدو أن الأمر جيد جداً بالنسبة إلينا. وسيستغرق فرز هذه الأصوات وقتاً». أما منافسه الجمهوري جورج الن فقد رفض إعلان الهزيمة بعد أن اختلفت النتائج مع استمرار فرز الأصوات، وبروز احتمال إعادة العد الكترونياً. وقال أمام مناصريه في مقره الانتخابي «أعلم أن فرز الأصوات سيستمر طوال الليل. وسيتواصل غداً (أمس)».
وأضاف «أود أن أشكركم جميعاً لأنني أعلم أنكم مثل مجموعة من الصقور والنسور تراقبون كيف يتم عد كل صوت من أصوات الناخبين بدقة». أما في ولاية مونتانا الغربية فتفوق المرشح الديمقراطي جون تستر بفارق أربعة آلاف صوت على منافسه الجمهوري كونراد بيرنز بعد فرز الأصوات في 81 في المئة من المناطق الانتخابية، إذ يتوقع ظهور النتائج خلال ساعات.
وإذا فاز الديمقراطيون بالمقعدين فإنهم سيسيطرون على مجلس الشيوخ إضافة إلى مجلس النواب، لأول مرة منذ العام 1994 ليزيد ذلك من معاناة الحزب الجمهوري بزعامة الرئيس جورج بوش.
ولايزال هناك احتمال وخصوصاً في فيرجينيا، بتكرار ما حدث في انتخابات العام 2000 من إعادة الفرز والخلاف الذي ثار حينذاك وأدى إلى تأجيل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية مدة شهر.
وفي المنافسة على مقاعد الشيوخ التي أعلنت نتائجها في وقت سابق، تغلبت الديمقراطية كلير ماكساكيل على منافسها الجمهوري جيم تالينت في ميسوري.
وتمكن الجمهوريون من الاحتفاظ بمقعد تينيسي بعد حملة أشعلت التوترات العرقية. إلا أن السناتور المحافظ ريك سانتوروم خسر مقعده في بنسلفانيا وخسر زميلاه الجمهوريان مايك ديواين ولينكولن تشافي في اوهايو ورود ايلاند على التوالي. واحتفظ الديمقراطيون بمقاعدهم في نيوجيرزي وميريلاند.
المنامة - أ ف ب
قال مسئول بحريني رفيع المستوى أمس إن الوضع في الشرق الأوسط «عكس نفسه» في ميول الناخبين الأميركيين. وذكر هذا المسئول الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه «أعتقد أن حال عدم الاستقرار في المنطقة عكست نفسها في ميول الناخبين». وأشار في هذا السياق إلى انه «وبعد 3 سنوات من إسقاط نظام الرئيس العراقي المخلوع مازال الوضع في العراق غير مستقر والجيش الأميركي يعاني صعوبات في هذا البلد وهو ما انعكس على اتجاهات الناخبين الأميركيين». وتابع المسئول «اعتقد أن هذا واضح لأنها المرة الأولى منذ 12 عاماً التي يسيطر فيها الديمقراطيون على مجلس النواب» مستدركاً «من دون شك نحن نحترم إرادة الناخبين الأميركيين والديمقراطية الأميركية». وأضاف «أتصور أن نتائج الانتخابات هي شأن أميركي وتهم المواطن الأميركي بالدرجة الأولى». وأكد أن «ما يهم المواطن العربي هو السياسة الأميركية في المنطقة وخصوصاً في العراق وفلسطين». وأشار المسئول البحريني إلى أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة «بقيت قوية ومتميزة منذ عقود طويلة بغض النظر عن الحزب الذي يحكم الولايات المتحدة» مضيفاً «أن البحرين تحرص دائماً على العلاقة القوية والمتميزة مع واشنطن».
بغداد - أ ف ب، رويترز
قال السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد أمس إن الرئيس جورج بوش سيواصل مهمته في العراق على رغم خسارة الجمهوريين في انتخابات الكونغرس.
وذكر زاد في كلمة بثها التلفزيون العراقي أن «الرئيس الأميركي هو المهندس الأول للسياسة الخارجية كما انه القائد الأعلى لقواتنا المسلحة ومدرك للأهمية الكبيرة لما يحدث في العراق».
وأضاف أن بوش «يعتبر النجاح ضرورة قصوى للمصلحة الوطنية (...) فهو ملتزم العمل مع الكونغرس بمجلسيه للحصول على الدعم المطلوب من أجل إنجاح المهمة في هذا البلد»
العدد 1525 - الأربعاء 08 نوفمبر 2006م الموافق 16 شوال 1427هـ